يناسب بحثنا رواية وردت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقد قال في طعم الإيمان: «ثلاثٌ مَن كنَّ فيه ذاق طعم الإيمان، مَن كان لا شيء أحبُّ إليه من الله ورسوله، ومَن كان لإنْ يُحرَق بالنار أحب إليه مِن أنْ يرتدَّ عَن دينه، ومن كان يحبُّ لله ويُبغض لله»(1). وجود هذه الثلاثة في الانسان يعني الالتفات والتوجّه الخالص لله لا للزوج والأولاد والأهواء والجيران والأصدقاء والمعارف، كما تعني اختيار الانسان الحرق بالنار فيما لو خُيِّر بينه وبين البقاء على دينه، كما تعني أن لا يعادي إلاَّ مَن أراد الله معاداته وان لا يحب إلاَّ من أحبه الله، أي أن علاقاته تبتني على حبّ الله وبغضه، عندئذ يذوق الانسان طعم الإيمان وحلاوته. وهناك رواية اُخرى يقول فيها الرسول (صلى الله عليه وآله): «مَن كَانَ أكثرُ همّه نيل الشهوات نزعَ من قلبه حلاوة الإيمان»(2).
نعم قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح كتاب التوحيد أن الهداية من أعزّ المطالب، وأعظم ما تعلق به الذين تعلقوا بغير الله، أن يكون لهم النفع في الاستشفاع؛ وفي التوجه، في الدنيا والأخرى. والنبي -عليه الصلاة والسلام- وهو سيد ولد آدم، وهو أفضل الخلق عند ربه جل وعلا: نُفي عنه أنه يملك الهداية، وهي نوع من أنواع المنافع، فدل على أنه -عليه الصلاة والسلام- ليس له من الأمر شيء؛.. -لا إكراه في الدين الاسلام -إن الله يهدي من يشاء film the message - YouTube. فإذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- ليس له من الأمر شيء؛ ولا يستطيع أن ينفع قرابته (( يا فاطمة بنت محمد، سليني من مالي ما شئت، لا أُغني عنك من الله شيئاً)) إذا كان هذا في المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يُغني من الله -جل وعلا- عن أحبابه شيئاً، وعن أقاربه شيئاً؛ وأنه لا يملك شيئاً من الأمر؛ وأنه ليس بيده هداية التوفيق، فإنه أن ينتفي ذلك وما دونه عن غير النبي -صلى الله عليه وسلم- من باب أولى. فبطل إذاً: كل تعلّق للمشركين من هذه الأمة بغير الله جل وعلا؛ لأن كل مَنْ تعلقوا به هو دون النبي -عليه الصلاة والسلام- بالإجماع، فإذا كانت هذه حال النبي عليه الصلاة والسلام، وما نُفي عنه، فإن نفي ذلك عن غيره -صلى الله عليه وسلم- من باب أولى.
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا يحيى بن سعيد, عن يزيد بن كيسان, قال: ثني أبو حازم الأشجعي, عن أبي هريرة, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه: " قُلْ لا إِله إلا اللهُ" ثم ذكر مثله. حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا أبو أسامة, عن يزيد بن كيسان سمع أبا حازم الأشجعي, يذكر عن أبي هريرة قال: لما حضرتْ وفاة أبي طالب, أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا عَمَّاهُ، قُلْ لا إلَهَ إلا الله " فذكر مثله, إلا أنه قال: لولا أن تعيرني قريش, يقولون: ما حمله عليه إلا جزع الموت. حدثنا ابن وكيع, قال: ثنا محمد بن عبيد, عن يزيد بن كيسان, عن أبي حازم, عن أبي هريرة, قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم, فذكر نحو حديث أبي كُرَيب الصُّدائي.
يقول الإنجيل على لسان المسيح: "أيّ إنسان منكم له مئةُ خروفٍ، وأضاع واحداً منها، ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضالّ حتى يجده؟ وإذا وجده يضعه على منكبيه فرحاً ويعود به إلى بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم، إفرحوا معي لأني وجدت خروفي الضالّ. أقول لكم إنه هكذا يكون فرحٌ في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارّاً لا يحتاجون إلى توبة. " (8) كذلك يقول الإنجيل: "[الله] الذي يريد أنّ جميع الناس يَخلُصون وإلى معرفة الحق يُقبلون. " (9) ============ السبب وراء هذه النظرة المختلفة إلى الهدى بين الايديوليجيتين، الإسلام والمسيحية، يرجع إلى الفارق العظيم في مفهوم فكرة الله عموماً وعلاقة الإنسان معه خاصةً. ففي الإسلام، الله هو قائد جيش، مقاتلٌ مكّار، يسخّره محمد لخدمة أهدافه وطموحاته؛ وعلاقته مع خلائقه هي علاقة سيد مستبدّ مع عبيده لا تفارق يده العصا. تفسير قوله تعالى: {يضل من يشاء ويهدي من يشاء}. بينما هو في المسيحية خالقٌ محب لخلائقه محبةً عظيمة إلى درجة أنه يبعث بروح منه ليتجسد ويعيش بينهم وليعيد من ضلّ منهم إلى ذراعيه، وعلاقته معهم علاقة أبٍ مع أبنائه. هذه العلاقة بالذات، يصعب على المسلمين فهمها لسبب وجيه، وهو أن الإسلام دين مبني على المادة في هذه الحياة وفي الحياة الموعودة، وأيّ حديث خارجٍ عن نطاق المادة يشكل معضلةً لعقل المسلم.
ولهذا قال جل وعلا: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون، ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون، بل جاء بالحق وصدّق المرسلين…} الآيات. وكذلك: مُخبراً عن قولهم: {أجعل الآلهة إلهاً واحداً} استنكروا (لا إله إلا الله) وهذا هو الذي حصل مع أبي طالب، حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (( قل لا إله إلا الله، كلمة أُحاج لك بها عند الله)) فلو كانت مجردة من المعنى عندهم؛ أو يمكن أن يقولها دون اعتقاد ما فيها، ورضى بما فيها، ويقين، وانتفاء الريب: لقالها، ولكن ليس هذا هو المقصود من قول (لا إله إلا الله) بل المقصود: هو قولها مع ت مام اليقين بها، وانتفاء الريب، والعلم والمحبة… إلى آخر الشروط. (فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب) وهذا فيه -والعياذ بالله- ضرر جليس السوء على المُجالِسِ له، فكان آخر ما قال: (هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك))) وهذا موطن الشاهد من هذا الحديث. ومناسبة هذا الحديث لهذا الباب: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( لأستغفرن لك)) و(اللام) هنا: هي التي تقع في جواب القسم، فثَمّ قسم مُقدَّر، تقديره: واللهِ لأستغفرن لك، وحصل من النبي -صلى الله عليه وسلم- أنِ استغفر لعمّه ، ولكن هل نفع عمّه استغفار النبي -صلى الله عليه وسلم- له؟ لم ينفعه ذلك.
لقد أمر صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه أن يسأل الله السداد والهدى، وعلم الحسن بن علي رضي الله عنهما أن يقول في قنوت الوتر: (اللهم اهدني فيمن هديت)، فطلب هذا النوع من الهداية وهو التوفيق للعمل بأحكام الإسلام والاستقامة على ذلك. تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والهداية والرشاد، ونكرر أهلاً وسهلا ومرحبا بك أبا سليمان. مواد ذات الصله لا يوجد صوتيات مرتبطة تعليقات الزوار أضف تعليقك لا توجد تعليقات حتى الآن
وقال النسفي في تفسيره: ﴿ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ لا تَقْدِرُ أنْ تُدْخِلَ في الإسلامِ كلَّ مَن أَحْبَبتَ أن يَدْخُلَ فِيه – أي في الإسلام - مِن قَومِك وغَيرِهم. فالنبيّ لا يُحبُّ الكافِرِين ، وقد قال الله تعالى في كِتابه الـمُبين: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ سورة ءال عِمران 32، وقال تعالى: ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ سورة الروم 45.
[su_box title = "صباح الخير يا أمي" box_color = "# ffcccc" title_color = "# efa43b"] والدتنا هي أهم امرأة على الإطلاق ، لأنها هي التي وهبت لنا الحياة. إنها تحبنا كثيرًا ولهذا السبب علينا أن نظهر لها مدى حبنا لها. وهذا هو سبب مشاركتنا لهذه العبارات لنظهر لك حبنا الصادق. [/ su_box] صباح الخير يا أمي من أجل كنز حياتي ، أنت والدتي المغطاة. أتمنى لك يوما عظيما. أنت أفضل أم في العالم وأتمنى لك يومًا سعيدًا. أمي ، أتمنى لك يومًا سعيدًا ، أنت شخص يصعب نسيانه ، لأنني أحملك دائمًا مانع. عزيزتي ماما. أحملك دائمًا في ذهني وقلبي. اتمنى لك يوم جميل أمي ، أنت لا تعرف كم أحببتك ، أفتقدك وأفكر فيك. لديك يوم جيد. صباح الخير يا أمي. ويوم رائع. أنا أحبك أمي ، في كل مرة أعبر فيها الحديقة أتذكر مدى سعادتي عندما كنت طفلة. أتمنى لك صباحًا سعيدًا ولن أنساك أبدًا. صباح الخير أمي العزيزة ، أتمنى لك الاستمتاع بهذا شروق الشمس الجميل. أنا أحبك أمي ، لا تنسي أن تبدأي يومك الجديد مع تفكير إيجابي ، أنت مميز جدًا بالنسبة لي. احبك جدا. لتعيش يومًا جميلًا مثل اليوم ، أغمض عينيك وافتح عقلك على الأشياء الرائعة التي تقدمها الحياة.
