لم تعرف أوروبا في زمن القديسة فيرينا المستشفيات، فقد اعتقد الإغريق أن الآلهة على جانب كبير من القدرة فكان لهم إله الشعر وإله الطب والجمال، فيما استعار الرومان منهم الآلهة فبنوا معبدا لزيارة المرضى، وقامت القديسة والراهبة فابيولا المولودة في روما لتؤسس المستشفيات بعد ابنه جراجوس فرينيا بعشرات السنين لتكون القديسة المصرية لها السبق في معالجة المرضى، بما كانت تعرفه من علوم طبية من بلدها مصر. في أوروبا رفضت الكتيبة الطيبية أوامر ماكسيمان الوثني أيضًا بتقديم النذور للآلهة الوثنية، حيث صدر الأمر بالتبخير للأوثان واعتبار دقليديانوس إلها قبل البدء في الحرب، وكان من المعتاد أن تقدم العبادة للآلهة الوثنية قبل بدء المعارك في أوروبا فرفضت الكتيبة القبطية الامتثال للأمر والتبخير للأوثان، ورغم مجهودات الكتيبة الطيبية - نسبة لطيبة - إلا أن «ماكسيمان» أمر بأبادة الكتيبة عن آخرها بوحشية مفرطة، وبقى منها الوفد الطبي الذي كانت ترأسه بنت قرية «جرا جوس» بقوص فرينيا وهى التي علمت أهالى أوروبا الطهارة والعفة والنظافة. قابلت القديسة «فيرينا» الإساءة بالمحبة وقامت بتعليم الأوربيين أسس العلاج من الأمراض باستعمال بعض الأعشاب الطبية، وعلمتهم النظافة الجسدية بالاغتسال بالماء، وكانت تزور مدافن شهداء الكتيبة الطيبية، وحدث أن اكتشف أحد الحكام الرومان أمرها فأمر بسجنها، ولكنها بعد مدة خرجت من السجن وعادت لما كانت تفعله قبل سجنها مع زميلاتها العذارى وكانت تسكن معهم أحد الكهوف الجبال التي تنتشر في سويسرا.
أما في الفصل الثالث فيرجع بنا السارد للحكاية الأولى ليغوص بنا في عالم متخيل عن الواقعي في الحياة،( حياة أهل الجنوب والبدو والرحل)، لغة حية ومتحركة تصف حالة أهل القرية وهم يشعلون النار بجانب دكان البقال، ويحكون الحكايات الكثيرة عن الغرباء. ومع التقدم في السرد، يبدو الوصف مألوفا حيث يجسد بعض المشاهد والأحداث من حياة القرويين، وهي مشاهد حية لا تخفى على أبناء الجنوب، وبهذا يستطيع الروائي تمثيل أهل الجنوب من خلال أدب الرواية الذي ينقل معاناتهم اليومية، وأحوالهم وهم يتقلبون في العيش. في افتتاح مهرجان المدينة بمنوبة: زياد غرسة يعيد درّة "بشارف محمد الرشيد بن حسين باي" إلى معدن بستانها بقبة النحاس. يكشف السارد عن الغاية من هذه الحكايات أو السبب الذي جعلهم يشعلون النار ويجلسون للحديث والكلام واسترجاع القصص والنوادر، وحكايات الحروب والسير وغيرها، وكلها من أجل مواجهة زمهرير برد الخريف وقضاء أوقات أيامهم الرتيبة التي لا تأتي بجديد. وفي القرية الصغيرة يغرق الإنسان في التفاصيل الصغيرة حد الرتابة، أنظر إليه مثلا وهو يتحدث عن بطل الرواية المحجوب، الذي استوطن قلوب أهل القرية، والذي كان غريبا وطاب له المقام فيها، يقول:» و المحجوب بطل كبير جاء إلى الصحراء، واستوطن القرية في البداية كان حذرا، يتكلم بحساب، لكنه توغل في كل شيء، نفذ إلى القلوب واستوطن وما عاد أحد يحسبه غريبا…» ص:58 ليصبح المحجوب بطلا في أذهان أطفال القرية، وذكرى جميلة، يتذكره الصغير والكبير بعد وفاته، وهو رمز القرويين البسطاء الذين يعدون الشاي، وتستهويهم الحكايات الغريبة والطريفة عن الغرباء.
إن قراءتنا للرواية تولد نفس الانطباع الذي قلنا سابقا عن كتابه في الرحلة:» يوميات سندباد الصحراء»، إذ نجد نفس اللغة الشفافة والموحية، والتعبير الشاعري بطلاقة غير معهودة، تنمحي فيها الحدود الفاصلة بين الواقعي والمتخيل، وهي رؤية شعرية يبلورها السارد في خياله وذاكرته ليعطيها أبعادا أخرى، يعتمد فيها على تقنية السرد والوصف، وتتبع عوالم الشخصيات والأمكنة في عالم محدود، زمانيا ومكانيا، وفي مجتمع معيشي فقير يفتقد أبسط وسائل العيش، إذ نجد أنفسنا أمام روائي متمكن من أدوات وتقنيات السرد، مغرم بالحكاية والقص، بارع في استحضار شخصيات هامشية تعاني وتنحدر من أقصى الجنوب. الكاتب: الحسين ايت بها بتاريخ: 28/04/2022
«المواصلات»: خفض خسائر طيران الخليج إلى 77 مليون دينار في 2021 قالت وزارة المواصلات والاتصالات بأن خسائر شركة طيران الخليج بلغت 38 مليون دينارًا في العام 2019 مقابل 91. 9 مليون دينار في العام 2020. ضيافة بعد العشاء في. وذكرت بأن الشركة استطاعت التكيف مع الأوضاع غير المستقرة وتقليل خسائرها الفعلية في العام 2021 إلى 77 مليون دينار، مقارنةً بما كان متوقعًا عند إعداد الميزانية من خسائر وهو 122 مليون دينار. واعتبرت أن تلك الخسائر لا تعتبر نتائج جيدة - مقارنة بخسائر شركات الطيران الأخرى في المنطقة - وحسب، بل تعد أيضًا نتائج مهمة إذا ما تم مقارنتها بالأعوام السابقة. وأكدت أن جائحة كورونا أدت إلى تغيير العالم، وتعطيل السفر الجوي بشكل كبير، الأمر الذي أدى إلى إفلاس أو إعادة هيكلة عدة شركات على مستوى العالم، وشهدت شركات الطيران الخليجية أسوأ أزمة في تاريخها. وأكدت الوزارة أن شركة طيران الخليج تعمل بشكل مستمر على زيادة الإيرادات وتقليل المصروفات، وقد قامت بإعداد خطة تهدف لتقليل الخسائر وتحسين الدخل، وأن الشركة طورت أداءها العام الماضي بنسبة 63% مقارنة بالميزانية المعتمدة لسنة 2019 وبنسبة 43% متوقعة مقارنة بالميزانية المعتمدة لسنة 2021.