لا تقتصر الأمثال الشعبية على شعبٍ دون الآخر ، فقد اشتهرت معظم البلدان العربية بإطلاق الأمثال ، لأنهم كان يتسمون بطلاقة اللسان ووضوح البيان والقدرة على نظم الجمل والعبارات الرصينة ، بما يتناسب مع مواقفهم الحياتية. وكان للعلاقات الاجتماعية نصيب الأسد في تلك الأمثال ، كالحديث عن علاقة الرجل وزوجته أو زوجاته إن كان معدد ، وعلاقته بأبنائه وأبويه وحموه ونفس الشيء بالنسبة للزوجة ، وأيضًا تناولت الأمثال الشعبية علاقة الرجل بجيرانه وأصدقائه وكل من هم في بيئته الاجتماعية. ومن تلك الأمثال التي تناولت علاقة الرجل بجيرانه هذا المثل القائل " اسأل عن الجار قبل الدار" ، جارك القريب ولا أخوك البعيد ، الجار جار ولو جار ، الجار أولى بالشفعة ، جاور السعيد تسعد ، اللي يجاور الحداد ينكوي بناره ، إن كرهت جارك غير باب دارك ، وغيرها من الأمثال الكثيرة عن الجار الجيد والجار السيئ. «الجار قبل الدار» على عتبة الاندثار. قصة المثل: بالقرب من دار أبو دف البغدادي كان يعيش رجل ضاق عليه الحال ، واشتدت به الحاجة بعد أن استدان فقرر بيع داره التي تؤويه بعد عشرين سنه من امتلاكه لها ، ولكنه عرض الدار للبيع بسعر غريب لا يتناسب مع قيمة الدار الحقيقية ، فقد كانت قيمتها لا تتجاوز الـ 500 دينار أما ما عرضه فكان ألف دينار ، وبالطبع لم يقبل أحد على شراء الدار بضعف ثمنها.
الجار قبل الدار عباس وسليم - YouTube
فعلاً كما قال المثل: "الجار قبل الدار"، فالجار إمَّا أنْ يجعل العيشة هنيَّة راضية، وإمَّا أنْ يجعلها نَكِدَة ومزعجة! ما يفعله جيران صديقتك مزعج حقًّا، ولكنْ عليك أنْ تلتمسي لهم العُذرَ؛ كما قال بعضُ الحكماء: "التَمِس لأخيك سبعين عُذرًا"، فربما لم ينتَبِهوا أنَّ أصواتهم تصلُ لجيرانهم، أو أنهم يُزعِجونهم، فلا أعتقد أنَّ زوجين يرضيان أنْ يستمع أحدٌ لأحاديثهما الخاصَّة بينهما، ولكن قبلَ أنْ أذكر لكِ المشورة التي طلبتِها سأسألك سؤالاً: هل تُغلِق صديقتك نوافذ بيتها أم لا؟ إذا كان الجواب: لا، فعليها أنْ تبدأ هي بإغلاق النوافذ، فربما خفَّف ذلك من الصوت الواصل لها، وإنْ كان الجواب: نعم، فإليك هذا الاقتراح، وأرجو أنْ يكون مفيدًا. وما سأذكره لكِ سيكون على جُزأين، وهو كالتالي: في البداية يجب أنْ يُنظِّم سكان العمارة فيما بينهم مجلسًا يطرَحون فيه مشاكلهم المتعلِّقة بهم كجيران يتشارَكون عمارةً واحدةً، وحلولها المقترحة المناسبة للجميع، وهذا من شأنه أنْ يُساعِد في تنظيم وترتيب الكثير من الأمور التي تكونُ عادةً بين سكَّان العمارة الواحدة، بالإضافة إلى تخفيف الحرج من طرْح المشكل بشكلٍ مباشر على المتسبِّب فيها.
إنها والله لواحدة من شيم الكرام ذوي المروءات والهِمم العالية، إذ يستطيع كثير أن يَكُف أذاه من الآخرين لكن أن يتحمل أذاهم صابراً مُحتسباً فهذه درجة عالية {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} (96 سورة المؤمنون). ويقول الله تعالى {وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (43) سورة الشورى). وقد ورد عن الحسن رحمه الله قوله ليس حُسن الجوار كف الأذى،حُسن الجوار الصبر على الأذى، ولما ذبح عبد الله بن عمر رضى الله عنهما شاة قال لِغُلامه إذا سلخت فابدأ بجارنا اليهودي، وسألت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إن لي جارين فإلى أيهما أهدي قال، إلى أقربهما منك باباً. الجار قبل الدار رؤيا. من المؤسف أن بعض الجيران تراهم يعيشون في عُزلة عن بعضهم بسبب خلاف نشب بين الأبناء فيتدخل الآباء لأسباب لا تذكر وهذا أمر مؤسف وعيب على الطرفين أن يسمع الكبار لهؤلاء الصغار. (وكما يُقال يحفروها الصغار ويقع فيها الكبار)، أن يتدخل الكبار ومن ثم يعود الصغار إلى بعضهم ويبقى الكبار في عُزلة وانقطاع وهذا يتنافى في حق الجار وواجباته وتعاليم المصطفى صلى الله عليه وسلم.
