تعرفوا على أكثر من حديث عن الرحمة. هذا السلوك الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى في بعضاً من آياته الكريمة باتباعه. كما أنها أحد صفاته على عباده، والدليل على هذا قوله في سورة الزمر ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). كما أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أيضاً قد ذكر الأمر في أكثر من حديث نبوي شريف على لسانه، تعرفوا معنا من خلال مقالنا على برونزية على هذه الأحاديث. حديث عن الرحمة فنجد أن الخالق سبحانه وتعالى رحيم بعباده مهما فعلوا من أخطاء، وفواحش، وكبائر. فمن المفترض على الجميع أن يتحلى بالرحمة لغيره. وأن يتصف بلين القلوب، وهذا ما أمرنا الله _ عز وجل_ به. حديث شريف عن الرحمه. حديث عن الرحمة للاطفال لا ننسى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أرحم الناس بالأطفال، ولهذا لابد من تعليم الصغار الأحاديث النبوية التي وردت عن رحمة الخالق سبحانه وتعالى بعباده. وعن ضرورة التراحم بين الناس. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنَّ رجلاً قال واللهِ لا يغفِرُ اللهُ لفلانٍ، وإنَّ اللهَ تعالَى قال من ذا الَّذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفرَ لفلانٍ، فإنِّي قد غفرتُ لفلانٍ، وأحبطتُ عملَك.
– وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تنزع الرَّحْمَة إلَّا من شقيٍّ)) (9). قال ابن العربي: (حقيقة الرَّحْمَة إرادة المنفعة، وإذا ذهبت إرادتها من قلب شقي بإرادة المكروه لغيره، ذهب عنه الإيمان والإسلام) (10). ويقول المناوي: (لأنَّ الرَّحْمَة في الخلق رقة القلب، ورقته علامة الإيمان، ومن لا رأفة له لا إيمان له، ومن لا إيمان له شقي، فمن لا رحمة عنده شقي) (11). – وعن جرير بن عبد اللَّه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يرحم الله من لا يرحم النَّاس)) (12). – وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التَّميمي جالسًا، فقال الأقرع: إنَّ لي عشرة من الولد ما قبَّلت منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمَّ قال: من لا يَرحم لا يُرحم)) (14). رحمة النبي (صلى الله عليه وسلم). – وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: ((جاء أعرابيٌّ إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: تقبِّلون الصِّبيان فما نقبِّلهم، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرَّحْمَة؟)) (5). – وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرَّاحمون يرحمهم الرَّحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السَّماء)) (7).
أسأل الله أن ينفع بها، وهو الهادي إلى سواء السبيل. الفائدة الأولى: هذا الحديث فيه إثبات العلو لله جل وعلا؛ فالله تعالى في السماء، والسماء: العلو؛ ولذلك أخرج الذهبي هذا الحديث في كتابه: [العلو، (١٨)]. قال الله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62]، وقال سبحانه: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، وقال سبحانه: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾ [الرعد: 9]، وقال سبحانه: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، وقال سبحانه: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾ [الأنعام: 18]، فله سبحانه وتعالى العلو المطلق من جميع الوجوه، فله علو الذات، وعلو الصفات، وعلو القدر، وعلو القهر.
قَالَ: فَدَخَلَ حَائِطَاً لِرَجُلٍ مِن الْأَنْصَارِ, فَإِذَا جَمَلٌ, فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ. حديث شريف عن الرحمة. فَأَتَاهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ- فَمَسَحَ ذُفْرَيْهِ فَسَكَتَ؛ فَقَالَ: " مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ ؟". فَجَاءَ فَتَىً مِن الْأَنْصَارِ, فَقَالَ: لِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: " أَفَلَا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا؟ فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ ". أَيْنَ نَحْنُ من هذهِ الرَّحْمَةِ؟ هَلْ سَمِعْتَ هذا الحَدِيثَ الشَّرِيفَ يَا رَاعِيَ الأُسْرَةِ؟ هَلْ سَمِعْتَ هذا الحَدِيثَ الشَّرِيفَ يَا رَاعِيَ العَمَلِ؟ هَلْ سَمِعْتَ هذا الحَدِيثَ الشَّرِيفَ يَا رَاعِيَ الأُمَّةِ؟ هَلْ سَمِعْتَ هذا الحَدِيثَ الشَّرِيفَ يَا رَاعِيَ الكَهْرُبَاءِ والمَاءِ؟ هَلْ سَمِعْتَ هذا الحَدِيثَ الشَّرِيفَ يَا رَاعِيَ المَعُونَاتِ؟ هَلْ سَمِعْتَ هذا الحَدِيثَ الشَّرِيفَ يَا رَاعِيَ المُسْتَشْفَيَاتِ؟ هَلْ سَمِعْتَ هذا الحَدِيثَ الشَّرِيفَ يَا رَاعِيَ القَرَارَاتِ؟ هَلْ سَمِعْتَ هذا الحَدِيثَ الشَّرِيفَ يَا أَيُّهَا الذي آمَنَ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ؟.
ذات صلة أحاديث قدسية عن رحمة الله كلام جميل عن رحمة الله بعباده أحاديث عن سعة رحمة الله وصف الله نفسه بأنَّه رحمٌن ورحيمٌ، وهي تدلُّ على شدَّة الرَّحمة في اسم الرَّحمن وعلى عمومها لعباده المؤمنين في اسم الرَّحيم، وفيما يأتي باقةٌ عطرة من أحاديث النَّبيِّ -صلى الله عيله وسلم- عن سعة رحمة الله: [١] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ لِلَّهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ، فَمنها رَحْمَةٌ بِهَا يَتَرَاحَمُ الخَلْقُ بيْنَهُمْ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ لِيَومِ القِيَامَةِ). [٢] شملت رحمة الله -تعالى- شملت حتى البهائم والحيوانات، فليست الرَّحمة خاصَّةً بالبشر فقط، قال -صلى الله عليه وسلم-: (جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِئَةَ جُزْءٍ، فأمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وتِسْعِينَ جُزْءًا، وأَنْزَلَ في الأرْضِ جُزْءًا واحِدًا، فَمِنْ ذلكَ الجُزْءِ يَتَراحَمُ الخَلْقُ، حتَّى تَرْفَعَ الفَرَسُ حافِرَها عن ولَدِها، خَشْيَةَ أنْ تُصِيبَهُ). [٣] لو علم الكافر مقدار سعة رحمة الله لما يئس من دخول الجنَّة أبداً، لقوله -صلى الله عيله وسلم-: (فلوْ يَعْلَمُ الكافِرُ بكُلِّ الذي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، لَمْ يَيْئَسْ مِنَ الجَنَّةِ).