وقد يقال ألم يكن هناك شفعاء من الملائكة والأنبياء والعلماء والشهداء يشفعون؟ والجواب هو في قوله تعالى {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} أي لم تكن لهم شفاعة لأنهم ملاحدة مجرمون. وقوله تعالى {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ} أي فما لهؤلاء المشركين المكذبين بالبعث والجزاء عن التذكرة التي يذكرون بها في آيات هذه السورة وغيرها معرضين إنه أمر عجيب أي شيء يجعلهم يعرضون عنها هاربين منها فارين {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ} وحشية {مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} أي فرت هاربة أشد الهرب من أسد من أسود الصحراء الطاغية إن فرارهم من هذه الدعوة وإعراضهم عنها ليس عن قصور في أدلتها وضعف في حجتها بل يريد كل واحد منهم أن يؤتى كتاباً من الله يأمره فيه بالإيمان واتباع محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهذا هو العناد والمكابرة وصاحبهما غير مستعد للإيمان بحال من الأحوال. ص472 - كتاب أيسر التفاسير للجزائري - - المكتبة الشاملة. وهذه الآية كقوله تعالى: {حَتَّى١ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَقْرَأُهُ} هذا معنى قوله تعالى {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفاً مُنَشَّرَةً}. وقوله تعالى {كَلَّا بَلْ لا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ} أي ليس الأمر كما يقولون ويدعون بل إن علة إعراضهم الحقيقية هي عدم خوفهم من عذاب الله يوم القيامة.
كما يطلقون عليه لقب السيد وينادوا بإسمه "يا سيدي فلان، ومع هذا لم يجرؤ أحد أن يواجهها ويقول لهم ألا تدعوا السيد لقول الله عز وجل: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً}. وأيضاً يقرأون الآية بسم الله الرحمن الرحيم {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، ويسمعها من يسمعها، ولا يطرأ على بالهم أن الآية تشير إلى كفر من لم يحكم بكلام الله تعالى وما أنزل، وأن أغلب المسلمين يقعون في هذا الكفر، حيث أنهم تركوا حكم الشريعة الإسلامية واعتمدوا على حكم القوانين المنقولة عن قوانين شرقية وغربية، وهكذا كان يقرأون القرآن على الأموات والأحياء ولا ترى أثره في الحياة. ومع حدوث اليقظة الإسلامية في هذه الأيام فقد توجب على العلماء والفقهاء وضع تفسير ميسر وسهل يتاح لجميع الفئات الثقافية لأنه يجمع بين المعنى المقصود وراء كلام الله، مع الألفاظ التي يستطيع أن يفهمها المسلم اليوم. من مؤلف كتاب ايسر التفاسير. كما يتبين فيه العقائد السلفية المنجية، وكذلك الأحكام الفقهية الأساسية، مما يساعد على زرع التقوى في النفوس، وحب الفضائل وبغض الرذيلة، وكذلك الحث على المواظبة بأداء الفرائض، والتجمل بالأخلاق القرآنية الحميدة، والتعلم من الآداب الربانية.
وقد عزم " أبو بكر الجزائري" على القيام بتأليف كتاب أيسر التفاسير على عدة مرات خلال سنوات، بعد أن طالبه الكثيرين من مُستمعي دروسه في تفسير القرآن الكريم في المسجد النبوي الشريف، أنه إذا وضع تفسير القرآن الكريم للمسلمين، ذات عبارات سهلة، وقريبة يساعد بها على فهم كلام المولى عز وجل. وكان الجزائري يعد مطالبينه أحياناً ويتهرب منهم أحياناً أخرى، حتى أتم ختم التفسير ثلاثة مرات وأوشك على الرابعة، ولكنه كان بين الخوف والرجاء إلى أن شاء الله عز وجل أن يجالس في أواخر شهر محرم عام 1406 هـ، مع فضيلة الدكتور "عبد الله بن صالح العبيد" فقد كان رئيس الجامعة الإسلامية وقتها ويقول له: "لو أنك وضعت تفسيراً للقرآن على نمط الجلالين بل ويحل محله في التدريس في المعاهد، على أن يلتزم فيه بالعقيدة السلفية التي يفتقد لها "تفسير الجلالين" الذي تسبب بضرر كبير بقدر ما نفع، وصادف هذا ما كان في نفس الجزائري، لهذا أجابه بأن سأفعل بإذن الله تعالى. وبهذا الوعد استعان "ابو بكر الجزائري" بالله العلي العظيم، وبدأ في أوائل شهر رجب عام 1406 هجرياً بتأليف أول مجلد من كتاب أيسر التفاسير والذي يضم تفسير ثلث القرآن الكريم، ثم في أول شهر رمضان كان قد تم طباعة المجلد الأول بفضل الله، ثم واصل التأليف، حتة ينتفع به كل أمة الإسلام، حتى يعين كل من يقرأه بهدف معرفة مراد الله تعالى من كل آية.
