الفصل الخامس توفي سنة ٥٢ قبل الهجرة و٥٧٠ للميلاد نسبه وخبر ولادته هو عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم من تغلب بن وائل. وكان عمرو بن كلثوم شاعرًا فارسًا، وهو أحد فُتَّاكِ العرب، وهو الذي فتك بعمرو بن هند كما يأتي، وكنيته أبو الأسود، وأخوه مُرَّة هو الذي قتل المنذر بن النعمان، وأمه أسماء بنت مهلهل بن ربيعة أخي كليب الذي يُضرب به المثل في العز. عمرو بن كلثوم (Author of ديوان العرب). ولما تزوج مهلهل هند بن عتيبة ولدت له جارية، فقال لأمها: اقتليها وغيِّبِيها، فلما نام هتف به هاتف يقول: كم من فتى مؤمل وسيد شمردل وعدد لا يجهل في بطن بنت مهلهل فاستيقظ، فقال: أين بنتي؟ فقال: قتلتها. فقال: لا وإله ربيعة. وكان أول من حلف بها، ثم رباها، وسماها أسماء — وقيل ليلى — وتزوجها كلثوم بن مالك، فلما حملت بعمرو أتاها آتٍ في المنام، فقال: يا لك ليلى من ولدْ يُقدِم إقدام الأسدْ من جشم فيه العددْ أقول قولًا لا فندْ فلما ولدت عمرًا أتاها ذلك الآتي فقال: أنا زعيم لك أم عمرو بما جَدَّ الجد كريم النجر أشجع من ذي لبد هزبر وقاص أقران شديد الأسر يسودهم في خمسة وعشر وكان كما قال سادَهُم وهو ابن خمس عشرة سنة، ومات وهو ابن مائة وخمسين سنة.
يعد تكرار كلمة نحن بقصائد بن كلثوم دليلا دامغا على مدى افتخاره بنفسه، فيما اتسمت كلماته بالبساطة في هذا الوقت، إلا أنه من النادر أن تجد قصائد مكتملة لهذا الشاعر الجاهلي، ربما باستثناء المعلقة الشهيرة التي كتبها بعد واقعة عمرو بن هند والذي قتل على يده. قصة معلقة عمرو بن كلثوم تعود قصة معلقة عمرو بن كلثوم الشهيرة إلى سنوات طويلة قبل كتابتها، حيث شهدت حياة ابن كلثوم سيد بني تغلب عداوة واضحة مع ملك الحيرة عمرو بن هند، نظرا لقيام قبيلة بني بكر بطرد بعض من جماعة بني تغلب الذين جاؤوا إليهم من أجل الحصول على الماء، فكانت النتيجة أن مات أكثر من 70 فردا من جماعة ابن كلثوم عطشا، ليشتعل الخلاف بينه وبين ابن هند. زادت الأمور سوءا بين الطرفين بعد أن دعا عمرو بن هند كلا من ابن كلثوم ووالدته ليلى بنت المهلهل إلى منزله لتهدئة الأوضاع ظاهريا، إلا أنه كان قد قرر حينها إذلال والدة بن كلثوم عبر حثها على مساعدة والدته المسنة بعد أن أمر الخدام بالرحيل المؤقت عن المنزل، ليغضب ابن كلثوم من تلك الواقعة ويقوم بقتل ابن هند بسيفه في الحال.
↑ "ألا أبلغ النعمان عني رسالةً" ، الدّيوان.
ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ تُوُفِّيَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَذَلِكَ قَبْلَ بَدْرٍ، وَكَانَ رَجُل صَالِحاً. أقرأ التالي منذ ساعتين فضل ليلة القدر من كرم الرحمن منذ 15 ساعة شهداء بئر معونة زيد بن حارثة الكلبي أبو دجانة الأنصاري سماك بن خرشة بن لوذان منذ 16 ساعة شهداء يوم الرجيع عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصاري عقيل بن أبي طالب الهاشمي جعفر بن أبي طالب عبد مناف الهاشمي منذ يومين عبدالله بن حرام أجر إفطار الصائم في رمضان
وأحسنوا جواركم يحسن ثناؤكم، وإذا حُدِّثتم فعوا، وإذا حدَّثتم فأوجزوا، فإنه مع الإكثار يكون الإهذار ". [٥] قتل عمرو بن كلثوم للملك ابن هند قد سأل ابن هندٍ من حوله يومًا عن امرأةٍ تكره أن تخدم أمّه، فقالوا هي ليلى أم عمرو بن كلثوم، فأراد الملك أن يثبت لهم خطأ قولهم فطلب من عمرو بن كلثوم أن يزوره وأن يجعل أمّه تزور أمّ الملك، فجاء عمرو بن كلثوم وأمّه مع قوم من بني تغلب من الجزيرة حيث كانوا يسكنون، إلى الحيرة حيث الملك. [٨] فدخل عمرو على الملك، ودخلت ليلى في قبّة جانب الرّواق على هند، وكان الملك قد أخبر أمّه أن تُخرج الخدم من القبّة وقت مجيء الطّعام، وأن تستعمل ليلى في خدمتها، فلمّا جاء الطّعام إليهنّ قالت هند لليلى مشيرةً إلى طبق في المائدة: "ناوليني ذاك الطّبق" فأبت إعطاءها إياه وأخبرتها أنّ عليها أخذه بنفسها، فلمّا ألحّت هند عليها صاحت ليلى وقالت: "واذلاه! يا لتغلب! " فلمّا سمعَ ابنها ذلكَ ورأى الشّرّ في عيني الملك قام إلى سيف معلّقٍ في الرّواق وضرب به رأس ابن هند حتّى مات، ثمّ قام وقومَه وعادوا إلى قومهم. [٨] وتسبب مقتل ابن هندٍ في عداوة كبيرة بين التغلبيين من جهة، ودولة المناذرة وحُلفائها: بني بكر وبني تميم وبني قيس وغيرهم من جهةٍ أخرى؛ مما تسبب في حروب كثيرة بين الفريقين، ومن ذلك أنّ عمرو بن كلثوم أغار مرّةً على بني تميم ثمّ على بني قيسٍ ففتك فيهم وسلبهم أموالًا وسبى منهم خلقًا، فعلم بنو حنيفة بذلك فأتاه منهم بنو سحيمٍ وعلى رأسهم يزيد بن عمرو وكان يزيد قويّا شديدًا فاستطاع طعنَ عمرو بن كلثومٍ وأخذه أسيرًا لفترة من الزمن.