وأضاف للجزيرة نت "محمد كان دوما في الصفوف الأمامية، تجده في خط المواجهة في المظاهرات، كما تجده في مقدمة الصف حين يتعلق الأمر بأعمال التطوع". رصاصة أخرى في البطن أخذت روح عبد الله عباس (الروسي) بعد يومين من إصابته في احتجاجات 30 ديسمبر/كانون الأول من العام المنصرم، وتوفي في مطلع العام الجاري، متأثرًا بالإصابة. عبارات عن الام المتوفيه قصيره 2021 – البسيط. عبد الله عباس الذي أخذ لقبه (الروسي) من والدته الروسية الجنسية ظهر قبيل وفاته بلحظات في صورة يتقدم صفوف المحتجين، وقبل وفاته كتب على حسابه عبارة تؤكد أحقيتهم في الحرية كحق أصيل في الحياة. وتداول رفاق الروسي هذه المقولة للمطالبة بالمضي قدما في طريق الحرية، واستعادة المسار الديمقراطي ببلادهم. يشدد أحمد نور الدين، القاطن في ضاحية (الفتيحاب) بأم درمان، على مقربة من منزل صديقه الروسي، أن الشاب ذا الـ23 ربيعا كان من أبرز ناشطي الحراك الاحتجاجي. ويقول للجزيرة نت إن الروسي اتسم بشجاعة فائقة، ولم يتراجع عن حلمه بالدولة المدنية الديمقراطية، رغم استهدافه وإصابته مرات عدة، كما سبق أن اعتُقل إبان حقبة الرئيس المعزول عمر البشير. ويكشف نور الدين عن تلقي الروسي رصاصة في بطنه يوم 30 ديسمبر/كانون الأول في حين نجا أحد أقرب رفاقه الذين كانوا بجواره من القنص برصاصة أصابته في رأسه بخدوش سطحية.
وعن حالات التحاق بعض قتلى الاحتجاج برفاقهم بعد نشر نعي لهم في منصات التواصل، يفسر الفاضل ذلك بأنه نتاج شعور بالمسؤولية والأمانة المفضية إلى البسالة الشديدة والتضحية. المصدر: الجزيرة نت
لَا يَزَالُ رحيلك فاجِعَة أَسْكَنْت الْأَلَم دَاخِلِيّ ولازالت دُمُوعِي تنهمر فِي كُلِّ يَوْمٍ يَأْتِي بدونك وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ احتاجك وَأصْرُخ بِالنِّدَاء وَلَا أَجِدْك. بَعْدَك يَا أُمِّي مَا رَأَيْت خَيْرٌ رَحِمَك اللَّهُ وَأَسْكَنَك أَعَالِي جِنَانِه والبسك الْحُلِيّ وَجَعَل شرابك الْعَسَل المصفي ولباسك الْحَرِير. أُمِّي تَتَرَاءى فِي خَيَّالِيٌّ ضحكاتها وبسماتها وتتناهى لمسمعي اتصالاتها واحديثها وَتَبْقَى ذَكَرَاهَا فِي ذاكرتي وَعَلَى لِسَانِي دَاعِيَةٌ لَهَا. رِحْلَتَي يَا أُمِّي وتركتيني بِدُون حَنَانُك. اشْتَقْت إلَيْك وَافْتَقَدْت صَوْتَك وانتي تناديني باحلي دَلَّع فِي الدُّنْيَا. لَن انساكي يَا أُمِّي يَا أُغْلِي مَنْ رَحَلَ عَنْ الدُّنْيَا. رَحِمَك اللَّهُ يَا أُمِّي واسكنكي مَكَان أَفْضَلُ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا. إنَّنِي افْتَقَدَت الْحَنَّان بَعْد رحيلك فَقَد كنتي الحِضْن الَّذِي آوِي إِلَيْهِ عِنْدَمَا أَحْزَن عِنْدَمَا أَتْعَب. إفتقدك ياجنتي حضنكي أُمِّي لمساتك وقبلاتك دعواتك انتي مَعِي لَم تغيبي حَتَّى لَوْ دفنتي تَحْتَ التُّرَابِ. لَو يَطُول الدَّهْر لَو تَتَمَادَى عَلَيْنَا متاعبنا لَو أَخَذْتَنِي أَهْوَاء الدُّنْيَا ستظلين انتي شَمْعِه قَلْبِي يَا أُمِّي.