قال: أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم, وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم). أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة; لأنه ليس مكلفا. وتوقف فيه بعض من لا يعتد به لحديث عائشة هذا, وأجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع, كما أنكر على سعد بن أبي وقاص في قوله: أعطه إني لأراه مؤمنا, قال: أو مسلما الحديث. ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة, فلما علم قال ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم) وغير ذلك من الأحاديث. والله أعلم. وأما أطفال المشركين ففيهم ثلاثة مذاهب. الدرر السنية. قال الأكثرون: هم في النار تبعا لآبائهم. وتوقفت طائفة فيهم. والثالث, وهو الصحيح الذي ذهب إليه المحققون أنهم من أهل الجنة, ويستدل له بأشياء منها حديث إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم حين رآه النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة, وحوله أولاد الناس قالوا: يا رسول الله, وأولاد المشركين ؟ قال: " وأولاد المشركين " رواه البخاري في صحيحه.
وليس معنى الآية أن الفطرة هي الدين القيم كما يتوهم البعض لجهلهم بأساليب التعبير في اللسان.
روى مسلم عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: ( إنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، (يعني مائلين عن الشرك)، وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عن دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عليهم ما أَحْلَلْتُ لهمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بي ما لَمْ أُنْزِلْ به سُلْطَانًا). وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ)، وفي الرواية الأخرى: (أو يُشَرِّكانِه). موقع الشيخ صالح الفوزان. وهذا الكلام فيه أمران مهمان: أولهما: أن دين الفطرة الذي يقبله الله تعالى إنما هو دين الإسلام، الدين الحنيف دين إبراهيم وملته التي جاء بها ختام الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم { ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًاۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[النحل:123] وأن الله لا يقبل غيره من الأديان أو النحل والملل. الفائدة الثانية: أن الله سبحانه جعل الإسلام في جانب وبقية الملل والنحل والعقائد والأديان في جانب آخر، فقال: ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه أو يشركانه).. فجعلها كلها مقابل دين الفطرة دين الإسلام، وسوى بينها جميعا في البطلان.. ولم يقبل منها شيئا.
حكمُ أكل الميتة 20 ديسمبر 2017 الإمام أبو إسحاق الجبنياني المالكي رحمه الله 21 ديسمبر 2017 الحمدُ لله ربِّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيّدنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ وعلى إخوانِهِ النبيّينَ والمرسلينَ، أمّا بعد فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كُلّ موْلودٍ يُولدُ على الفِطرَة فأبواه يُهَوِّدانه أو يُنصِّرانه أو يُمجسّانه) رواه البخاري. فمعنى يولد على الفِطرة أي يكونُ مستعدا مُتهيّئا لقَبول دين الإسلام، فقوله على الفطرة معناه على فِطْرة الإسلام، لأننا نولدُ على مقتضى اعترافنا وتوحيدِنا الذي حَصَلَ يومَ أخرِجَتِ الأرواح من ظهر ءادم بنَعْمان الأراك (1) فإنهم سئلوا ألستُ بربِّكم؟ فقالوا جميعُهم (بلى، لا إله لنا غيرُك، اعترفوا كلهم بألوهية الله). وكلام الله الذي هو صفته ليس ككلامنا ليس بحرف ولا صوت ولا لغة عربية ولا أعجمية، ثمّ لمّا خرج هذا الطِّفلُ من بطنِ أمّه نسي ما حصل منه ويبقى ناسيا إلى أنْ يسمع من أبَوَيْه أو من غيرِهما الكفرَ فيعتقدَه فيصير في تلك اللحظة كافرا بالفعل، أو يسمعَ الحقّ فيعتقدَه فيكونُ مؤمنا مسلما حَقا على العقيدة التي كان عليها يومَ شَهِدَتْ جميعُ الأرواح بوَحدانية الله.
وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم عليه السلام، بنعمان ـ يعني عرفة ـ فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرها بين يديه، ثم كلمهم قِبَلا قال: { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمۖ قَالُوا بَلَىٰۛ شَهِدْنَاۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ} إلى قوله: { المبطلون}[رواه أحمد وغيره]. هذه الفطرة الأولى { فطرت الله التي فطر الناس عليها}.. ولكن الشياطين شياطين الإنس والجن، لم يرضوا لهم بذلك، ولم يقبلوا أن يبقوا على هذه الفطرة السليمة، فجاءوا إليهم واجتالوهم عنها، وأفسدوا هذه الفطر ونقلوا كثيرا منهم عن الدين الحق دين الإسلام إلى غيره من الملل الباطلة والنحل الفاسدة. وكان إبليس قد أقسم لله بهذا، أنه لابد أن يهلك هؤلاء الخلق جميعا، كما حكى الله عنه في القرآن: { قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)}[الأعراف]. وقال سبحانه حاكيا عنه قوله في سورة النساء: { لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119)} يخلق الله الإنسان سويا في فطرته فيفسدها عليه مربوه فيشوهوها ( كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء) أي سليمة ليس فيها نقص، فما زال إبليس بهم حتى قطعوا آذانها وشوهوا خلقتها.. كما شوهوا فطر الناس وجبلتهم التي فطرهم الله عليها.
ولا يلزم من كونهم مولودين على الفطرة أن يكونوا حين الولادة معتقدين للإسلام بالفعل، فإن اللّه أخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئًا، ولكن سلامة القلب وقبوله وإرادته للحق، الذي هو الإسلام، بحيث لو ترك من غير مغير، لما كان إلا مسلمًا. وهذه القوة العلمية العملية التي تقتضي بذاتها الإسلام ما لم يمنعها مانع، هي فطرة اللّه التي فطر الناس عليها. أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم ا لخطبة الثانية ( كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ) ومن الفوائد التي يمكن لنا أن نستنبطها من هذا الحديث النبوي الكريم: « كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ ، هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ » ، أولا: أنه في الحديث تقديرا للأسباب، وأنها لا تنافي قضاء الله وقَدَره، وكل ميسَّرٌ لما خُلِق له.
فقد تبين له أن الأطفال يخلقون وفي ذهنهم تساؤلات حول "من خلقنا" ونجد لديهم قبولاً طبيعياً للإيمان بخالق للكون هو الله تعالى. بل إن الطفل الصغير لا يتقبل دماغه فكرة أ، الطبيعة هي التي صنعت الكون، أو أن الكون وُجد بالمصادفة، ولكنه بعد ذلك يتقبل تدريجياً فكرة المصادفة تبعاً لأسلوب تربيته. وهذا ما حدثنا عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم بقوله: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ) ، وهنا نحن أمام إثبات مادي على صدق كلام الحبيب عليه الصلاة السلام. بل من أين جاء نبينا الذي عاش قبل 1400 سنة بهذا العلم الذي لم يقل به أحد إلا قبل أشهر قليلة (عام 2008)؟! إنه دليل على صدق المصطفى وصدق رسالته وأنه نبي صادق في دعوته وليس كما يدعي أعداء الإسلام. يمكننا القول أنه في كل خلية من خلايا الإنسان هناك شاهد ودليل على وجود الله تعالى، فالخلية تعرف خالقها، كيف لا تعرفه وهو الذي فطرها أول مرة؟ وكيف لا تعرفه، وكل شيء يسبح بحمد الله؟ وسؤالنا لكل ملحد: لماذا لا يتقبل عقل الطفل فكرة وجود الكون بالمصادفة؟ ولماذا يتساءل الأطفال عن سر وجودهم، وبمجرد أن تخبرهم بأن الله تعالى هو من خلقهم، يستجيبون على الفور لذلك ويتقبَّلون هذه الحقيقة بسهولة.
