وَيُؤَيِّدُهُ مِنْ جِهَةِ النَّظَرِ مَا تَقَدَّمَ عَن ابن الْمُنِيرِ أَنَّ الِاسْتِقْبَالَ فِي الْبُنْيَانِ مُضَافٌ إِلَى الْجِدَارِ عُرْفًا، وَبِأَنَّ الْأَمْكِنَةَ الْمُعَدَّةَ لِذَلِكَ مَأْوَى الشَّيَاطِينِ فَلَيْسَتْ صَالِحَةً لِكَوْنِهَا قِبْلَةً بِخِلَافِ الصَّحْرَاءِ فِيهِمَا. انتهى. فإذا علمت هذا، وتبين لك أن الأرجح عدم تحريم استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة في البنيان، فإن الاحتياط هو ترك ذلك إن أمكن خروجا من الخلاف. يحرم عند قضاء الحاجة استقبال القبلة واستدبارها - الموسوعة الفقهية - الدرر السنية. وعلى كل فليس لهذا الأمر أثر فيما بالبيت من مشكلات -إن شاء الله- وعلى أهل هذا البيت أن يحلوا مشكلاتهم بالحكمة، والروية، والرجوع إلى ما يقتضيه الشرع، واستشارة أهل العلم، وأن يذكروا أبناءهم بضرورة بر الوالدين، وخطورة عقوقهم، وأنه من كبائر الذنوب عياذا بالله. والله أعلم.
وإلى هذا ذهب كثير من أهل العلم؛ جمعًا بين الأدلة، بحمل حديث أبي هريرة ونحوه على ما إذا كان قضاء الحاجة في الفصاء بلا ساتر، وحديث جابر بن عبد الله وابن عمر رضي الله عنهم على ما إذا كان في بنيان أو مع ساتر بينه وبين القبلة؛ ومن هذا يعلم جواز استقبال القبلة واستدبارها في قضاء الحاجة في المباني وكنفها.
قال النووي رحمه الله: هذه أحاديث صحيحة مصرحة بالجواز في البنيان، وحديث أبي أيوب وسلمان وأبي هريرة وردت بالنهي فيحمل على الصحراء ليجمع بين الأحاديث، ولا خلاف بين العلماء أنه إذا أمكن الجمع بين الأحاديث لا يصار إلى ترك بعضها، بل يجب الجمع بينهما والعمل بجميعها، وقد أمكن الجمع كما ذكرناه فوجب المصير إليه، وفرقوا بين الصحراء والبنيان من حيث المعنى، بأنه يلحقه المشقة في البنيان في تكلفه ترك القبلة بخلاف الصحراء(3). استقبال القبلة عند قضاء الحاجة. و ذهب الإمام أبو حنيفة وأحمد في إحدى الروايات عنه وبه قال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن العربي من المالكية وأبو ثور من الشافعية إلى عدم جواز استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة، سواء أكان هذا في الصحراء أو في البنيان؛ لما رواه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا أَتَيْتُمْ الْغَائِطَ فلا تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ ولا تَسْتَدْبِرُوهَا وَلَكِنْ شَرِّقُوا أو غَرِّبُوا قال أبو أَيُّوبَ: فَقَدِمْنَا الشام فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ بُنِيَتْ قِبَلَ الْقِبْلَةِ فَنَنْحَرِفُ وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى»(4). وبما رواه سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال: «….. لقد نهانا ـ أي النبي ﷺ ـ أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِغَائِطٍ أو بَوْلٍ»(5).
القبلة، ثم جلس يبول إليها، فقلت: يا أبا عبد الرحمن أليس قد نُهي عن هذا؟ قال: بلى، «إنما نُهي عن ذلك في الفضاء، فإذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس» (١). وجه الاستدلال من هذه الأدلة: ووجه الاستدلال من هذه الأدلة: هو أن الأحاديث التي ذكرت في أدلة قول من قال بنسخ ما يدل على جواز الاستقبال والاستدبار تدل على عدم جواز الاستقبال والاستدبار مطلقاً، وأن الأحاديث التي ذكرت في أدلة قول من قال بنسخ النهي عن الاستقبال ولاستدبار تدل بعضها على جواز الاستقبال والاستدبار في البناء، وبعضها على الجواز مطلقاً. فيُحمل ما ورد في النهي مطلقاً على الصحراء، وما ورد في الجواز (١) أخرجه أبو داود في سننه ص ٧، كتاب الطهارة، باب كراهية استقبال القبلة عند قضاء الحاجة، ح (١١)، والدارقطني في سننه ١/ ٥٨ وقال: (هذا صحيح كلهم ثقات) - وابن شاهين في ناسخ الحديث ص ١٧٢، والحاكم في المستدرك ١/ ٢٥٦، والبيهقي في السنن الكبرى ١/ ١٤٩. قال الحاكم: (صحيح على شرط البخاري)، ووافقه الذهبي. وحسنه الحازمي في الاعتبار ص ١٧٣، والشيخ الألباني في الإرواء ١/ ١٠٠. وقال ابن حجر في الفتح ١/ ٢٩٨: (وسنده لا بأس به). وفي سنده الحسن بن ذكوان، أبو سلمة البصري، ضعفه يحيى بن معين، وأبو حاتم.
