19 أبريل، 2022 الوطن المصري – ناريمان عبد الله أطلق مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، مشروع "جسور الشعر"، ضمن البرنامج الوطني "مبادرة إثراء المحتوى"، الذي يهدف إلى تنمية صناعة المحتوى المحلي وتعزيز فرصه بالمملكة في شتى القطاعات الثقافية والإبداعية. وأوضح مدير المشروع أحمد الملا أن "جسور الشعر" جاءت باكورة المشاريع عبر ترجمة الشعر السعودي المعاصر إلى اللغة الفرنسية، والاتفاق مع دار "ليبريس دي ريال" الفرنسية ضمن سلسلتها المتخصصة في الشعر الحديث "أل دانتي"، على طباعة 4 مجموعات شعرية، إلى جانب انطولوجيا لـ 43 شاعرًا وشاعرة، منوهًا أن المشروع يضم أربعة أهداف وهي: العبور إلى مكتبات العالم بهدف أن يصبح للشاعر السعودي حضورًا فاعلًا وقويًا في مكتبات الدول الناطقة باللغة الفرنسية؛ لردم الفجوة الواقعة بين الثقافة العربية وثقافة المتحدثين باللغة الفرنسية. وأكد أن "جسور الشعر" سيكون ضمن سلسلة "أل دانتي" التي أنشئت عام 1994م ويشرف عليها الناقد والمؤسس للسلسلة لوران كووي، وهي سلسلة تهدف إلى نشر أعمال شعرية وتبحث عن الحداثة واكتشاف أنماط جديدة في الكتابة الشعرية غير المألوفة بالنسبة للقارئ الفرنسي، مضيفًا بأن التصور المستقبلي للمشروع يرتكز على "نقل الصوت السعودي إلى الخارج، وتقديم رؤية ثقافية حقيقية بلغات عالمية جديدة، فضلًا عن تقديم المشروع بالعديد من اللغات ".
أطلق مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء" الموقع الإلكتروني الرسمي لمجلة "إثرائيات" الصادرة عنه؛ ليكون منصة رقمية ثقافية تُعنى بشؤون الفنّ والثقافة والإبداع، وذلك بعد أن أصدرت 15 عددًا منذُ إطلاقها في أبريل 2020. جسور تواصل وشكّلت المجلة جسور تواصل مع مجموعة من الفنّانين الذين زيّنت أعمالهم أغلفة المجلة، إلى جانب مشاركات مُثرية ومقابلات مع شخصيات بارزة في القطاع الفني والثقافي في المملكة إلى جانب سفراء وممثّلين الدول، والعديد من الشخصيات القيادية والفنانين والأدباء والمفكرين المتميزين بأرشيفهم الفنّي ومخزونهم الإبداعي.
ووصف الناصر دعم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) للمشروع بأنه "مميز على جميع الأصعدة"، مضيفاً: "الرؤية الثقافية التي يتبناها إثراء تجعل الدعم الذي يقدمه يتجاوز النواحي المادية ليشمل الدعم الاستراتيجي والإداري وتبادل المعلومات والخبرات. إضافةً إلى ذلك، يحتضن إثراء طاقات بشرية تمتلك فهماً عميقاً لثقافة المملكة وإرثها وتاريخها، وهذا يجعل الدعم الذي يقدمه المركز للمشاريع الثقافية ذا طابع مختلف، ويضمن نتائج مميزة ذات أثر مستدام.. إثراء هم شركاء حقيقيون في هذا المشروع". فريق عمل مشروع "شجرة" يجري مقابلة مع أحد الرواد كشف الناصر أن مشروع "الشجرة" أكمل حوالي 23 يوم تصوير في 13 مدينة حول السعودية من مختلف المناطق، واستطاع المشروع من خلالها لقاء 48 شخصية من مختلف المجالات والمناطق والمدن، مع الإشارة لكون جميع الشخصيات التي تم الالتقاء بها تبلغ من العمر 60 عام فأكثر. وهنا قال النصار: "نظرتهم للحياة وشهادتهم على التحولات التي مرت بها المملكة في مختلف المراحل والمدن بالإضافة إلى حديثهم عن حياتهم الخاصة صنعت أرشيفاً ضخماً يقارب الـ46 ساعة تسجيلية مصورة بعدة كاميرات، وهذه المواد الثرية صنعت تحدياً لفريق الأرشفة الذي ما زال يعمل على تنظيمها حتى الآن".
