سورة المدثر بالتفسير الميسر والصور المعبرة | حذيفة عبد المعطي - YouTube
وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا " أي واسعة كثيرة ، وجعلت له أيضا: " وَبَنِينَ شهُودًا " أي حاضرين عنده على الدوام ، يتمتع بهم ويقضي بهم حوائجه. " وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا " أي مكنته من الدنيا وأسبابها حتى انقادت له مطالبه ، وحصل له ما يشتهي ويريد. " ثمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ " مع هذه النعم يطمع أن أزيده في الدنيا زيادة على ما هو فيه من المال والبنين. " كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا " أي لأنه معاند للحق ، جاحد بآيات الله ، مكذب الرسول ، ولم يكفه أنه أعرض عنها وتولی ، بل جعل يحاربها ويسعى في إبطالها. " سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا " جبل في جهنم يصعد فيه الكفار سبعين خريفا. " إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ " أي إنما قربناه من العذاب الشاق لبعده عن الإيمان ، لأنه فكر في شأن النبي عليه الصلاة والسلام وقدر أي تروی في نفسه. تفسير سورة المدثر للأطفال - موضوع. " فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثمَّ قتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ " أي لعن كيف قدر ذلك التقدير الذي هو قوله: إن هذا إلا سحر يؤثر. إن هذا إلا قول البشر. " ثمَّ نَظَرَ " أي أعاد النظر والتروي. " ثمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ " أي قبض بين عينيه وقطب وكره. " ثمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ " أي صرف عن الحق ورجع القهقرى مستكبرا عن الانقياد للقرآن. "
رجوع النبي إلى بيته خائفا بعد الذي حصل مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الغار، دبّ في قلبه الخوف وأصبح يرتجف برداً من شدّة ما لاقاه في الغار، فأسرع إلى زوجته خديجة -رضي الله عنها- فدخل وقد ظهر على ملامحه الخوف الشديد، والارتجاف وكأنما واجههُ خطبٌ ما، فقال لها: (زمّلوني، زمّلوني) ، [٣] أي غطّوني، فلمّا غطَّته -رضي الله عنها- وهدأ خوفه -صلى الله عليه وسلم- وسَكَن، روى ما حصل معه لزوجته خديجة، فطمأَنتهُ وهدّأَت من روعِهِ وأخذت تُعدّدُ خِصالَهُ وتقول له أنّ من يُغيث الملهوف، ويساعد الفقير، ويصِلُ الرّحم لن يخذله الله أبداً. [٦] كان لزوجة النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة -رضي الله عنها- ابنُ عمٍّ يُدعى ورقة بن نوفل ، وكان قد اعتنق النصرانية، فذهبوا إليه ليسألوه عمّا حصل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "قدّوسٌ، قدّوس، والذي نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الذي كان يأتي موسى" ثم قال: "ولَتُكَذَّبَنّ، ولَتُؤذَيَنّ، ولَتُخرَجَنّ، ولَتُقاتَلَنّ، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرنّ الله نصراً يعلمه"، فاندهش النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قاله ورقة من معاملة قومه وعشيرته له، وأكّد له ورقة ذلك بأنّ كلّ نبيٍّ يبعثه الله -تعالى- لعباده تكون هذه هي معاملة قومه له.
فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يؤْثَرُ. إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ " أي ما هذا كلام الله ، بل كلام البشر ، وليس أيضا كلام البشر الأخيار ، بل كلام الأشرار منهم والفجار ، من کل کاذب سحار. " سَأُصْلِيهِ سَقَرَ " أي سأعذبه فيها من جميع جهاته. " وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ " هذا تهويل لأمرها وتفخيم ، ثم فسر ذلك بقوله: " لَا تبْقِي وَلَا تَذَرُ " أي لا تبقي لحم ولا تذر عصبا ، بل تأتي على الكل. " لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ " أي تلوح وتظهر لأنظار الناس من مسافات بعيدة لعظمها وهولها. " عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ " أي على سقر ملائكة يقال لهم الخزنة عدتهم تسعة عشر ملكا. " وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً " أي خزانها شديدي الخلق لا يقاومون ولا يغالبون. " وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا " أي إنما ذكرنا عدتهم أنهم تسعة عشر اختبارا للناس. تفسير سورة المدثر للأطفال – شقاوة. " لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ " أي ليتيقن أهل الكتاب من صدق محمد ، وأن هذا القرآن من عند الله ، إذ يجدون هذا العدد في كتبهم المنزلة. " وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا " أي ويزداد المؤمنون تصديق بالله ورسوله ، بما يشهدون من صدق أخبار نبيهم. "
﴿ سأصليه سقر ﴾: سأدخله جهنم. ﴿ لا تبقي ولا تذر ﴾: لا تترك أحدًا من الكفار إلا أحرقته. ﴿ لوَّاحةٌ للبشر ﴾: محرقة للجلود، وظاهرة للناس يرونها من بعد. ﴿ أصحاب النار ﴾: خزنتها من الملائكة. ﴿ عدتهم ﴾: عددهم وهو تسعة عشر. ﴿ ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ﴾: ليعلم أهل الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء السابقين أن هذا الرسول حق، حيث نطق بما ذكرته هذه الكتب. ﴿ ولا يرتاب ﴾: ولا يشك. مرض: شك ونفاق. ﴿ وما هي إلا ذكرى للبشر ﴾: وما الحديث عن هذه النار إلا تبصير للناس كي يؤمنوا. ﴿ والقمر ﴾: أقسم الله بالقمر. ﴿ والليل إذ أدبر ﴾: وأقسم بالليل حين ذهب بظلمته. ﴿ والصبح إذا أسفر ﴾: وأقسم بالصبح إذا أضاء. ﴿ إنها ﴾: جهنم. ﴿ لإحدى الكبر ﴾: إحدى المصائب الكبيرة. ﴿ نذيرًا للبشر ﴾: تخويفًا حقيقيًّا بما ينتظر الناس. ﴿ أن يتقدَّم ﴾: أن يتقرَّب إلى الله بالطاعة. ﴿ أو يتأخَّر ﴾: أو يتأخَّر بفعل المحرمات. ﴿ كل نفس بما كسبت رهينة ﴾: كل نفس محبوسة عنده - سبحانه وتعالى - بعملها حتى تؤدي ما عليها من الحقوق والعقوبات. ﴿ إلا أصحاب اليمين ﴾: إلا السعداء من المؤمنين. سورة المدثر للاطفال مكررة. ﴿ ما سلككم في سقر ﴾: أي شيء أدخلكم جهنم؟. ﴿ وكنَّا نخوض ﴾: وكنا نتحدث بالباطل.
بتصرّف. ^ أ ب وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر، صفحة 215، جزء 29. بتصرّف. ↑ ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير ، تونس:الدار التونسية، صفحة 293، جزء 29. بتصرّف.