لهذا، يقول جلود: "قررنا، أخيراً تحت ضغط عبد الناصر، إعلان أن معمر القذافي هو رئيس مجلس قيادة الثورة وترقيته إلى رتبة عقيد، وكتبت بنفسي نص خبر الترقية وتعيينه رئيساً لمجلس قيادة الثورة في 8 سبتمبر 1969، ثم سلمت النص إلى الإذاعة". لا يسأل جلود لماذا ضغط عبد الناصر. وهو لا يفعل ذلك ليس لتبرئة مَن يعتبره رمز العروبة والأمة على الأقل من شبهة المخدوع بالقذافي فحسب، "بل لأنه بات يرى القذافي طاغية ومخادعاً ولا يتردد في ما يدعم ذلك"، كما يقول الزين. ويتذكر جلود أيضاً: "في الأسابيع الأولى للثورة، كنا نمارس مهماتنا من مبنى وكالة الأنباء الليبية والإذاعة كذلك. في هذا الوقت، بدأ بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة يمارس ضغوطاً من أجل الإعلان عن أسماء أعضاء المجلس، وكان الأخ معمر يقاوم هذه الضغوط مُعللاً الأمر بشتى الأسباب، حتى قال صراحة ذات يوم: "من مصلحة الثورة ألا نعلن الآن عن أسماء أعضاء المجلس"، لكن لم يكن أحدنا مقتنعاً بكلام معمر. وفي حين كنت في زيارة سريعة لفرنسا، دخل الأخ معمر إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية بسيطة، فبادر أعضاء المجلس إلى الإعلان عن الأسماء... وكان هذا بمبادرة من إمحمد المقريف". ما مدى صحة حديث لو امرت احد ان يسجد - إسألنا. ويتذكر جلود: "في أواخر الثمانينيات، كنت أنا ومعمر في منطقة جهنم التي تقع جنوب شرقي مدينة سرت، وقد عُرفت بهذا الاسم لارتفاع درجة حرارتها في فصل الصيف.
يعني مثلاً قول الله : وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة:187]، "اشربوا" هنا لبيان الحكم أنه يجوز لك أن تأكل في ليلة الصيام إلى الفجر، وإلا فالناس ما يحتاجون إلى من يحثهم على الأكل، وكذلك في المعاشرة، فُسر قوله -تبارك وتعالى: وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ قيل: الولد بالجماع، فهنا ما قال: جامعوهن، لا، وإنما قال: وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ ، إن كان حمل على هذا المعنى مع أنه قيل فيه غير هذا. فالمقصود أن مثل هذه الأشياء تأتي إما على سبيل الامتنان، أو التعليم والإرشاد وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ [الأعراف:31]، أو نحو هذا، لكن الناس ما هم بحاجة إلى من يقول لهم: إذا ما أكلتم سيصيبكم عذاب أليم، ولابد تأكلون، ويجب عليكم أن تأكلوا، واتقوا الله في الأكل، كلوا، فمثل هذه القضايا ما يؤكد الشارع عليها، وإنما الأشياء التي قد تتفلت النفوس عنها هي التي يأمر بها ويحث عليها. وذكر حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: لو كنت آمراً أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها [1].
