وقد يكون من أسباب وقوعك في الحرام مع إعلان توبتك أنك لا تأخذ بالأسباب اللازمة للبعد منه، وأنك ترعى حول الحمى، ومن رعى حول الحمى أوشك أن يقع فيه. فإطلاق البصر في النساء أو الصور الخليعة، والخلوة بالأجنبيات وعدم التحرز من ذلك من أسباب الوقوع في الحرام. والله جل وعلا حرم ذلك، لأنه وسيلة إلى الحرام، وهو من خطوات الشيطان، وقد قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) [التوبة: 21]. التوبة من الذنب المتكرر. فاصدق مع الله يصدقك الله تعالى. والله أعلم.
ثانيا: ورد الحديث في بعض طرقه ببعض الزيادات الضعيفة ، فمن ذلك رواية ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب) فهذه الزيادة ضعيفة. راجع "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " (615). وكذا رواية ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه ، ومن آذى مسلما كان عليه من الأثم مثل منابت النخل) فهذه الزيادة ضعيفة أيضا. راجع "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" (616). التوبة الصادقة . . كيف تكون؟ | صحيفة الخليج. وكذا رواية ( الموت غنيمة ، والمعصية مصيبة ، والفقر راحة ، والغنى عقوبة ، والعقل هدية من الله ، والجهل ضلالة ، والظلم ندامة ، والطاعة قرة العين ، والبكاء من خشية الله النجاة من النار ، والضحك هلاك البدن ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له). فهذه الزيادة منكرة. راجع "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" (6526). أما رواية ( الندم توبة ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له) فرواية ثابتة. راجع "صحيح الجامع الصغير" (6803). ثالثا: معنى الحديث: أن العبد إذا أذنب ذنبا ثم تاب منه توبة نصوحا وأقلع عنه وندم واستغفر ولم يعد إليه تاب الله عليه ، وعامله معاملة من لم يذنب ، بل وبدل سيئاته حسنات وأحبه وجعله من عباده المتقين ؛ لأنه إنما تاب إلى ربه وأناب لمحبته لله وحرصه على رضاه وخوفه منه ، وتلك صفات المتقين.
ولمعرفة الحديث الحسن وتعريفه ، وأقسامه ، واحتجاج العلماء به انظر السؤال رقم: ( 196606). وراجع للفائدة إجابة السؤال رقم: ( 47748) ، والسؤال رقم ( 79163). والله أعلم.
والمذنب عليه أن يرجع إلى الله، ويندم على ذنوبه الماضية، ويعزم أن لا يعود فيها، وبذلك يغفر الله له. وحقيقة التوبة تشمل ثلاثة أمور: الأمر الأول: الندم على الماضي، والحزن على ما مضى من سيئاته: من زنا، أو شرب خمر، أو عقوق، أو ربا، أو أكل مال اليتيم، أو غير هذا من المعاصي، عليه أن يندم على ذلك ندمًا عظيمًا، ويحزن على ما مضى منه. وعليه أن يقلع من هذه الذنوب وعليه أن يتركها ويحذرها. وعليه أمر ثالث: وهو العزم الصادق أن لا يعود. هكذا التوبة تشمل هذه الأمور الثلاثة: أن يندم على الماضي منهاـ مهما كانت عظيمة، حتى الكفر. والأمر الثاني: أن يقلع منها ويحذرها. الكلام على حديث ( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ ) . - الإسلام سؤال وجواب. الأمر الثالث: أن يعزم عزمًا صادقًا أن لا يعود فيها. وهناك شرط رابع عام لجميع الأعمال، وهو النية أن تكون لله وحده، أن يتوب لله وحده؛ لأن الله قال: تُوبُوا إِلَى اللَّهِ [التحريم:8] يقصد وجهه سبحانه رغبة فيما عنده، وحذرًا من عقابه، فهو يندم على ما مضى، ويعزم أن لا يعود، ويقلع منها خوفًا من الله، وتعظيمًا له، وإخلاصًا له ، وهكذا بقية العبادات كلها لا بد فيها أن تكون لله من صلاة وصوم وصدقة، وغير ذلك. ومن تمام التوبة، ومن أسباب بقائها: أن يلزم الأخيار، ويبتعد عن صحبة الأشرار الذين يجرونه إلى المعاصي، فهذا من أسباب بقاء التوبة.
وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو، أنها حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث ولم ينساه بعدها، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، " إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً"، وبذلك تكون قد اتضحت التوبة مودن الذنوب التي يتقبلها الله. [2]
والله أعلم.
حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا ابن المبارك ، عن معمر ، عن يحيى بن المختار ، عن الحسن ، في قوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) قال: إن المؤمنين قوم ذلل ، ذلت منهم والله الأسماع والأبصار والجوارح ، حتى يحسبهم الجاهل مرضى ، وإنهم لأصحاء القلوب ، ولكن دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم ، ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة ، فقالوا: ( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) والله ما حزنهم حزن الدنيا ، ولا تعاظم في أنفسهم ما طلبوا به الجنة ، أبكاهم الخوف من النار ، وإنه من لم يتعز بعزاء الله تقطع نفسه على الدنيا حسرات ، ومن لم ير لله عليه نعمة إلا في مطعم ومشرب ، فقد قل علمه وحضر عذابه. حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن ، قال: ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) قال: سدادا. وعباد الرحمن الذين يمشون english. حدثنا ابن بشار ، قال: ثنا عبد الرحمن ، قال: ثنا محمد بن أبي الوضاح ، عن عبد الكريم ، عن مجاهد ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) قال: سدادا من القول. حدثنا الحسن ، قال: أخبرنا عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد [ ص: 296] ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) حلماء.
