وعن عكرمة عن الحجاج بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كسر أو عرج فقد أحل، وعليه الحج من قابل. قال عكرمة: فسألت ابن عباس وأبا هريرة عن ذلك فقالا: صدق. رواه الخمسة وحسنه الترمذي. المفردات: عكرمة: هو أبو عبد الله عكرمة مولى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وأصله من البربر، وقد مات ابن عباس وعكرمة لا يزال رقيقًا فاشتراه خالد بن يزيد بن معاوية من علي بن عبد الله بن عباس بأربعة آلاف دينار، فبلغ ذلك عكرمة فأتى عليًا فقال: بعتني بأربعة آلاف دينار؟ قال: نعم قال: أما إنه ما خير لك، بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار، فراح علي إلى خالد فاستقاله فأقاله، فأعتقه، وقد روى عكرمة عن ابن عباس وعائشة وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري والحسين بن علي رضي الله عنهم. وقد اتهم بأنه كان يرى رأي الخوارج، وقد أكثر الناس في مدحه، أو قدحه وقد توفي عن ثمانين سنة. وذلك في عام 105هـ أو 106هـ أو 107هـ رحمه الله تعالى. الحجاج بن عمرو الأنصاري: ذكره ابن سعد في الطبقات في الأسلميين فقال: حجاج بن عمرو الأسلمي وهو أبو حجاج الذي روى عنه عروة بن الزبير. وقد روى حجاج بن حجاج عن أبي هريرة، اهـ، أما ابن الأثير في أسد الغابة فقد قال: حجاج بن عمرو بن غزية بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي, قال البخاري: له صحبة, روى عنه عكرمة مولى ابن عباس وكثير بن العباس وغيرهما ثم ساق بسنده إلى الترمذي قال حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا حجاج الصواف أخبرنا يحيى بن أبي كثير عن عكرمة قال: حدثني حجاج بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من كسر أو عرج فقد حل، وعليه حجة أخرى, فذكرت ذلك لابن عباس وأبي هريرة فقالا: صدق.
أدهم شرقاوي روى «محمد خير يوسف» في كتابه الرائع «دكانة الكتب»، أنَّ عبدالملك بن مروان خرجَ حاجاً، ومعه خالد بن يزيد بن معاوية، وكان خالد من رجال قريش المعدودين، وكان عظيم القدر عند عبدالملك، وبينما هو يطوف بالكعبة، إذ رأى رملةَ بنت الزبير، فعشقها عشقاً شديداً من أول نظرة، ووقعتْ في قلبه وقوعاً مُتمكناً! فلما أراد عبدالملك الرجوع، همَّ خالد بالتخلف عنه. فوقع بقلب عبدالملك تهمة، فبعثَ إليه فسأله عن أمره، فقال: يا أمير المؤمنين، رملة بنت الزبير، رأيتها تطوف بالبيت، فأذهلتْ عقلي، واللهِ ما أبديْتُ إليكَ ما بين جوانحي حتى عِيل صبري، ولقد عرضتُ النوم على عيني فلم تقبله، والسلو على قلبي فامتنع منه. فأطال عبدالملك التعجب من ذلك، وقال: ما كنتُ أقول إن الهوى يستأثر مثلك! فقال له: فإني أشدُّ تعجباً من تعجبك مني، ولقد كنتُ أقول: إن الهوى لا يتمكن إلا من صنفين من الناس: الشعراء والأعراب. أما الشعراء فإنهم ألزموا قلوبهم الفكر في النساء، ووصفهنَّ، والتغزل، فمالَ طبعهم إلى النساء، فضعفت قلوبهم عن دفع الهوى، فاستسلموا له مُنقادين! وأما الأعراب، فإن أحدهم يخلو بامرأته فلا يكون الغالب عليه غير حبه لها، ولا يشغله شيء عنها، فضعفوا في دفع الهوى فتمكن منهم، فما رأيتُ نظرةً حالت بيني وبين الحزم، وحسنت عندي ركوب الإثم، مثل نظرتي هذه!
قبل ذلك أرسل عبد الله بن الزبير جيشا استطاع الإحاطة بجند أنيس وقتله، كما طلب عبد الله بن الزبير من مصعب بن عبد الرحمن أن يهاجم جند عمرو بن الزبير فاستطاع هزيمتهم، ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف، هو تابعي وأحد رواة الحديث النبوي، واسمه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وكانت أمه هى أم حريث من سبي بهراء من قضاعة، وكان مصعب ثقة قليل الحديث، وقد توفي سنة أربعه وستين من الهجره، وبعد أن استطاع مصعب بن عبد الرحمن أن يهاجم جند عمرو بن الزبير وهزيمتهم، بعد ذلك هرب عمرو إلى إحدى البيوت ثم استجار بأخيه عبيدة بن الزبير.