قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾. [1] العجب ممن يحذر الموت ، ويحيد عنه وتحاشاه، ويظن أنه بمنأى عنه! فلا يتوب ولا ينيب، ولا يرجع عن غيه! وهو في قبضة الله تعالى، ليس له منه مفر. وأين من الله المفر؟ إذا خفت من الله ففر إليه، فليس لك ملجأ ولا منجى منه إلا إليه. ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾. منتديات ستار تايمز. [2] [1] سورة الْبَقَرَةِ: الآية/ 19. [2] سورة الذاريات: الآية/ 50.
(وَأَبْصارِهِمْ) الواو عاطفة. أبصارهم اسم معطوف. (إِنَّ) حرف مشبه بالفعل. (اللَّهُ) لفظ الجلالة اسمها منصوب. (عَلى كُلِّ) متعلقان باسم الفاعل المؤخر قدير. (شَيْءٍ) مضاف إليه. (قَدِيرٌ) خبر مرفوع بالضمة. وجملة: (لذهب) جواب شرط غير جازم لا محل لها. وجملة: (إن اللّه) كذلك لا محل لها لأنها جملة تعليلية.. إعراب الآيات (21- 22): {يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشًا وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)}. يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت اعراب جمع. (أنداد) جمع ند وهو المثل. "يا" حرف نداء. "أي" منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب على النداء. و"ها" حرف تنبيه. (النَّاسُ) بدل من أي مرفوع على اللفظ. (اعْبُدُوا) فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة والواو فاعل. (رَبَّكُمُ) مفعول به والكاف في محل جر بالإضافة. (الَّذِي) اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة. (خَلَقَكُمْ) خلق فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره هو، والكاف مفعول به والميم لجمع الذكور.
وقال أبو زيد: الصاعقة نار تسقط من السماء في رعد شديد. وحكى الخليل عن قوم: الساعقة ( بالسين). وقال أبو بكر النقاش: يقال صاعقة وصعقة وصاقعة بمعنى واحد. وقرأ الحسن: " من الصواقع " ( بتقديم القاف) ، ومنه قول أبي النجم: يحكون بالمصقولة القواطع تشقق البرق عن الصواقع قال النحاس: وهي لغة تميم وبعض بني ربيعة. ويقال: صعقتهم السماء إذا ألقت عليهم الصاعقة. والصاعقة أيضا صيحة العذاب ، قال الله عز وجل: فأخذتهم صاعقة العذاب الهون ويقال: صعق الرجل صعقة وتصعاقا ، أي غشي عليه ، ومنه قوله تعالى: وخر موسى صعقا فأصعقه غيره. قال ابن مقبل: ترى النعرات الزرق تحت لبانه أحاد ومثنى أصعقتها صواهله وقوله تعالى: فصعق من في السماوات ومن في الأرض أي مات. اعراب.يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت - إسألنا. وشبه الله تعالى في هذه الآية أحوال المنافقين بما في الصيب من الظلمات والرعد والبرق والصواعق. فالظلمات مثل لما يعتقدونه من الكفر ، والرعد والبرق مثل لما يخوفون به. وقيل: مثل الله تعالى القرآن بالصيب لما فيه من الإشكال عليهم ، والعمى هو الظلمات ، وما فيه من الوعيد والزجر هو الرعد ، وما فيه من النور والحجج الباهرة التي تكاد أحيانا أن تبهرهم هو البرق. والصواعق مثل لما في القرآن من الدعاء إلى القتال في العاجل والوعيد في الآجل.
(فَاتَّقُوا) الفاء رابطة لجواب الشرط، اتقوا فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة، والواو فاعل. (النَّارَ) مفعول به منصوب. (الَّتِي) اسم موصول في محل نصب صفة. (وَقُودُهَا) مبتدأ والهاء في محل جر بالإضافة. (النَّاسُ) خبر. (وَالْحِجارَةُ) اسم معطوف على الناس. (أُعِدَّتْ) فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي. (لِلْكافِرِينَ) متعلقان بالفعل أعدت. والجملة في محل نصب حال من النار، وقيل مستأنفة.. إعراب الآية (25): {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهًا وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (25)}. (وَبَشِّرِ) الواو عاطفة، بشر فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر منعا لالتقاء الساكنين، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت. (الَّذِينَ) اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. (آمَنُوا) فعل ماض، والواو فاعل. يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت اعراب المثنى. (وَعَمِلُوا) فعل ماض وفاعل. (الصَّالِحاتِ) مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.
وقال مجاهد: يجمعهم فيعذبهم. وقيلك مهلكهم، دليله قوله تعالى ﴿ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ ﴾ [يوسف: 66] أي تهلكوا جميعًا. اهـ [5] [1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق ( 1/ 65). [2] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبد الرحمن بن ناصر السعدي- الناشر: مؤسسة الرسالة( 1 / 44). [3] تفسير العلامة محمد العثيمين -مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين (3 / 36). ص28 - كتاب المئوية في إعراب القرآن الكريم - أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين - المكتبة الشاملة. [4] تفسير العلامة محمد العثيمين -مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين (3 / 37). [5] معالم التنزيل للبغوي- الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (1 / 70).
وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (( فأفضلها قول: لا إله إلا الله))، وفي لفظ آخرَ عند أحمد: ( ( أرفعها وأعلاها قول: لا إله إلا الله)) [3] ، وهي لا تكون أعلى الشُّعَب وأرفعها إلاَّ إذا أقرَّ بها بإخلاصٍ وصِدقٍ ويقين، قد اطمأنَّ قلبُه بها وأَنِستْ نفسُه إليها. وهذه الكلمة هي كلمة التوحيد، وأعلى خصال الإيمان ، بها عُلو الإيمان وأهله؛ ولهذا حينما يقَاتلُ الكفارَ لتكونَ كلمة الله هي العُليا يدْعو إلى الكلمة العليا وهي ( لا إله إلا الله)، ولذا لا يكون مقاتلاً لأجْل أن تكونَ كلمة الله هي العليا؛ حتى يُخْلِص في قوله لهذه الكلمة. فالمراد بـ ( قول: لا إله إلا الله)؛ أي: القول المواطئ للقلب، وما أكثر مَن يتلفَّظ بها اليوم، لكنَّه لا يعمل بمقتضاها! والناس حيال هذه الكلمة متفاوتون ؛ فمنهم مَن ينطق بها وهو زنديقٌ؛ كالمنافقين في عهْد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم. ومنهم مَن ينطق بها وهو صِدِّيقٌ، وهذا هو الذي جاءت الأخبار بالثناء على قائلها بأن يكون صادقًا ومُخلصًا في قوله بها. ومنهم مَن ينطق بها وهو بَيْنَ بَيْنَ؛ أي: يقولها قولاً، لكنَّها لا تحجزه عن المعاصي، ولا تحمله على الصبر والرضا والشكر، ومقامات الإيمان العُليا؛ لأنَّ الكلمة وإنْ قالها بلسانه - وهي عُليا وفُضْلى - لكنَّه لم يعلو قلبُه بها، فلم تزكُ نفسُه، ولم يزكُ عملُه.
الكتاب: شعب الإيمان المؤلف: أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (٣٨٤ - ٤٥٨ هـ) حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه: د عبد العلي عبد الحميد حامد أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، صاحب الدار السلفية ببومباي - الهند الناشر: مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند الطبعة: الأولى، ١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م عدد الأجزاء: ١٤ (الأخير فهارس) [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]