سديف بن إسماعيل بن ميمون (ت. 146هـ/763م)، مولى بني هاشم، وفي سبب ولائه أقوال، وهوشاعر حجازي مُقل، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية. كان شديد التعصب لبني هاشم، شديد التحريض على بني أمية، يجادل أنصارهم في الحجاز ويُسابُّهم، فلما سقطت دولة بني أمية واتىت دولة بني العباس وفد سديف من مكة على أبي العباس السفاح في الحيرة وأنشده قصائد يحضّه فيها على الانتقام من الأمويين، وعلى اغتال أعقابهم، فكانت قصائد سديف سبباً في غدر السفاح بمن كان قد أمنهم من الأمويين.
وكان سديف فيمن بايعه. وقتل النفس الزكية وشيكاً فنهض أخوه إبراهيم للأخذ بثأره على العباسيين في البصرة ، ولكنه قتل في السنة نفسها، بعد ذلك اختفى سديف مدة من الزمن، ثم وفد على المنصور بقصيدة معتذراً إليه، ولكن المنصور كتب إلى عمه عبد الصمد بن علي (ت. 185 هـ) والي مكة يأمره بقتل سديف فقتله. كان سديف شاعراً فصيحاً، جيد البديهة، جزل الشعر، مطبوعاً مقلاً من شعراء الحجاز ومن مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية كما سلف وكان أديباً بارعاً وشاعراً مُفْلقاً وخطيباً مصقعاً ذا عارضة وجدل وأكثر شعره في الهجاء والمدح والغزل......................................................................................................................................................................... المصادر أحمد سعيد هواش. "سديف بن إسماعيل بن ميمون". الموسوعة العربية. للاستزادة ابن قتيبة ، الشعر والشعراء، الجزء الثاني ( دار الثقافة، بيروت 1964م). عمر فروخ ، تاريخ الأدب العربي في العصر العباسي (دار العلم للملايين، بيروت 1981م).
القصيدة التي قتلت 70 أميراً بني أمية =========== لما انقضت دولة بني امية وافضت الخلافة الى بني العباس، وولى منهم ابي العباس السفاح، بلغ الخبر بسديف وهو اذ ذاك بمكة، فاستوى على راحلته وتوجه نحو ابي العباس ــ وكان به عارفا ــ فلما وصل اليه قال له: من انت؟ قال: انا سديف بن ميمون. قال الخليفة: مولاي سديف؟ نعم يا امير المؤمنين.
#10 قيل أن المقصود بلفظ السفاح أى كثير الكرم وليس بمعنى كثير القتل. #15 صاحب القصيدة هو سديف بن ميمون مولى خزاعة. وكان سبب ادعائه ولاء بني هاشم انه تزوج مولاه لال ابي لهب، فادعى ولاءهم، ودخل في جملة مواليهم على الايام. وكلمة « مولى » تعني انه من اصل غير عربي ينسب الى القبيلة بالولاء. وسديف قال الشعر، وعُرف بالبيان وحُسن المعارضة. وهو شاعر مقل، من شعراء الحجاز ومن مخضرمي الدولتين الاموية والعباسية. كان سديف شاعرا فزا واديبا بارعا وخطيبا مصقعا، وكان مطبوع الشعر حسنه. كان سديف شديد التعصب لبني هاشم، مظهرا لذلك في ايام بني امية. فكان يخرج الى احجار في ظهر مكة، يقال لها صفي السباب، ويخرج مولى لبني امية معه يُقال له سباب، فيتسابان ويتشاتمان، ويذكران المثالب والمعايب. ويخرج معهما من سفهاء الفريقين من يتعصب لهذا ولذاك. فلا يبرحون حتى تكون بينهم الجراح، ويخرج الوالي اليهم فيفرقهم، ويعاقب الجناة. فلم تزل تلك العصبية بمكة حتى شاعت في العامة والسفلة. فكانوا صنفين، يقال لهما السديفية والسبابية، طول ايام بني امية. وكان الوليد بن عروة بن محمد بن عطية بن عروة السعدي (من سعد بن بكر) آخر والٍ اموي لمكة قد قبض على سديف بن ميمون واودعه السجن، لانه كان يتكلم في بني امية، وحبسه وجعل يجلده، في كل سبت مائة سوط وكلما في كل سبت يخرجه ويضربه مائة سوط، فازداد حقد سديف على الامويين، وانتقم منهم بقصيدته التي تسببت في مجزرة للامويين في مجلس الخليفة العباسي.