أما لو كان حبُّه لمحبوبِه معتدلاً فإنَّه سيُحاذرُ من الكشفِ له عن كلِّ خصوصياتِه خشيةَ أن يضرَّه بها لو تحوَّلَ هذا المحبوبُ بغيضاً يوماً ما. وكذلك هو الشأنُ فيما ينبغي أنْ يكون عليه مستوى العلاقةِ مع البغيض، فلا ينبغي الإفراطُ والمبالغةُ في البُغضِ المستلزمُ عادةً للإيغالِ في الإساءةِ له بظلمِه و شتمِه وغيبتِه، فقد يتَّفقُ أنْ يُصبحَ هذا البغيضُ حبيبَك يوماً ما، وقد تضطرُّك الظروفُ لمعاملتِه يوماً ما، فماذا ستصنعُ إذا كنتَ قد تشدَّدتَ في مصارمتِه وقطيعتِه، لذلك ينبغي أن تجعلَ بينَك وبينَه خطَّ رجعةٍ عسى أنْ يكونَ حبيبَك يوماً ما. إذن فالمرادُ من الهَونِ هو الرفقُ واللينُ والسهولةُ واليُسرُ في التعاطي مع الامور وما يقربُ من هذه المعاني، ويُقابلُه الشدُّ والتشدُّدُ والتطرُّفُ والتعاسُرُ، والرفقُ حسنٌ في كلِّ شأنٍ كما أفاد ذلك الرسولُ الكريمُ (ص) في الصحيحِ عنه: "إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلَى شَيْءٍ إِلَّا زَانَه، ولَا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَه"(12) وسوف يأتي مزيدٌ من التوضيح لذلك إنْ شاء الله تعالى. وعباد الرحمن الذين يمشون ع الارض هونا. ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ / إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ / وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا / فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ (13) خطبة الجمعة - الشيخ محمد صنقور 18 من ربيع الآخر 1437هـ - الموافق 29 يناير 2016م جامع الإمام الصّادق (عليه السّلام) - الدّراز 1- سورة الفرقان / 63-66.
قال تعالى: «وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاما، وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياما وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً (65) إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (66) وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَوامًاً» الآيات 63، إلى 67 من سورة الفرقان. تقول الدكتورة عايدة أحمد مخلص، الأستاذ المساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الاسلامية بالمنصورة: يبين المولي، عز وجل، هنا بعض أوصاف عباده المؤمنين، وبين ما لهم من فاضل الصفات، وكامل الأخلاق، التى لأجلها استحقوا جزيل الثواب من ربهم، وأكرم لأجلها مثواهم، وهى صفات تشرئب إليها أعناق العاملين، وتتطلع إليها نفوس الصالحين، الذين يبتغون المثوبة ونيل النعيم جزاء ما اتصفوا من كريم الخلال، وأتوا به من جليل الأعمال، ومن هذه الصفات: - أنهم يمشون فى سكينة ووقار، لا يضربون بأقدامهم كبرًا، ولا يخفقون بنعالهم أشرًا وبطرًا. وعن ابن عباس: هم المؤمنون الذين يمشون علماء حلماء ذوى وقار وعفة، فهم لا يتكبرون ولا يتجبرون ولا يريدون علوّا فى الأرض.
؟ نقرأ في حديث رائع عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) ، أنه كان يعبر أحد الأزقة يوما ما ، فرأى جماعة من الناس مجتمعين ، فسألهم عن سبب ذلك فقالوا: مجنون شغل الناس بأعمال جنونية مضحكة ، فقال: رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم): أتريدون أن أخبركم من هو المجنون حقا ، فسكتوا وأنصتوا بكل وجودهم فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم): " المتبختر في مشيه ،الناظر في عطفيه ، المحرك جنبيه بمنكبيه ، الذي لا يرجى خيره ولا يؤمن شره ،فذلك المجنون ، وهذا مبتلى! ". التفريغ النصي - تفسير سورة الفرقان [61 - 63] - للشيخ أحمد حطيبة. الحلم والصبر الصفة الثانية ل " عباد الرحمن " الحلم والصبر ، كما يقول القرآن في مواصلته هذه الآية وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. السلام الذي هو علامة اللامبالاة المقترنة بالعظمة ، وليس الناشئ عن الضعف. السلام دليل عدم المقابلة بالمثل حيال الجهلة الحمقى ، سلام الوداع لأقوالهم غير المتروية ، ليس سلام التحية الذي هو علامة المحبة ورابطة الصداقة. والخلاصة ، أنه السلام الذي هو علامة الحلم والصبر والعظمة. نعم ، المظهر الآخر من مظاهر عظمتهم الروحية ، هو التحمل وسعة الصدر اللذين بدونهما سوف لا يطوي أي إنسان طريق " العبودية لله " الصعب الممتلئ بالعقبات ، خصوصا في المجتمعات التي يكثر فيها الفاسدون و " مفسدون " وجهلة.