شارك الكتاب مع الآخرين بيانات الكتاب العنوان لوامع الأنوار شرح كتاب الأذكار للنووي – دار ابن كثير المؤلف محيي الدين ديب مستو الناشر دار ابن كثير، دمشق – بيروت الطبعة الثانية،1410 هـ – 1990 م التحقيق محيي الدين مستو الوصف مراجعات (0) المراجعات لا توجد مراجعات بعد. كن أول من يقيم "لوامع الأنوار شرح كتاب الأذكار للنووي – دار ابن كثير"
وأذكرُ جميعَ ما أذكرُه مُوَضَّحَاً بحيث يسهلُ فهمه على العوام والمتفقهين. وقد روينا في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "مَنْ دَعا إلى هُدىً كانَ لَهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلَ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذلك مِنْ أُجُورِهِمْ شَيئاً". فأردت مساعدة أهل الخير بتسهيل طريقه والإِشارة إليه، وإيضاح سلوكه والدلالة عليه، وأذكر في أوَّلِ الكتاب فصولاً مهمة يحتاجُ إليها صاحبُ هذا الكتاب وغيره من المعتنين، وإذا كان في الصحابة مَن ليس مشهوراً عند مَن لا يعتني بالعمل نبَّهتُ عليه فقلت: روينا عن فلان الصحابيّ، لئلا يُشكَّ قي صحبته. وأقتصر في هذا الكتاب على الأحاديث التي في الكتب المشهورة التي هي أصول الإِسلام وهي خمسة: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي. وقد أروي يسيراً من الكتب المشهورة غيرها. كتاب الاذكار للنووي. وأما الأجزاء والمسانيد فلستُ أنقل منها شيئاً إلا في نادر من المواطن، ولا أذكرُ من الأصول المشهورة أيضاً من الضعيف إلا النادر مع بيان ضعفه، وإنما أذكر فيه الصحيح غالباً، فلهذا أرجو أن يكون هذا الكتاب أصلاً معتمداً.
من ثم اعتنى بوضع علامات الترقيم التي خلت منها خلواً تاماً تلك النسخة التي اتخذها أساساً للمراجعة، والتحقيق، وحتى يوطد العلاقة بين القراء وبين الكتاب قام المحقق بتدوين نبذة عن المؤلف وعصره. فقد اعتنى كل من الإمام الهيثمي والشيخاني الألباني والأرناؤوط بتحقيقه وتصحيحه وبتخريج ما جاء فيه من آيات وأحاديث شريعة من مصادرها الشريعة، كما سعوا إلى تذليل ما رأوه صعباً من الألفاظ وذلك بالشرح والتعريف كما وقدموا للكتاب بترجمة للإمام النووي عرضوا فيها لسيرته الذاتية ولحياته العلمية ولمكانته الفكرية ولشيوخه في الحديث والفقه، ولتلاميذه ومسموعاته، وأخلاقه وصفاته ولمناصحته الحكام وأخيراً لوفاته.
قصة نبي الله صالح عليه السلام في البداية يجب ان نعرف ان نبي الله صالح هو واحد من الانبياء الذين بعثهم الله تبارك و تعالى لدعوة الناس الى التوحيد و عبادة الله وحده لا شريك له ، فقد كان اغلب الاقوام في قديم الزمان يعبدون الاصنام و الاوثان ويشركون بالله عز وجل ، ومن الاقوام الذين كانوا يشركون بالله عز وجل ويعصونه قوم ثمود ، وهم القوم الذين ارسل الله لهم نبيه صالح عليه السلام ، وقبيلة ثمود هي قبيلة عربية تسكن في الجزء الذي يقع ما بين الحجاز و تبوك ، وقد كان معروف عنهم حبهم لعبادة الاصنام ، وكانت هذه القبيلة في ضلال كبير.
