وهنا، ننطلق الى الدائرة الأوسع، دائرة الفصائل والأحزاب الفلسطينية، التي يوجد في داخلها أيضا فرز طبقي عميق الشرخ، بين القيادة المتنفذة المستفيدة والقاعدة الغلبانة الكادحة المؤمنة بالفكرة والنضال. فكيف تستطيع هذه الفصائل أن تقود النضال الطبقي وهي مستفيده من جموده وبقاء الحال على ما هو عليه؟ إن الجمع الخلاق بين الأممي والقومي، الوطني والطبقي هو عمل يدخل في صلب مهام الفصائل الفلسطينية. وينطبق ذات الأمر على الفرز الديني الطبقي، حيث نجد أن من بين كثير من رجالات الدين الذين يعتلون المنابر من هو مستفيد من الوضع الحالي فلا يتحدث الا "مجاملة" عن رفع الأسعار أو مراقبتها، ولا ينصح أصحاب الكيل غير الدقيق في الميزان، أو مروجي السلع منتهية الصلاحية أو البضائع الفاسدة، ومنهم من يكتفي بترديد العبارات التي تتعلق باطاعة اولى الأمر والبطانة الصالحة. ستبدي لك الأيام ماكنت جاهل. لذلك كله، صدقت تلك المقولة التي تقول أن " السياسية ما هي الا تعبير مكثف عن الاقتصاد" فأصبحت السياسة السياسية الفصائلية وسياسة المجتمع المدني ومؤسسات حماية المستهلك وسياسة الخطاب الديني وغيرهم مدجنة لخدمة الاقتصاد الذي نشهده في وطننا الحبيب وجميعها سيف مسلط ليس فقط على رقاب المواطن بل قفاه.
المرأة الأولى ( لم تورد كتب التأريخ اسمها فبقي مجهولا): أجل.. أجل. ستبدي لك الأيام طرفة. اكتحلت بالإثمد وتطيبت وخرجت نافشة شعرها تتبضع في سوق عكاظ. أم خشعم: لعلها كانت تبحث عن شاعر من شعراء العرب.. يعجبه حسنها فيشبب بها فيطير ذكرها بين العرب, وهي لاتعلم بأن العرب تأبى أن تخطب من يتشبب بها الشعراء وبعد كل هذا الزمن الطويل وكل وسائل الإتصال المنافسة للمرأة من كلام وصوت وصورة وحرف إلا أنها بقيت هي الأساس والنواة لأي إشاعة وأي كلام بشكل ما يؤكد المقولة القائلة بأن أسرع ثلاث وسائل إتصال هي التلفون والإنترنت والمرأة
كاد يُطلق العنان للسانه، غير أنه وجد لرحيق حبّه عبيرًا أقوى وأطول أمدًا إن كتمه بين جوانحه، وراقه أن يتعذب في هواها دون أن يبوح، أن يغلي في الدواخل ألف بركان وهو يتصنّع الهدوء ولا جراح بريطاني! وبينما صاحبي الجاهلي على حالته تلك، قلّبتُ الأمور في عقلي ظهرًا لبطن، وأثارت نشوة لقاء صاحبي فضولي تجاه البكري، ماذا فعل الله بخولة؟ وماذا فعل الله بك يا طَرَفَة حين تُهت في بُنيات الطريق؟ ليتك قبِلت نصيحة خالك المتلمّس، ولم تركب دماغك يا صديقي وتلقي بنفسك إلى التهلكة، لكن -وقد سبق السيف العذل- فما نفع ليت؟! وسرت في أوصالي رِعدةٌ وأنا أسمع من اللامكان من يقول (ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلًا/ ويأتيك بالأخبارِ من لم تزوّد/ ويأتيك بالأخبارِ من لم تبع له/ بتاتًا ولم تضرب له وقتَ موعد)، وبعد توثُّق من الصوت وصاحبه، إذا هو ابن البكري، وقد نفض عنه غبار السنين وأخرجته ذكرى خولة من سباته الطويل. شرح نص ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا. قلت: يا صديقي البكري! قال: اسمي طرفة وافتح فاك في الأحرف الأولى (طَرَفَة)، اسمي أحبّ إلي مما سواه، ثم أطرق قليلًا ورفع رأسه مستدركًا، هذا طبعًا في المنزلة الثانية بعد خولة، ثم تنهّد تنهيدةً طويلة كادت تعيده قبره، وقال وهو يهزّ رأسه وقد ارتخت عيناه: سقى الله أرضك يا خولة!