كان مونتسكيو قد كتب عن التسامح الديني والفصل بين الدين والحكومة إلى حدّ ما في عام 1721. [14] دافع فولتير عن الفصل إلى حدّ ما، لكنّه أخضع الكنيسة لاحتياجات الدولة في نهاية المطاف. أمّا دنيس ديدرو فكان من أنصار الفصل التام بين الكنيسة والدولة، إذ قال «المسافة التي تفصل بين العرش ومذبح الكنيسة لا يمكنها أن تكون أكبر من اللازم». فصل الدين عن الدولة - طريق الإسلام. [15] جفرسون ووثيقة الحقوق [ عدل] يُعتبر المصطلح الإنجليزي الدقيق اشتقاقًا من عبارة «جدار الفصل بين الكنيسة والدولة»، العبارة التي كتبها توماس جفرسون في خطابه إلى جمعية المعمدانيين في دانبري في عام 1802. كتب جفرسون في تلك الرسالة إشارةً إلى التعديل الأول لدستور الولايات المتّحدة قائلًا: «أؤمن مثلكم بأنّ الدين مسألة متمثّلة بالعلاقة بين الإنسان وإلهه وحسب، إذ الإيمان والعبادة واجب له وليس لأحد آخر، فالصلاحيات الشرعية للحكومة متعلّقة بالأفعال وحسب وليس بالآراء. إنّي أتأمل في تقديس السيادة بفعل الشعب الأمريكي كلّه الذي أعلن أنه على الهيئة التشريعية «عدم وضع قانون يحترم مؤسسة دينية، أو يحظر ممارستها بحرّية»، وبالتالي بناء جدار الفصل بين الكنيسة والدولة. » [16] المراجع [ عدل] ^ الحرية المسيحية والتحرر، بندكت السادس عشر، مجمع العقيدة والإيمان، ترجمة ومنشورات اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، جل الديب 1986، فقرة.
لكن تصور الدولة هذا هو تصور حديث، يجد جذوره داخل التجربة الأوروبية ابتداءً من عصر الملكية المطلقة. العلمانية و فصل الدين عن الدولة Secularism and the separation of religion and state ~ العالم في سطور. تتباين الدولة الحديثة مع الدول التاريخية السابقة عليها حول كل عنصر من هذه العناصر تقريباً، فالدول التاريخية لم يكن لديها تصور عن الإقليم/الوطن، فسلطان «الدولة» يمتد إلى كل أرض تخضع لسلطتها، والدول لا تطالب بالسيادة بما يتضمن سيادتها التشريعية وسيادتها على تحديد الحق والخير، بل تترك المجتمعات المحلية عموماً لأعرافها الخاصة، وحتى عندما تتبنى نظاماً تشريعياً، مثل الشريعة الإسلامية، فهي تتولى البعد التنفيذي، فهي دول تحرس النظام الطبيعي للأشياء. تبدو الدولة الحديثة شديدة السطوة والحضور والثقل مقارنة بالدول السابقة عليها. لهذا نجد وائل حلاق، وهو ناقد للحداثة والعلمانية، يعترض على فكرة الدولة الإسلامية ويستخدم مقولة «الدولة» للإحالة حصرياً على الدولة الحديثة ، بينما يستخدم «نظام الحكم» للحديث عن أنظمة الحكم السابقة على الدولة الحديثة. كذلك يفعل أرماندو سلفاتوري في مشروعه «سوسيولوجيا الإسلام» حين يستعمل تعبير «الدولة الويستفالية» للحديث عن الدولة الحديثة مميزاً إياها عن الدول التاريخية السابقة عليها.
إننا عندما نقول بضرورة فصل المؤسسات الدينية عن المؤسسات السياسية لا نعني بذلك إقصاء الدين عن حياة الناس كعقيدة وكمرجعية للقيم و القوانين.
2- حقهم في فرض التشريعات والطقوس الدينية والانظمة الاجتماعية.
الموقف المدافع عن حداثة هذا الشعار يحيل على أن مفهوم الدولة المستخدم هو مفهوم حديث ولن نعثر على مقابل له في تراث الفكر السياسي الإسلامي التقليدي. في مقابل المعنى المُقيد للدولة، يستخدم المدافعون عن أصالة هذا الشعار معنى واسعاً لمفهوم الدولة، بل مفرطاً في سعته بحيث تتماهى «الدولة» مع «الإمامة». فيرون الدولة في كل تجربة حكم من دون أي اعتبار للتمييزات التاريخية بين أشكال الحكم المتباينة، وهكذا تصبح دولة المدينة دولة مثلها مثل أية دولة أخرى، دولة لويس الرابع عشر أو دولة الجمهورية الفرنسية الحديثة، وعليه فإنهم يسقطون على النصوص الكلاسيكية معاني معاصرة ومن دون تحوط لتاريخية المعنى. جريدة الأنباء الإلكترونية | بلال عبدالله: فصل الدين عن الدولة هو الحل لقيامة لبنان والشارع السني في إقليم الخروب وبشكل عام في لبنان وطني عروبي لا يمكن إلغاؤه وهو موجود رغم محاولات إحباطه. وهذا التوسع في استخدام مفهوم الدولة يقود إلى إشكاليات ناجمة عن جمع تصورات متباينة حول الدولة، حديثة وقبل حديثة. هنا يبدو ما قاله المرشد السابق للإخوان المسلمين الراحل مهدي عاكف حول قبوله بحكم ماليزي مسلم لمصر مثالاً معبراً عن هذه الإشكالية. فالمرشد يتحرك داخل أفق التصور ما قبل الحديث للدولة التي لا تتماهى مع إقليم/وطن وشعب الدولة، بل في أفق نظام الحكم الإسلامي التاريخي الذي لا يُحدد بالأرض، فأرض الإسلام هي كل أرض يحكمها حاكم مسلم وتُقام فيها الشريعة، وأمة الإسلام هم جمهور المسلمين في نظام من التراتبيات يجعل من المسلم، بمعزل عن أصله ونشاته، عضواً في أمة المسلمين، بينما يقف القبطي الذي عاش هو وآباؤه على هذه الأرض خارج أمة المسلمين التي هي أمة الدولة.