تاريخ النشر: 2003-11-16 22:10:44 المجيب: الشيخ / موافي عزب تــقيـيـم: السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شاب عمري 33 عاماً، ولدي طفلان، مشكلتي أن زوجتي مشغولة دائماً بالأولاد والمذاكرة (وبالذات المذاكرة) فعندما أدخل البيت بعد العمل وحتى أنام وزوجتي تذاكر لابني الكبير، وأنا أجلس وحيداً أو ألعب مع ابني الصغير حتى لا يضايق أخاه الكبير، فلا أستطيع القراءة مثلاً أو عمل أي شيء. اجلس على حق زوجي يتحدث مع أخرى. والمشكلة الأساسية أن زوجتي لم تعد تهتم بي، فلا تتذكرني إلا بين الحين والآخر، وإذا تذكرتني فهي تقول لي أن أزعق للأولاد. لي صديقان لهم نفس المشكلة، وقد لجئوا إلى الزواج من أخرى حتى يستمتعوا بحياتهم ولو لساعات كل أسبوع، ولكنهم تزوجوا عرفياً (بشهادة شاهدين وكتابة ورقة بهذا الزواج)، ويقولون لي أنهم ارتاحوا جداً بعد هذا الزواج حتى مع زوجتهم الأولى، فهل أفعل ذلك، ويعلم الله أني لم أرتكب أي معصية من هذه الزاوية، ولكني أحس أني وحيد، فهل ذلك حلال أم حرام، وإذا كان حرام فماذا أفعل؟ الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ تامر حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع؛ ونسأله جلَّ وعلا أن يصلح لك زوجك، وأن يديم بينكما المحبة والوئام، وأن يجعل بيتكم بيت عز وسعادة واستقرار، وأن يهديكم ويصلح بالكم، إنه جوادٌ كريم.
الحمد لله. أولا: توفير السكن الملائم للحياة الزوجية هو من واجبات الزوجة على زوجها ، ومن حقها أن يكون ذلك السكن مستقلا ؛ لا يشاركها فيه زوجة أخرى ، ولا يسكنها مع أهله أو أقاربه في بيت واحد مشترك المرافق. قال الشيخ عليش ، المالكي ، رحمه الله: " ولها ، أي: الزوجة ، الامتناع من أن تسكن مع أقاربه ، أي: الزوج ؛ لتضررها باطلاعهم على أحوالها وما تريد ستره عنهم ، وإن لم يثبت إضرارهم بها " انتهى. "منح الجليل شرح مختصر خليل " (4/395). وينظر: " التاج والإكليل" (4/186). وقال الكاساني ، الحنفي ، رحمه الله: وَلَوْ أَرَادَ الزَّوْجُ أَنْ يُسْكِنَهَا مع ضَرَّتِهَا ، أو مع أَحْمَائِهَا كَأُمِّ الزَّوْجِ وَأُخْتِهِ وَبِنْتِهِ من غَيْرِهَا وَأَقَارِبِهِ ، فَأَبَتْ ذلك: عليه أَنْ يُسْكِنَهَا في مَنْزِلٍ مُفْرَدٍ ، لِأَنَّهُنَّ رُبَّمَا يُؤْذِينَهَا ويضررن بها في الْمُسَاكَنَةِ ، وَإِبَاؤُهَا دَلِيلُ الْأَذَى وَالضَّرَرِ. وَلِأَنَّهُ يَحْتَاجُ إلَى أَنْ يُجَامِعَهَا وَيُعَاشِرَهَا في أَيِّ وَقْتٍ يَتَّفِقُ ، وَلَا يُمْكِنُهُ ذلك إذَا كان مَعَهُمَا ثَالِثٌ " انتهى. تصالح الزوجين على إسقاط الحق في الفراش والنفقة والاستئذان عند الخروج - إسلام ويب - مركز الفتوى. "بدائع الصنائع" (4/23). وجاء ـ أيضا ـ في "الموسوعة الفقهية" ـ (25/109) ـ: الْجَمْعُ بَيْنَ الأَبَوَيْنِ وَالزَّوْجَةِ فِي مَسْكَنٍ وَاحِدٍ لاَ يَجُوزُ ، ( وَكَذَا غَيْرُهُمَا مِنَ الأَقَارِبِ) ؛ وَلِذَلِكَ يَكُونُ لِلزَّوْجَةِ الاِمْتِنَاعُ عَنِ السُّكْنَى مَعَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ؛ لأِنَّ الاِنْفِرَادَ بِمَسْكَنٍ تَأْمَنُ فِيهِ عَلَى نَفْسِهَا وَمَالِهَا حَقُّهَا ، وَلَيْسَ لأَِحَدٍ جَبْرُهَا عَلَى ذَلِكَ.