كما تمييز الكتاب بإخلائه من المسائل النحوية والبلاغية وكذلك الشواهد العربية، وأيضاً عدم التعرض للقراءات إلا نادرًا، في حالة ما كان معنى الآية يتوقف على هذا، وكذلك اقتصر على الأحاديث الصحيح. كما جعل مؤلف الكتاب عبارة عن دروس منظمة ومنسقة، فقد قسم كل درس يحتوي على شرح وتفسير، وتوضيح معاني الكلمات لعدد من الآيات القرآنية قد تكون آية واحدة أو إثنين أو الأكثر من هذا، واستخدم قراءة حفص في تشكيل الآيات، وبِخط المصحف. من هو مؤلف ايسر التفاسير – صله نيوز. سبب تأليف كتاب أيسر التفاسير: قد أوضح" الجزائري" في مقدمة كتابه أيسر التفاسير أن هذا الكتاب يعتبر تفسير موجز للقرآن الكريم، وأنه قد راعى فيه عن تأليفه احتياج المسلمين اليوم إلى فهم وتفسير كلام المولى عز وجل، الذي يمثل مصدر الشريعة، وكذلك هو السبيل لهداية كل مسلم وعاصمُه من الأهواء النفس، وهو شفاؤه من كل سقم. كما راعىٰ "الجزائري" في كتابه أيضاً رغبة كل مسلم في دراسة وفهم كتاب الله الكريم، والعمل به. ولم تكن هذه الرغبة لدى المسلمين منذ البداية، حيث أن القرآن كان يقرأ على الأموات من دون الأحياء كما يُعتبر تفسيره على أنها خطيئة من الخطايا بل وذنباً أيضاً. حيث انتشر بين المسلمين أن تفسير القرآن الكريم "صوابه خطأ وخطأه كفر، ولهذا القارئ يقرأ الآية بسم الله الرحمن الرحيم { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً}، عندما يكون الناس عند ضريح الولي المدفون في المسجد.
وجاء نظيره في قصة قوم لوط في سورة هود ( 82): { وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود} وفي سورة الحجر ( 74): فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل فتعين أن تكون الحجارة التي أرسلت على أصحاب الفيل من جنس الحجارة التي أمطرت على قوم لوط ، أي ليست حجراً صخرياً ولكنها طين متحجر دلالة على أنها مخلوقة لعذابهم. قال ابن عباس: كانَ الحجر إذا وقع على أحدهم نفط جلده فكان ذلك أول الجُدري. وقال عكرمة: إذا أصاب أحدَهم حجر منها خرج به الجدري. وقد قيل: إن الجدري لم يكن معروفاً في مكة قبل ذلك. وروي أن الحجر كان قدر الحِمَّص. سورة الفيل - ويكيبيديا. روى أبو نعيم عن نوفل بن أبي معاوية الديلمي قال: رأيت الحصَى التي رمي بها أصحاب الفيل حصى مثل الحمص حمراً بحُتْمَة ( أي سواد) كأنها جِزع ظَفَارِ. وعن ابن عباس: أنه رأى من هذه الحجارة عند أم هاني نحو قفيز مخططة بحُمرة بالجزع الظَّفاري.
