معنى ان تلد الامة ربتها:ــ الشيخ عبدالعزيز الفوزان - YouTube
الحديث رواه البخاري بَاب أُمِّ الْوَلَدِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّهَا) واختلف العلماء في المقصود بأن تلد الأمة ربتها على أربعة أقوال: الأول: أن ينتشر الإسلام في بقاع الدنيا، وأن يعتق الرجل ويتزوج من جارية، فتلد ولدا، فيكون حرا، ويصبح سيدا وأمه أمة. الثاني: أن تبيع السادة أمهات أولادهم. الثالث: أن تلد الأمة حرا من غير سيدها، وتباع، حتى تدور بين الناس، فيشتريها ولدها. الرابع: انتشار العقوق بين الناس، فيعامل الولد أمه معاملة الأمة جاء في شرح سنن ابن ماجة: (أن تلد الأمة ربتها) أي أن تحكم البنت على الأم مِن كثرة العقوق، حكم السيدة على أمتها. ولما كان العقوق في النساء أكثر، خصت البنت والأم بالذكر. ما معنى: «أن تلد الأمة ربتها»؟ - مشهور حسن سلمان - طريق الإسلام. وقال الإمام ابن حجر في شرح الحديث: وقد اختلف العلماء قديما وحديثا في معنى ذلك: قال ابن التين: اختلف فيه على سبعة أوجه، فذكرها لكنها متداخلة، وقد لخصتها بلا تداخل فإذا هي أربعة أقوال: الأول: قال الخطابي: معناه اتساع الإسلام، واستيلاء أهله على بلاد الشرك وسبي ذراريهم، فإذا ملك الرجل الجارية واستولدها، كان الولد منها بمنزلة ربها لأنه ولد سيدها.
الثاني: أن تبيع السادة أمهات أولادهم، ويكثر ذلك فيتداول الملاك المستولدة حتى يشتريها ولدها ولا يشعر بذلك، وعلى هذا فالذي يكون من أشراط الساعة، غلبة الجهل بتحريم بيع أمهات الأولاد، أو الاستهانة بالأحكام الشرعية. الثالث: وهو من نمط الذي قبله، قال النووي: لا يختص شراء الولد أمه بأمهات الأولاد، بل يتصور في غيرهن بأن تلد الأمة حرا من غير سيدها بوطء شبهة، أو رقيقا بنكاح أو زنا، ثم تباع الأمة في الصورتين بيعا صحيحا، وتدور في الأيدي حتى يشتريها ابنها أو ابنتها. الرابع: أن يكثر العقوق في الأولاد، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة بالسب والضرب والاستخدام. المعنى التفسيري الحديث لقول رسول الله" أن تلد الأمة ربتها Archives - Instaraby. (1/ 123) فأطلق عليه ربها مجازا لذلك. أو المراد بالرب المربي فيكون حقيقة، وهذا أوجه الأوجه عندي لعمومه، ولأن المقام يدل على أن المراد حالة تكون مع كونها تدل على فساد الأحوال مستغربة. ومحصله الإشارة إلى أن الساعة يقرب قيامها عند انعكاس الأمور بحيث يصير المربي مربيا والسافل عاليا، وهو مناسب لقوله في العلامة الأخرى: أن تصير الحفاة ملوك الأرض.
يقول الحافظ: "وهذا أوجه الأوجه عندي لعمومه، ولأن المقام يدل على أن المراد حالةً تكون مع كونها تدل على فساد الأحوال مستغربة، ومحصّله: الإشارة إلى أن الساعة يقرب قيامها عند انعكاس الأمور، بحيث يصير المربَّى مُربّياً، والسافل عالياً". وعلى أية حال فالصور السابقة جميعها قد حدثت وإن كانت قليلة، ومجرّد حدوثها دالّةٌ على صدق من أخبر بها، وفي زماننا هذا رأينا مصداق القول الذي انتصر له الحافظ رحمه الله، فعقوق الأمهات قد انتشر على نحوٍ مثيرٍ للأسى، واستطالة الأبناء على أمهاتهم وتعاملهم معها تعامل المخدوم مع خادمه، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ومن اللافت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في سياق هذه العلامة قد عبّر بقوله: (ربّها أو ربّتها)، ولعل البعض يستشكل ذلك في ضوء النهي الوارد في قوله عليه الصلاة والسلام: (لا يقل أحدكم: أطعم ربك وضئ ربك، اسق ربك، وليقل: سيدي مولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي أمتي، وليقل: فتاي وفتاتي وغلامي) متفق عليه، والجواب أن إضافة الرب إلى غير الله تعالى والذي جاء النهي عنها في الحديث إنما كان لأجل الإضافة إلى ضمير المخاطب، بما يوهم معنى فاسداً بالنسبة لكلمة رب، بخلاف الإضافة إلى ضمير الغائب كما هو في حديث جبريل عليه السلام.