كثيرًا ما أسمعها تطلب من زوجي أن يُطلقني، وينقلون له كلامًا عني لم أقُلْه، وللأسف يصدقهم،وكان لدي شعور أن زوجي يحدِّث امرأة، فبحثتُ في هاتفه حتى توصَّلتُ إلى أنه يتحدَّث مع إحدى قريباته، واجهتُه حتى اعترَف أنها علاقة صداقة ولا يوجد بينهم شيءٌ، وسببُ اعترافه خوفُه فعلًا من أن أتَّصل عليها وأُهينها، أو أُبلغ أهلَه بذلك؛ لأنها قريبة منهم، وهناك زيارات واتصالات بينهم، ومن ثم تحدُث مشكلة. طلبتُ منه الطلاق كثيرًا، لكنه يرفُض ويقول إنه يُحبني ولا يريد الطلاق.
أيتها الفاضلة، حياكِ الله، ومرحبًا بكِ في شبكة الألوكة، سائلين المولى عز وجل أن يُصلحَ شأنكِ، ويَكفيكِ شرَّ ما أَهَمَّكِ. مما يحزن له القلبُ ويتألَّم أن يتعاملَ المرءُ مع مَن حوله برقةٍ وحنانٍ، ويتحرَّى ما يُحبون، ويقوم بما يُرضيهم، ثم لا يجد منهم إلا الصدودَ والنفور! يحدُث هذا غالبًا عندما نعامل الناسَ - خاصة الفتيات في أعمار صغيرة - مِن منطلق أنهم مُلْزَمون بمبادلتنا تلك المحبة، وتقدير ما نقوم به مِن أجلِهم، في حين أنَّ هناك الكثير مِن الأحداث التي قد تُظهِر بعضَ ما نفعل مِن أجلهم في مظهرٍ معاكسٍ تمامًا لما نَرمي إليه، وما تَحتويه قلوبُنا تُجاههم. لاحظتُ غَيْرَةً واضحةً مِن والدتهم - زوجته السابقة - بسؤالك حول مشروعية تحدُّث زوجكِ إليها فيما يخص أولادهما، ولكن عليك أن تعلمي أنها أمهم التي ستبقى قريبة منهم، وكذلك ستكون قريبةً مِن حياتكِ ما بَقِيَت الصلةُ التي تربطها بزوجكِ "الأبناء". اجلس على حق زوجي الحلقة. قد يكون أصاب زوجتَه مثلُ ما أصابكِ مِن الغيرة؛ فظهرتْ آثارها، ورآها أبناؤها؛ فتَسَرَّبتْ إلى قلوبهم بعضُ المشاعر السلبية التي لم تستطعْ معاملتُكِ الحسنةُ القضاء عليها، وإخبات نارها في قلوبهم! ولهذا أنصحكِ أيتها العزيزة أن تتجاهلي أفعالَهم الصِّبيانية ولو تمادَوْا فيه ا، وأن تُعامليهم كأبناء حقيقيين لكِ، تصدر منهم مِن الأفعال السيئة والأخلاق المذمومة مثلما يصدر مِن الأبناء؛ فتقابلين إساءتهم بالإحسان، ونفورهم بالتودُّد غير المبالغ فيه، وتُعاملينهم في غير وجود أبيهم بالتغافُل المحمود؛ فتقومين معه متى ما قام، وتتركينهم بمفردهم ثم تقدِّمين لهم بعضَ العصير أو الحلوى، وإن لم يتناولوا مما تُقدِّمين شيئًا فلا تُقابلي ذلك إلا بالرقيِّ والتحضُّر والأخلاق التي تتعاملين بها لأجل الأخلاق، وليس لأجل أن يُقابلوا المحبةَ بالمحبة، والإحسانَ بمثله.
والله الموفق. مواد ذات الصله لا يوجد استشارات مرتبطة لا يوجد صوتيات مرتبطة تعليقات الزوار أضف تعليقك لا توجد تعليقات حتى الآن