فجاء عبد المطلب وجلس إليه فعرف غرضه وهدفه وأنه يريد هدم الكعبة حتى لا تحج ولا يجتمع عليها العرب ويحجون بيت القليس في صنعاء، فما كان من عبد المطلب إلا أن قال له: أنا أدعوك أن ترد علي إبلي، وأما البيت فله رب يحميه. أي: هو الذي يحميه. فتعجب أبرهة وقال: ما كنت أظن أنك بهذا الهبوط والسقوط وأنت زعيم ورئيس مكة، وتطلب رد الإبل فقط وتترك بيت شرفك وشرف أجدادك وآبائك يحطم؟! قال: نعم. إن للبيت رباً يحميه، أما أنا فأطالب بإبلي فقط، فرد عليه الإبل. إذاً: وما كان من عبد المطلب الحكيم إلا أن أمر سكان مكة أن يأخذوا نساءهم وأطفالهم وأموالهم وينزلوا على قمم جبال مكة خشية المعرة؛ لأن الجيش الغازي عندما يدخل قد يفعل بهم الفواحش والمناكير. فقال لهم: من الخير أن تتركوا البلاد لهذا الطاغية وتصعدوا قمم الجبال؛ ليفعل ما يريد. فقد كان عبد المطلب حكيماً؛ وفعل ذلك خشية المعرة؛ لأن الجيش الغازي عندما يدخل غالباً ما يهتك أعراض النساء. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الفيل - الآية 4. وزحف الجيش، فلما وصل إلى وادي محسر -ما بين مزدلفة ومنى- مسافة قدر رمية حجر من شخص قوي.. في عرض الوادي، لما توسط الجيش الغازي وادي محسر وإذا بالنفاثات الربانية يشاهدونها وهم على جبال مكة تخرج من البحر، فرقة بعد أخرى، يحمل كل طائر ثلاثة قذائف؛ اثنتان بمخلبيه؛ في كل مخلب واحدة، والثالثة بمنقاره، حجمها ما بين الحمصة والعدسة وهي المذكورة في قوله تعالى: طَيْرًا أَبَابِيلَ [الفيل:3].
دلالة هذا الحادث والعبر المستفادة من التذكير به [ عدل] وأول ما توحي به السورة أن الله سبحانه وتعالى لم يرد أن يكل حماية بيته إلى المشركين ، ولو أنهم يعتزون بهذا البيت ، ويحمونه ويحتمون به. فلما أراد أن يصونه ويحرسه ويعلن حمايته له وغيرته عليه ترك المشركين يهزمون أمام القوة المعتدية. وتدخلت القدرة الإلهية لتدفع عن بيت الله الحرام ، حتى لا تتكون للمشركين يد على بيته ولا سابقة في حمايته، بحميتهم الجاهلية. ولقد كان من مقتضى هذا التدخل من القدرة الإلهية لحماية البيت الحرام أن تبادر قريش ويبادر العرب إلى الدخول في دين الله حينما جاءهم به الرسول – صلى الله عليه وسلم - وألا يكون اعتزازهم بالبيت وسدانته وما صاغوا حوله من وثنية هو المانع لهم من دين الإسلام. ترميهم بحجارة من سجل الزوار. كذلك توحي دلالة هذا الحادث بأن الله لم يقدر لأهل الكتاب - أبرهة وجنوده - أن يحطموا البيت الحرام أو يسيطروا على الأرض المقدسة. حتى والشرك يدنسه. والمشركين هم سدنته. ليبقي هذا البيت عتيقاً من سلطان المتسلطين، مصوناً من كيد الكائدين. وليحفظ لهذه الأرض حريتها حتى تنبت فيها العقيدة الجديدة حرة طليقة، لايهيمن عليها سلطان، ولا يطغى فيها طاغية، ولا يهيمن على الأديان وعلى العباد ويقود البشرية ولا يقاد.
فجعلهم كعصف مأكول " فجعلهم به محطمين كأوراق الزرع اليابسة التي أكلتها البهائم ثم رمت بها