وقد وصفهن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما بقوله: خَلق الحور العين من أصابع رجليها إلى ركبتيها من الزّعفران، ومن ركبتيها إلى ثدييها من المسك الأذفر، ومن ثدييها إلى عنقها من العنبر الأشهب أي الأبيض، ومن عنقها إلى رأسها من الكافور، إذا أقبلت يتلألأ نور وجهها كما يتلألأ نور الشّمس لأهل الدّنيا. كما تختلف الحور العين عن باقي البشر وعن نساء الدنيا، وذلك لأنهن بعيد عن الدسائس والطباع السيئة والتي قد تكون في بعض نساء الدنيا، حيث وصفهن الحسن البصري رحمه الله تعالى بقوله: هنَّ عجائزكم العُمص العُمش طَهُرنَ من قاذورات الدّنيا. من هم حور العين يتجمع. وهذه الأقوال والأوصاف لخلق الحور العين، فهي لقوله تعالى في وصف الحور العين وخلقهن: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً.. حيث فسر العلماء والمفسرين الحور العين وخلقهن بقولهم لم تقع عليهن الولادة ولم يسبقن بخلق، وهن لسن من ولد آدم عليه السلام. ومن هؤلاء المفسرين الذين وصفوا خلق الله الحور العين أبو عبيدة والذي قال: المقصود بهن النساء من بني آدم، مثل أن الله أعادهن بعد الموت في الدنيا إلى ما كن عليه من شباب وقوّة وجمال، حيث يخلقهن الله تعالى في الآخرة من غير ولادة كولادة الدنيا، خلقاً يُناسب البقاء والدّوام، وذلك يستلزم كمال الخَلق، وتوفر القوة الجسمانية، وانتفاء كل صفات وسمات النّقص والضّعف، كما أنّه يتضمن انتفاء كل الصّفات المُستَقذَرة المقبوحة من الحيض والغائط وغير ذلك من قذارات الدنيا.
[١٠]). [١١] المراجع ↑ أحمد مختار عبد الحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، بيروت: عالم الكتب، صفحة 578، جزء 1. بتصرّف. ↑ عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر (1998)، الجنة والنار (الطبعة السابعة)، عمان - الأردن: دار النفائس، صفحة 246-247. بتصرّف. ↑ إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي، روح البيان ، بيروت: دار الفكر، صفحة 84. بتصرّف. ^ أ ب سورة الواقعة، آية: 35. ↑ أبو الطيب محمد صديق خان بن حسن بن علي ابن لطف الله الحسيني البخاري القِنَّوجي (1992)، فتح البيان في مقاصد القرآن ، بيروت: المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر، صفحة 368، جزء 13. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3327. ↑ سيد سابق، العقائد الإسلامية ، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 302-303. بتصرّف. ↑ سورة الزمر، آية: 73. ↑ محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (2001)، جامع البيان في تأويل القرآن (تفسير الطبري) (الطبعة الأولى)، بيروت: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، صفحة 266-268، جزء 20. بتصرّف. من هم حور العين بالجنه - غرفة البحرين اليوم البالتوك - منتدى البحرين اليوم. ^ أ ب سورة الأعراف، آية: 43. ↑ رواه الطبري، في جامع البيان عن تأويل آي القرآن، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 20/267، إسناده صحيح.
وللحور معاني جما، فهي تعني العين ذات البياض المشتد شديدة السواد مستديرة الحدقة ذات الجفون الطويلة، وهي مشتقة أيضاً من كلمة حوراء، والحور أيضاً هو إشارة إلى النساء الفاتنات ذوات عيون واسعة ضيقة الحدقة. من هم حور العين يتقدم بشكوى لخطف. ومعنى كلمة حوراء حسب معجم اللغة العربية فهو الكبة ذات الشكل الدائري المحيطة بالعين، وهي علامة تشير إلى فتنة العين. و إنّ من نعيم الجنّة الحور العين ، وهنّ النّساء اللاتي أعدهنّ الله لعباده المتّقين ، والحوراء هي شديدة البياض التي في عينها كحل ، والعين وصف لضخامة عيونهن وجمالها ، قد منحهنّ الله سبحانه أصواناً تتغنى فيها بأحلى الأنغام ، مفتخراتٍ بخلودهم وتنعّمهنّ ورضاهنّ بأزواجهنّ ، والحور العين نساءٌ رقيقات المشاعر تتأذّى إذا أصاب زوجها في الحياة الدّنيا أذى ، فتراها تشعُر بالألم وتخاطب نفسها قائلتاً:لا تؤذي زوجي فإنّه عندك ضيف وراحل إلينا ، فهنّ يعشقن أزواجهنّ بل من شدة التعلق بأزواجهن وشوقهن إليه فأنهن قاصرات الطرف فلا يحرفن أبصارهن تلقاء غيره، فلا يبرحن عن ذلك قط. وقد خص الله سبحانه وتعالى الحور العين بصفات منها إنهن على عمر واحد "كواعب أترابا" ، ولو نظرت احد الحور العين بطرفها لأضاءت ما بين السّماء والأرض بنورها الخلاب ولملئت ما بين ذلك برائحة طيبةً ، وقد أبدع الله سبحانه وتعالى في خلقهن ليرى مخّ سوقهنّ من شدة رقة جلودهن ، فلا جرم أنهُن خلقٌ ذو شأن عظيم سخرهن الله لعباده الصالحين في الجنة..
