ويؤكّد على ضرورة "الإسراع في إقرار القانون إذ أنه وبحسب وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة يعتبر القانون إحدى أولويات الحكومة الاقتصادية، على غرار المشاريع الكبرى". وكان بدأ العمل على مشروع قانون حماية البيانات الشخصيَّة الذي أقرّته الحكومة في عام 2021 منذ العام 2013، وهو "يُعتبر من المشاريع التي تعثرت كثيراً"، وفقاً للمومني التي تؤكّد أنّ "تأخر الأردن عن مصافي الدول الأخرى في إقرار القانون لا يبرّر وجود محتوى قانوني يشير إلى بعض الإختلالات، أو أن لا يكون القانون بالصورة المأمولة". This page is available in a different language English ( الإنجليزية) هذه الصفحة متوفرة بلغة مختلفة
يشهد الأردن تحولا رقمياً والكترونياً وزيادة في الاعتماد على التعاملات الإلكترونية عوضا عن الورقية، ويشهد بالتوازي نشاطاً تشريعياً لإقرار قوانين تحمي البيانات الشخصية، في خطوة لتفعيل الأمن الرقمي لما له من دور بارز في حماية البيانات الشخصيّة، ويبقى السؤال الحاضر هل سيصل قانون حماية البيانات الشخصيّة إلى خواتيمه ويطبق باستقلالية؟ أقرّ مجلس الوزراء الأردني مشروع قانون حماية البيانات الشخصيَّة لسنة 2021 ، ورفعه لمجلس النواب، فيما أحاله مجلس النواب إلى لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية مع منحه صفة الاستعجال في 24 كانون الثاني/يناير لاستكمال الحلقات الدستورية المتعلقة بإصدار القانون. ويهدف مشروع القانون إلى إيجاد إطار قانوني يوازن ما بين آليَّات حقوق الأفراد في حماية بياناتهم الشخصيَّة، وبين السَّماح بمعالجة البيانات والمعلومات والاحتفاظ بها في ظل الفضاء الإلكتروني. يقول مدير السّياسات والاسّتراتيجيات في وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة م. توفيق أبو بكر لـ"سمكس" إنّ "مسودة القانون تعمل على تأسيس أطر تنظيمية لحفظ ومعالجة وتداول البيانات ضمن قيود والتزامات واضحة، الأمر الذي يعزز الثقة اللازمة للانخراط بالاقتصاد الرقمي والمساهمة في تشجيع التجارة والخدمات الإلكترونية في المملكة".
يؤكّد محاسنه أنّ "حماية البيانات حاجة ملحة وليست ضرباً من الرفاهية"، مشيراً إلى ضرورة التطرق إلى بعض الجوانب التي أغفلتها مسودة القانون لا سيما في ضوء ما تقوم به الحكومة من رقمنة للخدمات والوثائق الحكومية، والتوجه إلى الهوية الوطنية الذكية التي تحوي البيانات الحيوية الخاصة بكل مواطن. ويتضمّن مشروع الهوية الذكية معرّفات حيوية مثل "مثل بصمة العين وبصمة صاحب الهوية وفي خطوات لاحقة ستحتوي بطاقة الهوية الوطنية على معلومات إضافية بشأن التأمين الصحي ورقم الضمان الاجتماعي وما إلى ذلك"، يشرح محاسنة. ولذلك، "لا بد من تقديم حماية إضافية للبيانات الحيوية مع تغليظ العقوبات المتعلقة بها". أين يقع القانون على السلم التشريعي لا يزال النصّ مشروع قانون نال موافقة مجلس الوزراء. وبعد هذه الموافقة، يحال مشروع القانون إلى مجلس النواب للنظر فيه ليمرّ في خطوات تشريعية من خلال لجنة قانونية تقدّم اقتراحات أو تعديلات، وبعد موافقة مجلس النواب يحال إلى مجلس الأعيان للتناقش أو التعديل، وأخيراً يرفع لجلالة الملك لإصدار الموافقة النهائية. يقول محاسنة إنّ اللجنة القانونية من قبل مجلس النواب "تمتلك كافة الصلاحيات لتعديل أيّ قانون لأنّها تستند إلى رأي خبراء، ثمّ يسيرون بالقانون في حال نُظِر إليه بعين الأهمية".
وينص القانون في المادة 16 على أنّ للشخص المعني بالمعالجة الحق في الاعتراض على القرارات ذات التأثير المالي أو معنوي عليه، وعلى المسؤول عن المعالجة إجابة طلبه، إضافة إلى إلزامية إعلام الشخص المعني بالمعالجة خطيًا أو إلكترونيًا بذلك قبل البدء بالمعالجة مع تحديد الفترة الزمنية التي سيتم خلالها معالجة البيانات الشخصية، على أن لا يتم تمديد هذه الفترة إلا بموافقة الشخص المعني بمعالجة بياناته الشخصي وذلك بحسب المادة 17 من القانون.