وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ) الحِجر/ 49 ، 50. فالله الذي خلق الجنة وجمع فيها كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، بل ذخر فيها ما لا عين رأت من نعيم وما لا أذن سمعت وما لم يخطر على قلب بشر: فإنه سبحانه وتعالى خلق الجحيم ، وجعل فيها أنواع الشرور والآلام والأحزان والعذاب والنكال فوق ما تتصوره العقول ( فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ. وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ) الفجر/ 25 ، 26. 4. القران الكريم |ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ. أن يتذكر من يعافيه الله نعمة ربه وإحسانه فيشكره على ذلك ، ويعلم فضل الله عليه وإحسانه إليه أن لم يصبه بما أصاب غيره. 5. أن يجعل الله لمن يصيب منه باباً عظيماً للظفر بمرضاته والفوز بجناته وتخفيف ذنوبه ورفع درجاته. وحكمة الله من خلق الشر والآفة والنقص حكمة عظيمة ، فالله هو المحمود على كل صفاته ، وأفعاله ، وأنعامه " انتهى من " المشوَّق في أحكام المعوَّق " ( ص 4). والله أعلم
يقول الحق سبحانه وتعالي في افتتاح سورة الملك: تَبَارَكَ الذِي بِيَدِهِ الملْكُ وَهُوَ عَلَى كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ، الذِي خَلَقَ الموْتَ وَالحيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ، الذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً ما تَرَى فِي خَلْقِ الرحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ، ثُم ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ، (الملك:1- 4). القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة الملك - الآية 3. ومعنى قوله سبحانه: تَبَارَكَ الذِي بِيَدِهِ الملْكُ وَهُوَ عَلَى كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ: جل شأن الله تعالى، وكثر خيره وإحسانه، وثبت فضله على جميع خلقه، فهو سبحانه الذي بيده وقدرته التمكن والتصرف في كل شيء على حسب ما يريد ويرضى، وهو عز وجل الذي لا يعجزه أمر في الأرض أو في السماء. ثم ساق سبحانه بعد ذلك ما يدل على شمول قدرته، وسمو حكمته، فقال: الذِي خَلَقَ الموْتَ وَالحيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً. والمعنى: ومن مظاهر قدرته سبحانه التي لا يعجزها شيء، أنه خلق الموت لمن يشاء إماتته، وخلق الحياة لمن يشاء إحياءه، ليعاملكم معاملة من يختبركم ويمتحنكم، أيكم أحسن عملا في الحياة، لكي يجازيكم بما تستحقونه من ثواب.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (٤) ﴾ يقول تعالى ذكره: مخبرا عن صفته: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا﴾ طبقا فوق طبق، بعضها فوق بعض. * * * وقوله: ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ يقول جل ثناؤه: ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض، ولا في غير ذلك من تفاوت، يعني من اختلاف. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الملك - الآية 3. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾: ما ترى فيهم من اختلاف. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ﴿مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ قال: من اختلاف. واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: ﴿مِنْ تَفَاوُتٍ﴾ بألف. وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة: ﴿مِنْ تَفَوُّتٍ﴾ بتشديد الواو بغير ألف.
الحمد لله. أولًا: قال تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ * الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ الملك/1-4. قال الشيخ السعدي رحمه الله: " تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ أي: تعاظم وتعالى، وكثر خيره، وعم إحسانه، من عظمته أنَّ بيده ملك العالم العلوي والسفلي، فهو الذي خلقه، ويتصرف فيه بما شاء، من الأحكام القدرية، والأحكام الدينية، التابعة لحكمته. ومن عظمته: كمال قدرته التي يقدر بها على كل شيء، وبها أوجد ما أوجد من المخلوقات العظيمة، كالسماوات والأرض. وخلق الموت والحياة أي: قدر لعباده أن يحييهم ثم يميتهم؛ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا أي: أخلصه وأصوبه، فإن الله خلق عباده، وأخرجهم لهذه الدار، وأخبرهم أنهم سينقلون منها، وأمرهم ونهاهم، وابتلاهم بالشهوات المعارضة لأمره، فمن انقاد لأمر الله وأحسن العمل، أحسن الله له الجزاء في الدارين، ومن مال مع شهوات النفس، ونبذ أمر الله، فله شر الجزاء.
