قال: " فلعلَّكُم تقولُون كما قالت بَنُو إسْرائِيل لمُوسَى: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ، قولوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا" ، فقالوا: سمعنا وأطعنا. واشتد ذلك عليهم ، فمكثوا بذلك حولا ، فأنزل الله تعالى الفرج والراحة بقوله: " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا... " الآية فنسخت هذه الآية ما قبلها.
(*) عن آدم بن سليمان. قال: سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: " وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ... " دخل قلوبهم منها شيء لم يدخله من شيء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " قولوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا". عن خواتيم سورة البقرة .. لماذا اعْتُبِرَت آخر 76 كلمة فيها هدية من السماء للأمة المحمدية - الميزان. فألقى الله تعالى الإيمان في قلوبهم فقالوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا. فأنزل الله تعالى: " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا " حتى بلغ " أَوْ أَخْطَأْنَا " فقال: قد فعلت ، إلى آخر البقرة ، كل ذلك يقول: قد فعلت... رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة،عن وكيع. (*) قال المفسرون: لما نزلت هذه الآية: " وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ... " جاء أبو بكر ، وعمر ، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاذ بن جبل، وناس من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجثوا على الركب ، وقالوا: يا رسول الله ، والله ما نزلت آية أشد علينا من هذه الآية ، إن أحدنا ليحدث نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه وأن له الدنيا بما فيها ، وإنا لمأخوذون بما نحدث به أنفسنا ، هلكنا والله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هكذا أنزلت " ، فقالوا: هلكنا وكلفنا من العمل ما لا نطيق.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهُمَا قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ نَقِيضاً مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: ( هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ, لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلاَّ أُعْطِيتَهُ). وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( أُعْطِيتُ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتِ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي). روحانيات خواتيم سورة البقرة أواخر سورة البقرة فقد اشْتَمَلَت الآيتان على الإيمانِ باللهِ وملائِكتِه وكُتُبِه ورُسُلِهِ واليومِ الآخرِ، وفِيهما بَيانُ وُجُوبِ التَّسْلِيمِ لِأَمْرِ اللهِ وأَمْرِ رَسُولِه، وأَنَّه يَجِبُ على المُؤْمِن إذا دُعِيَ إلى اللهِ وَرَسُولِهِ أَنْ يَقُولَ سَمِعْنا وأَطَعْنا، مِن غَيْرِ تَرَدُّدِ، فَإِنَّ ذلك سَبَبٌ لِتيْسيرِ أُمُورِهِ، والتَّفْرِيجِ عَنْه ورَفْعِ الحَرَجِ والمَشَقَّةِ عَنْه، ومِن ذلك: العَفْوُ والمَغْفِرَةُ وعَدَمُ مُؤَاخَذَتِه عِنْدَ الخَطأِ والنِّسْيانِ.
- دروس رمضانية (11) - [الغزو المغولي لبغداد! ] - دروس رمضانية (11) - معسكران لا يتلاقيان النفاق والإيمان! - دروس رمضانية (12) - [في رحاب سورة الواقعة -2-] - دروس رمضانية (13) - [أهمية دراسة الفقه الإسلامي! ]
حال الكافرين مع الرسول حينما كان يقرأ عليهم القرآن ختام تفسير سورة المعارج | فجر الجمعة 21 رمضان - YouTube