من صور الجوار: يظن بعض الناس أن الجار هو فقط من جاوره في السكن ، ولا ريب أن هذه الصورة هي واحدة من أعظم صور الجوار ، لكن لا شك أن هناك صورًا أخرى تدخل في مفهوم الجوار ، فهناك الجار في العمل ، والسوق ، والمزرعة ، ومقعد الدراسة ،... وغير ذلك من صور الجوار. من حقوق الجار: لا شك أن الجار له حقوق كثيرة نشير إلى بعضها ، فمن أهم هذه الحقوق: 1 - رد السلام وإجابة الدعوة: وهذه وإن كانت من الحقوق العامة للمسلمين بعضهم على بعض ، إلا أنها تتأكد في حق الجيران لما لها من آثار طيبة في إشاعة روح الألفة والمودة. الجار قبل الدار الموسم الاول. 2 - كف الأذى عنه: نعم فهذا الحق من أعظم حقوق الجيران ، والأذى وإن كان حرامًا بصفة عامة فإن حرمته تشتد إذا كان متوجهًا إلى الجار ، فقد حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من أذية الجار أشد التحذير وتنوعت أساليبه في ذلك ، واقرأ معي هذه الأحاديث التي خرجت من فم المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: · \" والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن. قيل: مَن يا رسول الله ؟ قال: مَن لا يأمن جاره بوائقه \". · ولما قيل له: يا رسول الله! إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار ، وفي لسانها شيء تؤذي جيرانها. قال: \" لا خير فيها ، هي في النار \".
أما مظاهر التقصير مع الجيران فقد باتت كثيرة جدا منها مضايقة الجار: وهي تأخذ صورا عديدة كإيقاف السيارة أمام بابه ومن ذلك وضع القمامة أمام بابه وغيرها لاحصر لها فيجب التنبه لها. احتقار الجار والسخرية منه: كأن يسخر منه لفقره, أو لجهله, أو لأصله وقبيلته, أو السخرية بملبسه أو أولاده ونحو ذلك. كشف أسرار الجار: فمعلوم أن الجار أقرب الناس إلى جاره وهو أعرفهم غالبا بأسراره فمن اللؤم كشف السر, وإشاعة أخباره للناس. قلة النهوض لحماية الجار: ومما يدل على شرف الرجل وطيب معدنه حمايته لجاره, وحماية الجار من مفاخر العرب وله في ذلك الحكايات الكثيرة وهي لا تخفى عليكم. قلة التفقد لأحوال الجيران: فهناك من الجيران من هو محتاج، ومنهم من عليه ديون, ومنهم من هو مريض, ومنهم المطلقات والأرامل. قلة التناصح بين الجيران، كثرة الخصومة بين الجيران: فتجد بعض الجيران كثير المشاكل مع الجيران والتشاجر معهم وكثيرا ما تكون الأسباب تافهة. قلة الوفاء للجار بعد الرحيل: فمن الناس من ينسى جيرانه بعد أن يرحلوا عنهم أو العكس. ومن المروءة أن تكون وفيا لجارك، ويدخل في ذلك ذكرهم بالخير والثناء عليهم. وبعد، إن سعادة المجتمع وترابطه وشيوع المحبة بين أبنائه لا تتم إلا بالقيام بهذه الحقوق وغيرها مما جاءت به الشريعة، وإن واقع كثير من الناس ليشهد بقصور شديد في هذا الجانب حتى إن الجار قد لا يعرف اسم جاره الملاصق له في السكن، وحتى إن بعضهم ليغصب حق جاره، وجميعنا يعرف أن للجار حقوقا كثيرة على جاره مع المدنية وتغيير عاداتنا الاجتماعية.. وقديماً قالوا الجار وإن جار.. وفي مجتمعنا المعاصر كثير منا لا يعرف من هو جاره، ما هو اسمه.. الجار قبل الدار | رؤيا. وكيف هو حاله.
فنصحها الناس والأصدقاء بأن يخفض من ثمنها حتى يتوافد عليه المشترين ، ولكنه أبى أن يفعل ذلك ولما علم أبو دف البغدادي بأمر جاره وتشدده في بيع الدار بهذا الثمن الذي لا يوازي قيمة الدار الفعلية ، نصحه هو الأخر وقال له نفس ما قال الجيران ، فقال الرجل المتعسر: إنني أبيع الدار بخمسمائة والجيران بخمسمائة ، فعندما اشتريت الدار قبل عشرين عامًا لم أفكر إلا في الجيرة الطيبة. فحتى بعد زواج أبنائي لم أفكر في بيع الدار بسبب الصداقة والعشرة التي جمعتني بجيراني ، ولكن حاجتي غلبت رغبتي فلما سمع أبو دف هذا الكلام من جاره ، وقع منه موقع المفاجأة وقرر وقتها أن يساعد جاره في تسديد ديونه دون أن يضطر إلى بيع داره وترك جيرانه الذين أحبهم ، وثمنهم بثمن الدار. تصفّح المقالات