[٥] واستنادًا إلى ما سبق فقد قال بعض أهل العلم بعدم ثبوت حديث أبغض الحلال، [٦] ولكنّ البعض الآخر قال بصحة الحديث متصل لا مرسل وعللّوا قولهم هذا بأنّ أبا داود -رحمه الله- قد أورده بإسنادٍ متصل ولم يكن فيه الراوي الضعيف الذي كان سببًا في تضعيف ابن الجوزي له، وقالوا بأنّ وجود الحديث المرسل بعد تقوية الحديث المتصل يزيد في قوته ولا يضعفّه، أمّا بالنسبة للمتن فقالوا بعدم وجود نكارة فيه، فليس هناك تعارض ما بين كون الأمر حلالًا وبغيضًا بنفس الوقت، فالله -عزّ وجلّ- يعلم حاجة عباده للطلاق فأحلّه لهم ولكنّه يكون مكروهًا لديه عند عدم وجود سبب أو حاجة تدعو إليه؛ والله تعالى أعلم وأحكم. [٥] معاني المفرادات في حديث أبغض الحلال عند الله الطلاق كالخلاف في صحة حديث أبغض الحلال فقد وقع خلاف في المعنى المراد من هذا الحديث حيث اعتبر البعض المعنى حسن بغض النظر عن كون الحديث ضعيف أم صحيح، ومنهم الشيخ ابن عثيمين حيث قال في تعليقه على هذا الحديث رغم أنّه ضعيف إلّا أنّ الطلاق مكروه بالأصل والواجب هو إمساك الزوجة، [٧] في حين عدّ آخرون هذا الحديث منكر السند والمتن لأنّ الحلال لا يكون بغيضًا والمعنى لا يصح ولا يستقيم، [٨] وفيما يأتي بيان لمفردات حديث أبغض الحلال إلى الله الطلاق: [٩] الطلاق: في اللغة هو حلُّ الوثاق وهو مأخوذ من الترك والإرسال، أمّا في الاصطلاح فهو حلّ عقد الزواج.
01:42 الاحد 16 مايو 2021 - 04 شوال 1442 هـ إن أبغض الحلال عند الله الطلاق، وإن الأسرة لا تكمل دون الأب ولا تُستقام دون أم.. فإن كان الطلاق حلاّ لعدم التوافق المشاعري فهو الحل الأسلم قبل أن تخلق روح ثالثة، ولكن إن كان اختيار الطلاق بعد زرع هذه الروح في الحياة فيُصعب اختياره، روحٌ ونبتة، ثم كتلة ضخمة وبالغة من العقد وعدم الاستقرار العاطفي. ما المقصود في هذه الحلول المتعارف عنها؟ إنني لا أطرح حلولاً إنني أتعجب من كم الأزهار التي حوُلت من بُرعمة إلى شوكة، ومن فرح إلى حزن ومن أمان إلى تشرد عاطفي. كم الأمهات اللآتي يضحين بالبقاء دون الطلاق يكاد لا يعد، وكم الأمهات اللآتي يؤدين دور الأب والأم أيضًا لا يُحصى.. ان ابغض الحلال عند الله الطلاق. الأب هنا دائما مفقود، وربما يذكر في الأمور المادية وفي الأحيان الأكثر لا يذكر. ثم يُطلب من هذا الطفل الذي قد يكون تجاوز الخمسة عشر عاما بأن يتحمل مسؤولية مشاعره واختياراته وأن يجبر على بر والده أيضا – مجبور بكل الحالات، لا خلاف في الدين – وهذه ليست مقالة توعوية لأن مشاعر الأبوة أو الأمومة لا تدرس، ولكن يجب أن يتم ترشيد هذه المشاعر غير الجاهزة قبل فوات الأوان، ويجب أيضا اختبار قابلية وجود هذه المشاعر من الأساس، إن غريزة الارتباط لا تكمل بالإنجاب دائما بل قد تكون عائقا، وأنانية الحصول على الأطفال في وقت باكر خوفا من التقدم بالعمر لا تحمي من العوائق بل تزيدها عندما يكون الهدف ناقصًا من الأساس.
٣ – إدخال وسيط بين الزوجين وذلك بالاستعانة بوساطة شخص آخر لمساعدتهم على تحسين العلاقة وانقاذ زواجهما واستعادة التوازن الأسري عن طريق طلب المشورة والنصيحة من قبل احد الاقارب او اللجوء الى استشاري او باحث اجتماعي مختص بالعلاقات الزوجية لتقديم الحلول المناسبة ويفضل عزل الباحث في دائرة مستقلة عن محكمة الأحوال الشخصية ويكون مكانها هادئا ومن خلالها يتولى المختصين في تقريب وجهات النظر بين الزوجين. ٤ – التأكيد على مسألة التوجيه الأسري المعتمد في كثير من الدول إذ تعمد على عمل دورة قصيرة ومكثفة لمن يعقد الزواج يكون دورها تثقيف الزوجين على الحياة الزوجية وكيفية التعامل معها والسبل الكفيلة لتجاوز منغصاتها مع بيان قدسية الزواج من الناحية الشرعية والقانونية والاجتماعية والنفسية. تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط