الخطبة الثانية الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
روي من حديث ابن عباس ، و له عنه طريقان: الأولى: عن كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عنه. و الأخرى: عن أبي يحيى عن مجاهد عنه. أخرجهما الحاكم ( 1 / 491) و قال: " صحيح الإسناد ". و وافقه الذهبي! و أقول: أبو يحيى و هو القتات ضعيف ، و حبيب بن أبي ثابت مدلس ، فالحديث بمجموع الطريقين حسن.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من رجل يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته، أو يدخر له من الخير مثلها، أو يصرف عنه من الشر مثلها ". قالوا: يا رسول الله، إذًا نكثر. قال: " الله أكثر ". ما أهمية الدعاء - موضوع. ولذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (إني لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه). من آداب الدعاء: مما لا شك فيه أن الدعاء الذي يرجو صاحبه الإجابة هو ما التزم فيه الآداب الواردة فيه ومنها: تحري أوقات الاستجابة: فيتخير لدعائه الأوقات الشريفة؛ كيوم عرفة من السنة، ورمضان من الأشهر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السَّحَر من ساعات الليل. وأن يغتنم الأوقات والأحوال التي يُستجاب فيها الدعاء، كوقت التنزُّل الإلهي في آخر الليل، وفي السجود، وأن ينام على ذِكْر فإذا استيقظ من الليل ذكر ربه ودعاه، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وعند التقاء الجيوش في الجهاد، وعند الإقامة، وآخر ساعة من نهار الجمعة، ودعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب، ودعوة المسافر والمظلوم، ودعوة الصائم والوالد لولده، ودعاء رمضان.