ولما كان الوزن والقافية مفتاح النغم بل عليهما وبهما تنهض موسيقى الشعر الخارجية أكبرهما النقاد، واحتفوا بهما، حتى إن قدامة بن جعفر يقول: "الشعر قول موزون مقفى يدل على معنى". وابن رشيق يقول: "الوزن أعظم أركان حد الشعر، وأولاها به خصوصية، وهو مشتمل على القافية، وجالب لها ضرورة"، والأمر لم يقف بموسيقى الشعر عند هذه الموسيقى الخارجية التي تحكمها الأوزان والقوافي، بل أضاف إليها بعدًا موسيقيًّا آخر متمثلًا في الموسيقى الداخلية التي تمنح النص الشعري روحًا تأثيرية تشد المتلقي، وتبدو في الإيقاع الباطن الذي تحسه ولا تراه، والكامن في تعادل النغم عن طريق موسيقى الحرف والكلمة والنظم والأسلوب، وما لغتنا العربية إلا لغة شاعرة بطبيعتها. وقد رحب نقاد العرب بكل ما يزيد موسيقى الشعر جمالًا، ولا جرم أن الكثرة الكاثرة من الألوان البديعية تنهض على أسس موسيقية، أي: التي تُعنى بالتركيز على الانسجام والتماثل، لا التناقض والتدابر، كما هو في التصريع، والترصيع، والتفويف، والتشريع، والتجنيس فهذه الأفنان وغيرها ينبعث من دوحتها إيقاع داخلي رائع يقوِّي من تأثير الموسيقى وجمالها، لا سيما إذا بدت فيها العفوية، وجفاها التكلف.
منها ما هو بعد حرف الروي. ومن العيوب ما هو قبل الروي وهو السناد؛ والسناد هو نوع آخر من العيوب التي تطرأ على القافية يأتي قبل حرف الروي.
[2] المراجع [ عدل]