أما ربتها للتأنيث ظهرت بمعنى للإيجاز. تفسير يوم تلد الأمة ربتها نعلم جميعا أن في آخر الزمان يأتي علينا كل ما هو غريب و ذكر أن في وقتها سوف ينقلب الحال رأساً على عقب. فتجد الأبن الذي يضرب أمه أو أبيه و قد تجد كثيرا من كبار السن لا يجدوا مأوى لهم بسبب أبنائهم و هكذا. و لقد أختلفوا علماء الدين في قول رسول الله (يوم تلد الأمة ربتها) ، و هناك عدد من التفسيرات النبوية التي تساعدك في فهم المقصود من تلد الأمة ربتها. التفسير الأول هي أن تلد المرأة المملوكة بعقد اليمين مولدتها من سيدها الذي يملكها كما قال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. و كان ذلك الموقف يحدث بكثرة في عهد رسول الله حيث أنه كانت توزع الأماء على الرجال من أجل الخدمة أو الزواج ، و يولد لهم منهن ولدا و يصبح سيدها بعد ذلك. و غرضه كان لإتساع رقعة الإسلام. و هذا المعنى لا يكون بالمعنى المقصود بيه لأن الحديث كان لعلامات الساعة التي ستحدث فيما بعد ليس التي حدثت و التي كانت متداولة في وقت من الزمان التفسير الثاني كان هناك من الأمراء الغير ملتزمين بالتعاليم الأسلامية في قانون الرق.
القول الأوّل: وهو ما ذكره الخطابي والنووي وغيرهما، أن المقصود هو اتساع رقعة الإسلام، واستيلاء أهله على بلاد الشرك وسبي ذراريهم، فإذا ملك الرجل الجارية واستولدها كان الولد منها بمنزلة ربِّها –أي مالكها- لأنه ولد سيّدها، وملك الأب راجع في التقدير إلى الولد. وعلى الرغم من كون هذا القول هو قول الأكثرين إلا أن الإمام ابن حجر قد تعقّب هذا القول، معلّلاً ذلك بقوله: " لكن في كونه المراد نظر لأن استيلاد الإماء كان موجودا حين المقالة والاستيلاء على بلاد الشرك وسبي ذراريهم واتخاذهم سراري وقع أكثره في صدر الإسلام وسياق الكلام يقتضي الإشارة إلى وقوع ما لم يقع مما سيقع قرب قيام الساعة". القول الثاني: أن تبيع السادة أمهات أولادهم ويكثر ذلك فيتداول الملاك المستولدة حتى يشتريها ولدها ولا يشعر بذلك، وعلى هذا فالذي يكون من الأشراط غلبة الجهل بتحريم بيع أمهات الأولاد أو الاستهانة بالأحكام الشرعية. القول الثالث: أن تلد الأمة من غير سيّدها، ولكن على نحوٍ لا تُصبح فيه أمّ ولد، ثم يكون ولدها حرّاً، وضربوا لذلك عدّة صورٍ معروفةٍ في كتب الفقه، وهي: وطء الشبهة، ونكاح الرقيق، اولإتيان بالولد عن طريق الزنا، وبعد ذلك كلّه: تُباع تلك الأمة بيعاً صحيحاً، وتدور في الأيدي حتى يشتريها ابنها أو ابنتها الذي كان حرّاً من قبلها، فتتحقّق صورة أن الأمة قد ولدت سيّدها أو سيّدتها.
ان تلد الامة ربتها من علامات الساعة الصغرى يعتبر قيام الساعة من الأمور الغيبية التي لا يعلم ميعاده إلا الله و ميعادها هو جزء من الزمان. فقد خص الله سبحانه و تعالى ذاته الإلهية بعلم قيام الساعة بأهوالها و أحداثها المروعة فلا يعلم بميقاتها إلا هو سبحانه و تعالى. و لم يخبر بها الرسول صلى الله عليه و سلم حيث قال الله تعالى يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – ذكر أن الرسول صلى الله عليه و سلم قد سُئل عن الساعة ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ. ) ، فيتعتبر علم الساعة من الأمور الغيبية التي لا يعلم أسرارها إلا الله عز و جل و كانت من رحمة الله العظيمة لنا أن يوحي لنبينا محمد عن علامات للساعة الصغرى و الكبرى. و تعتبر علامات الساعة هي العلامات التي تسبق قيام الساعة و هي تنذر بقدومها و ذلك لنتعظ و نراجع أنفسنا. و تتمثل علامات الساعة الصغرى في ما هو قد حدث بالفعل و ما هو يحدث في هذه الأيام و ما هو من المؤكد حدوثه في المستقبل.