هلاك قوم صالح ولكن في أحد الأيام اجتمع القوم لمناقشة شأن الناقة ، فاختلفوا حول قتلها أو إبقائها، ولكن البعض رفض قتلها خوفا من العقاب، فقرروا نقلها، ولكن اجتمع تسعة من الرجال، وقتلوا الناقة وبالتالي قتلوا ولد الناقة، فلما وصل الخبر إلى صالح عليه السلام، وقام بتحذيرهم من عذاب شديد من الله بعد ثلاثة أيام من يوم معرفته الخبر، ولكنه استهزئوا بكلام صالح ولم يصدقوه، وكذلك قرروا الانتقام من صالح وقتله. و العذاب قد حل بالتسعة الذين قتلوا الناقة وذلك بإرسال حجارة عليهم، وكان ذلك قبل أن يهلك الله قومهم، وانه في الموعد الذي حدده صالح أي بعد ثلاثة أيام، فكانت وجوهم مسفرة في اول يوم ، وكانت وجوههم محمرة في اليوم الثاني، وأصبحت وجوههم مسودة وفي يوم السبت وهو اليوم الثالث. وعندما جاءت صبيحة يوم الأحد فجلسوا ينتظرون العذاب المقرر لهم، فعند خروج الشمس جاءت صيحة من السماء ورجفة في الأرض من تحتهم، فهلكوا وكان ذلك عقاب الله لهم على عنادهم على الكفر.
إرسال صالح لثمود [ عدل] جاء قوم ثمود بعد قوم عاد، وتكررت قصة العذاب بشكل مختلف مع ثمود. كانت ثمود قبيلة تعبد الأصنام هي الأخرى، فأرسل الله سيدنا "صالحا" إليهم.. وقال صالح لقومه: (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) نفس الكلمة التي يقولها كل نبي.. لا تتبدل ولا تتغير، كما أن الحق لا يتبدل ولا يتغير. فوجئ الكبار من قوم صالح بما يقوله.. إنه يتهم آلهتهم بأنها بلا قيمة، وهو ينهاهم عن عبادتها ويأمرهم بعبادة الله وحده. وأحدثت دعوته هزة كبيرة في القوم.. وكان صالح معروفا بالحكمة والنقاء والخير. كان قومه يحترمونه قبل أن يوحي الله إليه ويرسله بالدعوة إليهم.. وقال قوم صالح له: قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ تأمل وجهة نظر الكافرين من قوم صالح. إنهم يدلفون إليه من باب شخصي بحت. لقد كان لنا رجاء فيك. كنت مرجوا فينا لعلمك وعقلك وصدقك وحسن تدبيرك، ثم خاب رجاؤنا فيك.. أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا؟! يا للكارثة.. كل شيء يا صالح إلا هذا. ما كنا نتوقع منك أن تعيب آلهتنا التي وجدنا آبائنا عاكفين عليها.. وهكذا يعجب القوم مما يدعوهم إليه.
[٢] وقد حملت قصّة قوم ثمود مع نبيهم صالح -عليه السّلام- والآيات التي تناولت قصتهم عِبراً ودروساً كثيرةً؛ منها: التزام الحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن في مخاطبة الآخرين كما كان جدال وخطاب صالح -عليه السّلام- لقومه، وأنّه بذل كلّ ما بوسعه في دعوة قومه واستعمل وسائل الترغيب والترهيب، كما أنّ على الإنسان إن كان عاقلاً متبصِّراً أن يتّعظ ويعتبر من قصص الأقوام الظالمين وينأون بأنفسهم عن فعل ما فعلوه وتكرار ما عملوه.
[٤] وأيّد الله -تعالى- نبيّه صالحاً كغيره من الأنبياء ورسله -عليهم الصّلاة والسّلام- بمعجزةٍ لتكون دليل صدقه أمام قومه وإثباتاً على صحّة دعوته وأنّه مبعوث ومُرسل من الله تعالى، حيث طلب منه قومه أن يُخرج من صخرة صمّاء ناقةً مع ابنها، تحمل صفاتاً حدّدوها له، فسأل صالح -عليه السلام- الله تعالى ورجاه فاستجاب الله -تعالى- لدعائه وأخرج النّاقة من الصّخرة، ومع تحقّق المعجزة أمام قوم صالح -عليه السّلام- إلّا أنّه لم يؤمن معه من قومه إلّا قلّة قليلة واستكبر وأصرّ على الكفر أكثرهم.