أقسم تعالى بهذه الآيات العظيمة، على النفس المفلحة، وغيرها من النفوس الفاجرة، فقال: { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} أي: نورها، ونفعها الصادر منها.
فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ) أي: دمر عليهم وعمهم بعقابه، وأرسل عليهم الصيحة من فوقهم، والرجفة من تحتهم، فأصبحوا جاثمين على ركبهم، لا تجد منهم داعيًا ولا مجيبا. فَسَوَّاهَا) عليهم أي: سوى بينهم بالعقوبة. ( وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا) أي: تبعتها. وكيف يخاف من هو قاهر، لا يخرج عن قهره وتصرفه مخلوق، الحكيم في كل ما قضاه وشرعه؟ تمت ولله الحمد
تفسير السعدى سورة الشمس - YouTube
أقسم تعالى بهذه الآيات العظيمة، على النفس المفلحة، وغيرها من النفوس الفاجرة، فقال: ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) أي: نورها، ونفعها الصادر منها. ( وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا) أي: تبعها في المنازل والنور. ( وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا) أي: جلى ما على وجه الأرض وأوضحه. تفسير سورة الشمس السعدي فيس. ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) أي: يغشى وجه الأرض، فيكون ما عليها مظلمًا. فتعاقب الظلمة والضياء، والشمس والقمر، على هذا العالم، بانتظام وإتقان، وقيام لمصالح العباد، أكبر دليل على أن الله بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وأنه المعبود وحده، الذي كل معبود سواه فباطل. وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا) يحتمل أن « ما » موصولة، فيكون الإقسام بالسماء وبانيها، الذي هو الله تبارك وتعالى، ويحتمل أنها مصدرية، فيكون الإقسام بالسماء وبنيانها، الذي هو غاية ما يقدر من الإحكام والإتقان والإحسان، ونحو ذلك قوله: ( وَالأرْضِ وَمَا طَحَاهَا) أي: مدها ووسعها، فتمكن الخلق حينئذ من الانتفاع بها، بجميع وجوه الانتفاع. ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا) يحتمل أن المراد نفس سائر المخلوقات الحيوانية، كما يؤيد هذا العموم، ويحتمل أن المراد بالإقسام بنفس الإنسان المكلف، بدليل ما يأتي بعده.
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) أقسم تعالى بهذه الآيات العظيمة، على النفس المفلحة، وغيرها من النفوس الفاجرة، فقال: { وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} أي: نورها، ونفعها الصادر منها.