اهـ. والله أعلم.
السؤال: أخيرًا يسأل ويقول: الحور العين في الجنة من أي جنس هن؟ الجواب: الحور العين نساء، نساء لا يعلم مقدار حسنهن وجمالهن إلا الذي خلقهن، ولكنهن جميلات طيبات حسنات الأخلاق والسيرة، وإذا رآها المؤمن عرف حالها بعد ذلك إذا دخل الجنة رآهن وعرفهن، وعرف أخلاقهن وجمالهن، لكن الآن يعرفن بإخبار النبي -عليه الصلاة والسلام- وما ذكر عنهن في القرآن، وأنهن حور عين، والحوراء البيضاء، جميلة وحسنة العين، هذا من جمالها، وأما كمال جمالها يعرفه الإنسان إذا دخل الجنة، جعلنا الله وإياكم من أهلها. فالمقصود: أنهن نساء خلقهن الله -جل وعلا- لإكرام أهل الجنة، ولنعيم أهل الجنة من الرجال، ولا يعلم المادة التي خلقن منها إلا الذي خلقهن بخلاف نساء الدنيا فهن من ماء مهين معروفات، ويكن في الجنة في غاية من الجمال في الجنة، وتزوج النساء في الجنة على حسب ما تقتضيه أعمالهن الصالحة، فالله -جل وعلا- هو الكريم الجواد، وهو الذي يزوجهن في الجنة، سواءً كن لأزواجهن في الدنيا، أو لغير أزواجهن في الدنيا، أما أزواج النبي ﷺ فهن له في الآخرة، عليه الصلاة والسلام. وأما الناس فالله أعلم، جاء في هذا أحاديث فيها نظر، وأن المرأة إذا كان لها أزواج تخير، فتختار أحسنهم خلقًا، ولكن لا يعلم الحقيقة إلا الله فقد تكون لزوجها، وقد تكون لغير زوجها، ويعطى كل زوج من الحور العين ما شاء الله منهن على حسب أعماله الصالحة، وتقواه لله -جل وعلا- ولكل واحد زوجتان من الحور العين، غير ما يعطى منهن زيادة على ذلك، كل واحد له زوجتان من الحور العين هذا أمر معلوم، لكن الزيادة الله الذي يعلم مقدارها، يختلفون فيها، على حسب أعمالهم الصالحة، في إعطائهم أنواع النعيم والقصور، وفيما يعطى الأزواج من الحور العين بعد الزيادة على الثنتين من الزيادة على الثنتين.
ونحن لدينا سؤال نرغب في طرحه عليكم: هل تقبلون بأن تكون الحور العين (بمفهوم أئمَّة الكُفْر والضلالة) أيضًا للنساء المؤمنات في الجنَّة؟ بمعنى أصحّ، هل تقبلون بأن تمارس النساء المؤمنات في الجنَّة الجنس مع نساء الحور العين؟ وعلينا أيضًا أن نقف هنا ونسأل أنفسنا سؤالاً آخر، وهو: كيف زَوَّجَ الله تعالى المُتَّقين ذكورًا وإناثًا " بحورٍ عينْ "؟ وما معنى الحور العين؟ الجواب أيضًا بسيط وواضح وجليّ وبيِّن ومُفصّل نجده في الآية التالية، آية (٥٥) في قوله تعالى: " يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ". إذًا لقد زوَّج الله تعالى المُتَّقين ذكورًا وإناثًا بحورٍ عين، يدعون فيها بكلِّ فاكهة آمنين، هذا يعني بأنَّ الله تعالى زوَّجهم بحورٍ عين، أي جعلهم جزء لا يتجزّأ من الجنَّة ذات الأشجار والثمار والخيرات، وهذا يعني أنَّ الله تعالى زوَّجهم بالجنَّة، أي بخيراتها، أي جعلهم يعيشون جنبًا إلى جنبها يدعون فيها (أي يرغبون) من خيرات تلك الحور العين (الجنَّة) آمنين، أي مطمئنّين لدوام وجودِّيتها معهم من دون انقطاع، ولدوام قربهم منها ووجودهم وعيشهم وإقامتهم فيها إلى أبد الآبدين. ومثالاً للحور العين، جنّات فيها كل أنواع الفاكهة.