ختمت السورة والحمد لله.
ثم هذا صفة محمد - عليه السلام -. وقيل: صفة جبريل - عليه السلام -. وقيل: بظنين: بضعيف. حكاه الفراء والمبرد; يقال: رجل ظنين: أي ضعيف. وبئر ظنون: إذا كانت قليلة الماء; قال الأعشى: ما جعل الجد الظنون الذي جنب صوب اللجب الماطر مثل الفراتي إذا ما طما يقذف بالبوصي والماهر والظنون: الدين الذي لا يدرى أيقضيه آخذه أم لا ؟ ومنه حديث علي - عليه السلام - في الرجل يكون له الدين الظنون ، قال: يزكيه لما مضى إذا قبضه إن كان صادقا. والظنون: الرجل السيئ الخلق; فهو لفظ مشترك. وما هو يعني القرآن بقول شيطان رجيم أي مرجوم ملعون ، كما قالت قريش. قال عطاء: يريد بالشيطان الأبيض الذي كان يأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - في صورة جبريل يريد أن يفتنه. فأين تذهبون قال قتادة: فإلى أين تعدلون عن هذا القول وعن طاعته. القران الكريم |مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ. كذا روى معمر عن قتادة; أي أين تذهبون عن كتابي وطاعتي. وقال الزجاج: فأي طريقة تسلكون أبين من هذه الطريقة التي بينت لكم. ويقال: أين تذهب ؟ وإلى أين تذهب ؟ وحكى الفراء عن العرب: ذهبت الشام وخرجت العراق وانطلقت السوق: أي إليها. قال: سمعناه في هذه الأحرف الثلاثة; وأنشدني بعض بني عقيل: [ ص: 208] تصيح بنا حنيفة إذ رأتنا وأي الأرض تذهب بالصياح يريد إلى أي أرض تذهب ، فحذف إلى.
وقال: يا محمد لا تخف; فكيف لو رأيت إسرافيل ورأسه من تحت العرش ورجلاه في تخوم الأرض السابعة ، وإن العرش على كاهله ، وإنه ليتضاءل أحيانا من خشية الله ، حتى يصير مثل الوصع - يعني العصفور حتى ما يحمل عرش ربك إلا عظمته. وقيل: إن محمدا - عليه السلام - رأى ربه - عز وجل - بالأفق المبين. وهو معنى قول ابن مسعود. وقد مضى القول في هذا في ( والنجم) مستوفى ، فتأمله هناك. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة التكوير - الآية 23. وفي المبين قولان: أحدهما أنه صفة الأفق; قاله الربيع. الثاني أنه صفة لمن رآه; قاله مجاهد.
« وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ » بسبع قراءات,, تلاوة إعجازية للشيخ عبد الباسط رحمه الله - YouTube
وسألَتْه: كَيفَ يَغيبُ فَهْمُكَ عَن استحضارِ ثَلاثة أشياءَ ينبغي ألَّا تغيَب عنك؟ مَن أخبرك بهنَّ فقَدْ كَذَبَ في حَديثِهِ، أي: أخطأ؛ فإنَّ العَرَبَ تقولُ لمن أخطأ: كذَبْتَ. تفسير وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ - إسلام ويب - مركز الفتوى. أولُ هذه الثَّلاثِ: مَن حَدَّثَك أنَّ مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَأى رَبَّهُ لَيلةَ المِعراجِ فَقَد كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأتْ قوْلَه تعالَى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103]. واستَدَلَّتْ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها أيضًا بقولِه تعالَى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الشورى: 51]. وأمَّا الأمرُ الثَّاني فقالت: ومَن حَدَّثَكَ أنَّهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَعلَمُ ما في غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأتْ: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان: 34]، أي: وما تدري نَفسٌ مِن النُّفوسِ كائنةٌ من كانت ماذا تكسِبُ غدًا من عَمَلٍ؛ أَخَيْرًا أم شَرًّا، ومن رزقٍ قليلٍ أو كثيرٍ، فلا يعلَمُ الغيبَ إلا اللهُ وَحْدَه، إلَّا ما اصطفى به عبدًا مِن عِبادِه. والأمرُ الثَّالِثُ قالت: وَمَن حَدَّثَكَ أنَّهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَتَمَ شَيئًا مِمَّا أُمِرَ بِتَبليغِهِ فَقَد كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأتْ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67].