بعد ذلك، تتراجع الإشارات المماثلة إلى القذافي "الماكر" وشخصيته "الخبيثة"، ليحضر "الطاغية" في السرد فحسب. والبطل في سرد مذكرات جلود هو جلود نفسه، كما يقول الزين، "حتى أنه يروي وقائع يبدو فيها صاحب القرار ولا رجل أول فوقه. في حين كان رئيساً للوزراء لكنه انشغل عن مهماته في بلده لمواجهة المؤامرة التي تُحاك ضد سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية. وفي هذه الأثناء، يحضر القذافي بوصفه صديقاً وشريكاً أكثر منه زعيماً أو رئيساً". لا يتوقف جلود في مذكراته عن تعرية القذافي وشخصيته وفضح أساليبه في تشييد سلطته معتمداً التجهيل والإفقار والقمع. فالقذافي في مذكرات جلود هو "الطاغية" الذي منع بناء الدولة، وهو مَن احتقر المجتمع وفتته وسلط الفاسدين والسيئين عليه، وهو مَن زرع الشك بين الناس ومَن أفقدهم الثقة بأنفسهم وبالآخرين، وهو مَن حرص على منع اجتماع الطلاب وتنظيم العمال، إذ يعتبر هؤلاء أعداءه وخطراً عليه. رجل الدين الشيعي اللبناني الإمام موسى الصدر الذي قتله القذافي قضية موسى الصدر يتهم جلود الطاغية بقتل الإمام موسى الصدر. ما المقصود بقوله عليه الصلاة والسلام : ( لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ) ؟ - الإسلام سؤال وجواب. يتذكر: "خلال احتفالات الفاتح من سبتمبر (أيلول) كل عام، يحضر العديد من الوفود الرسمية والحزبية والشخصيات المرموقة.
هذا قاله النبي ﷺ في مناسبة كما عند أبي داود من حديث قيس بن سعد بن عبادة، أنه قدم على النبي ﷺ من الحيرة، ذهب إلى الحيرة ورجع، فوجد الناس هناك يسجدون للمرزبان، رجل من كبارهم من عظمائهم، فقال: النبيُّ ﷺ أولى بهذا، فجاء فأخبر النبي ﷺ بذلك، فقال النبي ﷺ ما قال [2]. وفي بعض روايات الحديث، وفي بعض ألفاظه أنه جاء عن معاذ أنه ذهب إلى الشام أو اليمن، فوجد النصارى يسجدون لقساوستهم، وأساقفتهم، فتفكر في أن النبي ﷺ أولى بهذا فأخبر النبيَّ ﷺ عن ذلك، وفي بعض الروايات أنه جاء وسجد، فسأل النبيُّ ﷺ عن هذا، فذكر له العلة، قال: رأيتهم يسجدون لأساقفتهم وأنت أولى بهذا، فقال النبي ﷺ: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها [3]. السجود لله رب العالمين فقط، لا يجوز أن يسجد لأحد، لا لحي ولا ميت، فهو عبادة مختصة بالله -تبارك وتعالى؛ لأن السجود هو غاية الخضوع، ما في أكثر من أن الإنسان يضع وجهه الذي هو أشرف شيء، وجبينه على الأرض، وفي نفس الوقت يقول: سبحان ربي الأعلى، منتهى التذلل، أشرف شيء يضعه في الأرض موضع الأقدام، ويقول: سبحان ربي الأعلى.
تاريخ النشر: الإثنين 21 ربيع الأول 1425 هـ - 10-5-2004 م التقييم: رقم الفتوى: 48461 182981 0 386 السؤال هل هذا الحديث صحيح "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" ؟ ولماذا قال الألباني عنه مرة إسنادة جيد رجاله ثقات، ومرة أخرى إسناده صحيح رجاله ثقات، وكلاهما فى السلسلة الصحيحة، وما الفرق بين قول المحدث حسن صحيح وقوله صحيح، أم لا فرق؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن هذا الحديث صحيح، فقد صححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي ، وقال الهيثمي في إحدى روايات أحمد والبزار رجالها رجال الصحيح. وأما الشيخ الألباني رحمه الله فإنه قد تحدث عن صحة هذا الحديث في كتابه الإرواء، وذكر له ست طرق، وحكم عليها كلها بما تستحق، فبعض الروايات إسنادها صحيح كما في إحدى روايات الحاكم ذكر أن رجالها رجال مسلم ، وبعضها أقل درجة من ذلك، ولكن مجموع الروايات يقضى بصحة الحديث. وأما الفرق بين قول المحدث حسن صحيح وبين قوله صحيح، فيرجع إليه في الفتوى رقم: 11828. والله أعلم.
والله أعلم.
وجاء في حديث آخر أيضاً عن معاذ وزيد وجماعة من الصحابة أن النبي ﷺ قال: "فلتأته وإن كانت على قَتَب" [2].