ثالثاً: الله تعالى حكيم في أفعاله ، فله في خلق النقص والآفات والأسقام حكَماً جليلة. قال الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق – حفظه الله -: " حكمة الله في خلق الآفة والنقص: خلق الله كل شيء سبحانه وتعالى ، وقد خلق الآفة والشر ، وجعل النقص في بعض مخلوقاته لحكَم عظيمة ، ومن ذلك: 1. العقوبة على المعاصي ، كما قال تعالى ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الروم/ 41 ، والفسـاد هنا هو الآفة والشر الذي يعاقب الله به عباده ، كالريح العقيم المدمرة والبركان الثائر والأمراض والأسقام والقحط والطوفان ، ونحو ذلك. 2. أن يَعلم الناس قدرة الله عليهم ، وأنه هو الذي يملك نفعهم وضرهـم ، كما قال تعالى (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فاطر/ 2. 3. أن يَعلم الناس قدرة الله على خلق الخير والشر ، وعلى أنه سبحانه يجازي بالإحسان إحساناً ، وأنه سبحانه يعاقب على الإساءة ، قال تعالى ( نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
يعدّ الدعاء وسيلةً يتقرّب بها العبد من ربّه، سواءً أكان في حالة فرح أم حزن، وخير مثالٍ نذكره هو رسولنا الكريم محمّد - صلّى الله عليه وسلّم - حيث كان كثير الدّعاء في جميع الأحوال، وسنتحدّث في هذا المقال عن دعائه عليه الصّلاة والسّلام في الطّائف. دعاء الرّسول في الطائف اللهمّ إليك أشكو ضعف قوّتي وقلّة حيلتي وهواني على النّاس، يا أرحم الرّاحمين، أنت ربّ المستضعفين، وأنت ربّي، إلى من تكلني؟ إلى بعيدٍ يتجهّمني؟ أم إلى عدوٍّ ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت له الظّلمات، وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك، لك العتبى حتّى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلّا بك. هذا الدعاء الجميل له قصّة ألا وهي قصّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم عندما ذهب إلى مدينة الطّائف ليدعوهم إلى الإسلام، ولكي يطلب منهم النّصر والعون، كما أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم اختار الطّائف؛ لأنّها تعتبر المدينة الثانية من بعد مدينة مكّة في الجزيرة العربيّة، وأحد المراكز المهمّة من حيث الكثافة السكانيّة والتّجارة، كما أنّه يسكنها قبيلة ثقيف الّتي تعدّ من أقوى القبائل العربيّة، وتعدّ الطّائف قريبةً نوعاً ما من مكّة؛ حيث إنّ المسافة بينهما الّتي قطعها الرسول مشياً على الأقدام مائة كيلو مترٍ تقريباً.
احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.
وتلى كبير الوعاظ الشيخ أحمد الخضري دعاء لحفظ بلاد المسلمين والمقدسات الاسلامية وجلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده سمو الامير الحسين وان يشد على ايديهم في الدفاع عن الوصاية الهاشمية و رعاية المسجد الاقصى المبارك، كما قدمت فرقة الاناشيد وصلة إنشادية بمناسبة هذه الذكرى.
يعدّ الدعاء وسيلةً يتقرّب بها العبد من ربّه، سواءً أكان في حالة فرح أم حزن، وخير مثالٍ نذكره هو رسولنا الكريم محمّد – صلّى الله عليه وسلّم – حيث كان كثير الدّعاء في جميع الأحوال، وسنتحدّث في هذا المقال عن دعائه عليه الصّلاة والسّلام في الطّائف. دعاء الرّسول في الطائف اللهمّ إليك أشكو ضعف قوّتي وقلّة حيلتي وهواني على النّاس، يا أرحم الرّاحمين، أنت ربّ المستضعفين، وأنت ربّي، إلى من تكلني؟ إلى بعيدٍ يتجهّمني؟ أم إلى عدوٍّ ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت له الظّلمات، وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك، لك العتبى حتّى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلّا بك. هذا الدعاء الجميل له قصّة ألا وهي قصّة الرسول صلّى الله عليه وسلّم عندما ذهب إلى مدينة الطّائف ليدعوهم إلى الإسلام، ولكي يطلب منهم النّصر والعون، كما أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم اختار الطّائف؛ لأنّها تعتبر المدينة الثانية من بعد مدينة مكّة في الجزيرة العربيّة، وأحد المراكز المهمّة من حيث الكثافة السكانيّة والتّجارة، كما أنّه يسكنها قبيلة ثقيف الّتي تعدّ من أقوى القبائل العربيّة، وتعدّ الطّائف قريبةً نوعاً ما من مكّة؛ حيث إنّ المسافة بينهما الّتي قطعها الرسول مشياً على الأقدام مائة كيلو مترٍ تقريباً.