كافحت، وربت، ولم تتأخر بشيء عن أي شخص يحتاج المساعدة، سواء كان ذلك الشخص ابنا لها، أو جارا، أو ابنا لمنطقتها. وعرض برنامج "صباح الخير يا مصر"، الذي يعرض على القناة الأولى والفضائية المصرية، من تقديم الإعلاميين أحمد عبدالصمد وهدير أبو زيد، تقريرا تليفزيونيا بعنوان "الحاجة صبرية.. حكاية سيدة مكافحة لقبها أبناء العتبة بـ "أم الكل"، حيث قالت إحدى اهالي المنطقة: "هي اللي شالتني ووقفت معايا بعد وفاة زوجي رحمه الله.. ما شفتش أم زيها". وقالت سيدة أخرى: "الحاجة صبرية مربياني، هي أمي، ربنا عوضني بها لما أمي ماتت"، وقال مواطن آخر، إنه تربى على حلة العدس التي تبيعها الحاجة صبرية: "هي اللي مربيانا وبتتعامل معانا على إنها عيالنا، إحنا بنشتغل ببركة طبق العدس بتاعها، ومخليانا نعتمد على نفسنا". من جهتها، قالت السيدة صبرية محمد الجبالي، إنها تعمل في منطقة العتبة منذ وفاة زوجها، حيث تعمل في الصيف، ببيع الجبنة والفول والبطاطس والمسقعة، ولا تبيع إلا وجبات العدس في الشتاء، موضحةً أنها كانت تبدأ عملها في الساعة الثانية فجرا، إلا أن تعبها أجبرها على بدء العمل من الساعة رابعة فجرا. وأوضحت: "انا مسمعة والحمد لله إن لقمتي نضيفة وكويسة، وما أقدرش أقول بعمل طبق العدس إزاي، لأن ده سر المهنة، وأنا لدي من العمر 83 سنة.. ربنا مقويني، وبيقول اسعى يا عبد وأنا معاك، ولدي 4 أبناء وابنتين، ووالدهما توفى منذ 35 سنة، وأحمد الله أنني استطعت تربيتهم من شقايا، وزوجتهم من شقايا".
حليمة.. اسمي حليمة.. 12 سنة… قالوا عني، ويقولون: كفيفة!.. عمياء.. "بْصِيرة"… نعم: الكفيف "بْصِيرْ" عندهم.. لأن العَمَى عندهم عيب.. العمى عندهم نقص. إنهم يَرْبِتُون بهذه الكلمة على نفوسنا المُتْعَبَة من همساتهم.. من غمزاتهم التي نحسها ولا نراها.. يقولونها، ربما تَيَمُّناً بتلك الحاجة الدفينة في نفوسنا.. تلك الحاجة التي تُلِحُّ علينا، فتخنقنا.. وتتعبنا.. وتؤْرِق جفوننا.. نعم أنا "بصيرة".. بصيرة حقيقة لا ادعاء، ولا كذبا. العُميان كُثُر.. ليس الأعمى من فقد حبيبتيْهِ كحالي. ولكن الأعمى من فقد دفء الحياة، وحِسَّ الإنسانية، وجمال القول والفعل.. يل الأعمى من عمي عن رؤية الخير، وزاغت عينه عن الظلم، وغُض طرفه عن الحق!!. منذ خرجت إلى هذا الوجود، وأنا في ظلام دامس، أتخبط في دنياكم أيها المبصرون. لا أرى شيئا مما ترون. لكن ربي عوَّضَني عن فقدي بالكثير مما لا تحسون.. عوضني بقلب مليء بالحب، ووجدان غامر بالخير. خرجت إلى الوجود بعينين جميلتين، أبهرتا كل من رآهما.. فكانت أمي تخبئني عن الناس ونظراتهم، خوفا عليَّ من العيون الحاسدة.. لكن ما لبثَتْ أنِ اكتشفتِ الحقيقة المُرَّة.. نعم، الحقيقة المرة. لقد اكتشفت، بعد أن مرَّرت يدها عشرات المرات أمام عيني.. وأنا لا زلت رضيعة أتعثر في حضنها.. أن رموشي متصلبةٌ.. لا حركة، ولا تفاعل.. أخذت أمي تصرخ بكل ما أوتيت من نَفَسٍ: حليمة عمياء.. حليمة عمياء…آهٍ، آهٍ!..