فأصبحت الدولة تمتد على معظم ما يشكل اليوم العالم العربي بإستثناء وسط الجزيرة ومراكش وعُمان بإلإضافة إلى إمتدادها في وسط آسيا وجنوب شرق أوروبا. التراجع * بعد سنة 1566 م أصبح الملك في أيدي سلاطين عاجزين أو غير مؤهلين. ثم منذ 1656 م أصبحت السلطة بين أيدي كبير الوزراء (وزيري أعظم) أو كبار القادة الإنكشاريين. بدأت مع هذه الفترة مرحلة الانحطاط السياسي و الثقافي. كان العثمانيون في صراع دائم مع الهبسبورغ، ملوك النمسا (حصار فيينا: 1683 م)، إلا أن مراكز القوى تغيرت، منذ 1700 م تحول وضع العثمانييين من الهجوم إلى الدفاع. تم إعادة هيكلة الدولة في عهد السلطانين سليم الثالث (1789-1807 م) ثم محمود الثاني (1808-1839 م) من بعده، رغم هذا استمر وضع الدولة في الانحلال. أعلنت التنظيمات سنة 1839 م وهي إصلاحات على الطريقة الأوروبية. أنهى السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909 م) هذه الإصلاحات بطريقة استبدادية، نتيجة لذلك استعدى السلطان عليه كل القوى الوطنية في تركيا. سنة 1922 م تم خلع آخر السلاطين محمد السادس (1918-1922 م). سليمان القانوني - الإنجازات الحضارية - الدكتور طارق السويدان. وأخيرا ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة نهائيا في 1924 م.
ملخص المقال في سنة 1533م أخرج السلطان سليمان القانوني جيشًا عظيمًا يُقَدَّر بمائةٍ وأربعين ألف جنديٍّ بقيادة الصدر الأعظم إبراهيم باشا إلى حرب الدولة الصفوية. التفرُّغ لمشكلات الأعداء الآخرين غير النمسا: الصفويون وغيرهم (1533-1540م) هدأت الجبهة النمساوية المجرية إلى أجل، وعلى الرغم من إدراك السلطان سليمان القانوني احتمال غدر الأوروبيين في أيِّ لحظة، فإنه كان مطمئنًّا إلى أن هذا لو حدث فلن يكون إلا بعد عدَّة سنوات؛ نظرًا إلى شدَّة إقبالهم على توقيع المعاهدة معه، ولظروفهم السياسية الداخلية التي يعرفها العثمانيون جيدًّا. هذه الثقة أعطت الدولة العثمانية الفرصة لفتح ملفَّاتٍ كبرى مؤجَّلة، ويمكن مناقشة هذه الملفَّات تحت العناوين التالية: الصدام مع الدولة الصفوية، وغزو تبريز، وضمُّ العراق: (1533-1535م) كانت منطقتا العراق والخليج العربي تُعانيان في هذه المرحلة التاريخيَّة من وطأة عدوَّين شرسين في آنٍ واحد؛ الدولة الصفوية، ودولة البرتغال. كانت البرتغال قد احتلَّت ميناء هرمز في مدخل الخليج العربي في عام 1515م، واحتلَّت البحرين وقطر عام 1521م[1]، وصارت بذلك القوَّة المهيمنة على التجارة في هذا الخليج المهم، الذي يُسيطر على التجارة الوسيطة بين آسيا وأوروبا.
ملخص المقال كان فتح بلجراد من الأعمال ذات الأولوية لسليمان القانوني، لم تكن هذه مهمة سهلة، فالدولة العثمانية فشلت قبل ذلك ثلاث مرات في فتح بلجراد بعد حصارات طويلة. المواجهة مع النمسا والمجر (1521-1533م) بعد وأد محاولة ال تمرد المملوكيَّة في الشام ، والتي تبعها هدوءٌ شاملٌ على المستوى الداخلي، كانت الأولويَّة الأكبر للسلطان سليمان القانوني هي مجابهة التوسُّعات المتوقَّعة من المارد النمساوي؛ فالإمبراطور شارل الخامس نشطٌ للغاية، وفي عنفوان قوَّته الآن؛ بينما الدولة الصفوية منزويةٌ بعد هزائمها أمام العثمانيين، وقد انسحب الشاه إسماعيل من الحياة السياسية، فقلَّ خطر هذه الدولة. كانت الأرض المناسبة للصدام مع النمسا هي أرض مملكة المجر الوسيطة، مع العلم أن المجر آنذاك ليست هي الدولة المتعارف عليها الآن، إنما هي مملكةُ واسعةُ تشغل معظم الحدود الشمالية ل لدولة العثمانية ، وتشمل من دول عالمنا المعاصر الآن دول المجر، وكرواتيا، وسلوڤاكيا Slovakia، والتشيك، والنصف الشمالي من صربيا إلى بلجراد، ومعظم رومانيا، وأجزاء من غرب أوكرانيا. لم تعد المجر في هذه المرحلة التاريخيَّة من الدول المخيفة في وسط أوروبا وشرقها.