ويتيح إثراء الفرصة للإعلاميين الحاضرين المشاركة في النقاش حول المتغيرات الجديدة التي طرأت على الحراك الإعلامي. كما يستضيف طلاب وطالبات الإعلام من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام وجامعة الملك فيصل بالأحساء، لإشراك الجيل الإعلامي الجديد بمعرفة المستجدات الحالية والمستقبلية في الإعلام. ويأتي هذا اللقاء في إطار سعي إثراء إلى مد جسور التواصل مع الإعلاميين محليًا وإقليميًا، إذ يكشف المركز عن البرامج التي يعمل عليها ويطلقها خلال هذا العام 2022 خلال اللقاء، تماشيًا مع دور إثراء في خلق مساحة فريدة لرعاية الإبداع ونشر المعرفة وتعزيز التواصل الثقافي والإعلامي، عبر البرامج التي يقدمها طوال العام. تجدر الإشارة إلى أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، يتطلّع إلى إثراء المجتمع عبر لقاءات وملتقيات تستهدف كافة الشرائح، من خلال برامج وأنشطة إبداعية وفنية وثقافية، باعتباره منبرًا ثقافيًا بارزًا يعزز أهمية الحوار الهادف وتبادل الأفكار؛ لإطلاق الإمكانات البشرية من خلال تطوير المعرفة وإلهام الابتكار، إضافة إلى تنمية جوانب الإبداع والتجديد المستمر في حقول الفكر والثقافة والإعلام. لمى الشثري أحمد الزهراني هاني الغفيلي فاطمة فهد
وقال البلوي إن الإجماع الذي حصل عليه ملف المملكة بإنشاء المركز يظهر التقدير الدولي لمكانة المملكة في رعاية الحوار والسلام، ويعكس الدور الكبير الذي حققته من منجزات محلية وإقليمية ودولية تجاه تعزيز الحوار والسلام العالميين. وكان وفد اليونسكو قد زار اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم التي يرأسها معالي وزير التعليم خلال شهر مايو الماضي، كما اطلع على جهود مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني المحلية والإقليمية في مجال الحوار والسلام، حيث ثمّن وفد اليونسكو الجهود التي تضطلع بها المملكة في دعم الحوار بين مختلف الثقافات والحضارات، من خلال دعمها لمشاريع محلية وإقليمية وعالمية في مجالات نـشر ثقافة الحوار وتعزيز التنوع الثقافي وبناء السلام وتعزيز العيش المشترك.
وبلغ عدد العاملين على المشروع 20 شخصاً، كلهم من أبناء وبنات المملكة، كما يفيد الناصر، ويتابع "قام فريق المشروع بتحويل الأرشيف الضخم الذي تم تسجيله إلى مادة مكتوبة وإعادة صياغتها لتكون كتاباً عن ذاكرة الإنسان في المملكة. وللاحتفاء بفن الخط العربي الأصيل الذي يشكل جزءاً مهماً من ثقافة المملكة، قرر فريق المشروع استخدام الخط العربي في أجزاء متعددة من الكتاب". ويشرح الناصر مراحل المشروع بالقول "بدأ بمرحلة البحث والاستقصاء والإعداد لنصل إلى الشخصيات التي نريد التصوير معها، بعدها بدأ بناء الفريق والعمل على مرحلة التصوير مع كل شخصية في منزلهم الخاص، علمًا بأن الوصول لكل هذه الشخصيات وتنسيقات السفر ونقل المعدات للمدن كان تحدياً كبيراً". ويكمل "بعد الانتهاء من التصوير بدأ العمل على الأرشفة وتحويل كافة المواد المسجلة شفهياً إلى مادة مكتوبة". مبينًا أن العمل على المشروع استغرق 46 ساعة تسجيلية، كما أن فريق الكتابة في المشروع قام بإعادة كتابة العديد من الأجزاء لتكون مناسبة للمحتوى لغوياً وأدبياً. ويضيف "يعمل المشروع الآن على التصميم والخط العربي وإنشاء مواد إضافية لإظهار الكتاب بالشكل المطلوب". وأشار الناصر إلى أن نوعية الفئة العمرية المستهدفة وتعدد المدن وجائحة كورونا، جميعها أمور شكلت تحدياً أمام فريق العمل في كافة مراحل المشروع، لكن بدعم إثراء وفهم الفريق للتحديات التي يمر بها وإيمانه بأهمية المشروع كان علامة فارقة لتجاوز ذلك كله، بما ذلل صعوبات إكمال مشروع "الشجرة" الفريد من نوعه.
وعاودت الصدور باسم (البلاد السعودية) في 1365/4/1 هـ 1946/3/4 م تصفّح المقالات