( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي) وهذا تخاطب به الروح يوم القيامة، وتخاطب به في حال الموت [ والحمد لله رب العالمين].
وقال الإمام أحمد: حدثنا مصعب بن سلام ، حدثنا الأجلح ، عن قيس بن أبي مسلم ، عن ربعي بن حراش ، قال: سمعت حذيفة يقول: ضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمثالا واحدا ، وثلاثة ، وخمسة ، وسبعة ، وتسعة ، وأحد عشر ، فضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها مثلا وترك سائرها ، قال: " إن قوما كانوا أهل ضعف ومسكنة ، قاتلهم أهل تجبر وعداء ، فأظهر الله أهل الضعف عليهم ، فعمدوا إلى عدوهم فاستعملوهم وسلطوهم فأسخطوا الله عليهم إلى يوم يلقونه ". هذا حديث حسن الإسناد. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البلد. ومعناه: أن هؤلاء الضعفاء لما قدروا على الأقوياء ، فاعتدوا عليهم واستعملوهم فيما لا يليق بهم ، أسخطوا الله عليهم بسبب هذا الاعتداء. والأحاديث والآثار في هذا كثيرة جدا. ولما كان الجهاد فيه إزهاق النفوس وقتل الرجال ، نبه تعالى على أن ما هم مشتملون عليه من الكفر بالله والشرك به والصد عن سبيله أبلغ وأشد وأعظم وأطم من القتل; ولهذا قال: ( والفتنة أشد من القتل) قال أبو مالك: أي: ما أنتم مقيمون عليه أكبر من القتل. وقال أبو العالية ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، والربيع بن أنس في قوله: ( والفتنة أشد من القتل) يقول: الشرك أشد من القتل.
قال الله متوعدًا هذا الذي يفتخر بما أنفق في الشهوات: { أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} أي: أيحسب في فعله هذا، أن الله لا يراه ويحاسبه على الصغير والكبير؟ بل قد رآه الله، وحفظ عليه أعماله، ووكل به الكرام الكاتبين، لكل ما عمله من خير وشر.
- قدَّم للكتاب: فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله -. المؤلف: عبد العزيز بن محمد السدحان المصدر: التحميل: الإيمان: حقيقته وما يتعلق به من مسائل الإيمان: حقيقته وما يتعلق به من مسائل: في هذا الكتاب أوضح المؤلف - حفظه الله - مسائل الإيمان والكفر، وقسَّم ذلك في ستة فصول، وهي: الفصل الأول: ثمرات الإيمان، ومفهوم الإسلام والإيمان. الفصل الثاني: زيادة الإيمان ونقصانه، ومراتبه. تفسير سورة البلد السعدي مسموع. الفصل الثالث: الاستثناء في الإيمان. الفصل الرابع: في الكفر والتكفير. الفصل الخامس: موانع التكفير. الفصل السادس: الصغائر والكبائر، وموانع إنفاذ الوعيد. المؤلف: محمد بن إبراهيم الحمد الناشر: موقع دعوة الإسلام المصدر: التحميل: تفسير الفاتحة [ المختصر] تفسير الفاتحة [ المختصر]: قال المحقق - حفظه الله - عن هذه النسخة: «وقد كنتُ أخرجتُ هذا التفسير من قبل وطُبع مرات عديدة، ثم رغِبَ بعضُ الإخوة أن أختصِره باختصار المقدمة وحذف بعض صور المخطوطات والمقارنة بين نصوص النسخ المخطوطة واختصار بعض التعليقات أو التعريف بالمؤلف ليُخرِج تفسيرًا مختصرًا تسهل قراءته؛ بل تكرارها وبقاء الأصل المحقق في طبعاته السابقة واللاحقة - إن شاء الله - مرجعًا لمن أراد التوفيق والزيادة، فبادرتُ إلى ذلك».
( أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ) أي: قد لزق بالتراب من الحاجة والضرورة. ( ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) أي: آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الصالحات بجوارحهم. من كل قول وفعل واجب أو مستحب. ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) على طاعة الله وعن معصيته، وعلى أقدار الله المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضًا على الانقياد لذلك، والإتيان به كاملا منشرحًا به الصدر، مطمئنة به النفس. ( وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) للخلق، من إعطاء محتاجهم، وتعليم جاهلهم، والقيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه، ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف، الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة ( أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده، وتركوا ما نهوا عنه، وهذا عنوان السعادة وعلامتها. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البلد - الآية 4. ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا) بأن نبذوا هذه الأمور وراء ظهورهم، فلم يصدقوا بالله، [ ولا آمنوا به] ، ولا عملوا صالحًا، ولا رحموا عباد الله، ( والذين كفروا بآياتنا همْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَة * عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ) أي: مغلقة، في عمد ممددة، قد مدت من ورائها، لئلا تنفتح أبوابها، حتى يكونوا في ضيق وهم وشدة [ والحمد لله].
أيظنُّ في فعله هذا أن الله عز وجل لا يراه، ولا يحاسبه على الصغير والكبير؟ أَلَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ عَيۡنَيۡنِ ألم نجعل له عينين يبصر بهما، ولسانًا وشفتين ينطق بها، وبينَّا له سبيلَي الخير والشر؟ وَلِسَانٗا وَشَفَتَيۡنِ وَهَدَيۡنَٰهُ ٱلنَّجۡدَيۡنِ فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ فهلا تجاوز مشقة الآخرة بإنفاق ماله، فيأمن. وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ وأيُّ شيء أعلمك: ما مشقة الآخرة، وما يعين على تجاوزها؟ فَكُّ رَقَبَةٍ إنه عتق رقبة مؤمنة من أسر الرِّق. أَوۡ إِطۡعَٰمٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ أو إطعام في يوم ذي مجاعة شديدة، يتيمًا -مات أبوه وهو صغير- من ذوي القرابة يجتمع فيه فضل الصدقة وصلة الرحم، أو فقيرًا معدمًا لا شيء عنده. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة البلد - الآية 7. يَتِيمٗا ذَا مَقۡرَبَةٍ أو إطعام في يوم ذي مجاعة شديدة، يتيمًا من ذوي القرابة يجتمع فيه فضل الصدقة وصلة الرحم، أو فقيرًا معدمًا لا شيء عنده. أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا مَتۡرَبَةٖ ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ ثم كان مع فِعْل ما ذُكر من أعمال الخير من الذين أخلصوا الإيمان لله، وأوصى بعضهم بعضًا بالصبر على طاعة الله وعن معاصيه، وتواصوا بالرحمة بالخلق.