وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، والتوبة معروضة بعد ».
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « إن الله يبسط يده بالليل؛ ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار؛ ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها » ؛ رواه مسلم من حديث أبي موسى. الزاني المحصن التائب هل يعاقب في الآخرة؟. وأخرج الترمذي وغيره عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: « قال الله تعالى:يا ابن آدم، إنك مادعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني، غفرت لك ولا أبالي ». ولكن حتى تقبل توبة تلك المرأة، عليها أن تجاهد نفسها على إخلاص التوبة لله وليس من أجل تحصيل زوج، ولتأخذ العبرة مما مضى في حياتها فلا تقيم أي علاقة مع رجل أجنبي ولو بغرض الزواج ،، والله أعلم. 30 2 121, 825
وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: " إن الله يبسط يده بالليل؛ ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار؛ ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها "؛ رواه مسلم من حديث أبي موسى. أما ممارسة الجنس عن طريق الهاتف فمحرم ويطلق عليه زنا مجازاً لأنه مقدمة، وذريعة للزنى الحقيقي، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه ". قال النووي رحمه الله: معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنا، فمنهم من يكون زناه حقيقاً بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازاً بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو يقبلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا أو النظر أو اللمس، أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك أو بالفكر بالقلب فكل هذا أنواع من الزنا المجازي". هل الجنس الهاتفي يعتبر زنا ؟ - efahway. اهـ. والواجب التوبة من جميع أنواع الزنا. فتبين من هذا البيان أن ما قمت به ليس زنا يوجب الحد، ولكنه من زنا اللسان والأذن وكفارته التوبة فالزنا هو وطء المكلف فرج آدمية لا شبهة له فيه.
اهـ. وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 36842 ، 51394 ، 49228. وقد ورد بخصوص الزنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما ظهر في قوم الزنا أو الربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله. قال المنذري: رواه أبو يعلى بإسناد جيد ـ وحسنه الألباني. وأما قلة البركة وحصول الفقر خاصة: فقد رويت فيه أحاديث ولكنها لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، كحديث: الزنا يورث الفقر ـ وراجع في تخريج هذه الأحاديث سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني: 140ـ 143 ـ كشف الخفاء: 1427. وأما الخلاص من آثار الزنا في الدنيا وعقوبته في الآخرة: فيكون بالتوبة وكثرة الاستغفار وإتباعه بالحسنات الماحيات، قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود: 114}. وراجع الفتوى رقم: 43426. هل تقبل توبة الزاني - موضوع. والله أعلم.
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في لقاء الباب المفتوح من كلام له عن توبة الزاني: إذا تاب توبة نصوحاً، اكتملت فيها الشروط الخمسة المعروفة، وهي: الندم، والإقلاع، والعزم على ألا يعود في المستقبل، والإخلاص وهو الأصل، وأن تكون التوبة قبل فوات الأوان، فإذا استكملت هذه الشروط الخمسة في حقه فهي توبة نصوح، يمحو الله بها كل ما سلف من ذنوبه حتى الزنا. اهــ وقد اختلف الفقهاء فيما لو كانت الزانية ذات زوج؛ هل يشترط لتوبة الزاني بها أن يتحلل من زوجها؟ وقد قدمنا في الفتوى رقم: 122218. أنه لا يلزم استحلال الزوج؛ لأن هذا يولد فتنة وشرًا. وقال الشيخ صالح السدلان في كتابه التوبة: ويضم إلى التوبة إلى الله الإحسان إلى زوج المزني بها بالدعاء والاستغفار له، والتصدق عنه، ونحو ذلك... اهــ وانظر الفتوى رقم: 137268. عن توبة الزاني المحصن، وهل يشترط لقبولها أن يقام الحد عليه. والله تعالى أعلم.