جبل أحد به من التجويفات الطبيعية ما يسمى بالمهاريس الحابسة لماء الأمطار في منظر ساحر يعكس السماء على وجه مائه الصافي, وبه من النباتات ما نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن حشها إلا يوماً بيوم وقال بأكل بعض منها ولو من عضاهه -الأمر الذي كان يدفع امرأة أنس بن مالك رضي الله عنهما لإرسال صبيانها إلى أحد لجمع بعض حشائشه وعضاه- هو جبل عظيم شرّفه الله تعالى بأن تجري أحداث ملحمةٍ من أعظم الملاحم الإسلامية بسفحه حاملةً اسمه وجاريةً عليه دماء شهدائها. ولتزداد لحظة التأمل هذه عمقاً وتتدفق روحانيةً وإيماناً, فلا بد من التوقف عند معركة أُحد, يومٌ هو من أشد الأيام على المسلمين عانى بعده نبينا الكريم شهراً إثر سقوطه -صلى الله عليه وسلم- في الحفرة «الزبية» التي حفرها لدابته المشركون وغطوها بالقش فأصيب بجرح في شفته السفلى وكُسرت رباعيته من ضربة عتبة, وشَج وجهه الشريف كلٌ من ابن قمئة وابن شهاب, واستشهد عمه وأخوه من الرضاعة حمزة بن عبدالمطلب رضوان ربي عليه, وسبق الصحابة إلى الجنة سبعون منهم في ذلك اليوم العظيم. ومما أوجع قلبي على حالي وأرجف روحي على صدق يقيني, ذلك الإيمان القوي الذي حمله المسلمون الأوائل في دواخلهم, فلقد كان أحدهم يشتري ضربة السيف وطعنة الرمح بروحه ويُجري المدامع حسرة على الجهاد إن حُبس عنه ومُنع.
[باب أحد جبل يحبنا ونحبه] الباب الثالث والتسعون: باب أحد جبل يحبنا ونحبه. أي: باب إثبات أن جبل أحد يحبنا ونحبه. جاء في حديث أبي حميد الساعدي أنه قال: [ (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك - وساق الحديث وفيه- ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إني مسرع فمن شاء منكم فليسرع معي، ومن شاء فليمكث، فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة فقال: هذه طابة -أو طيبة، أو طِيبة وهي المدينة- وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه)]. وفي رواية: (إن أحداً جبلٌ يحبنا ونحبه) ، والسبب لا يعلمه إلا الله عز وجل. وبعض أهل العلم يتأول هذا الحديث فيقول: يحبنا أهل الجبل من الإنس والجن والملائكة، لكن هذا تأويل، ولا يمنع إجراء هذا الحديث على ظاهره، وأن الله تعالى يرزق هذا الجبل الأصم تمييزاً يحب به ويبغض، كما أنطق الله عز وجل الجمادات والأحجار والمياه والحيوانات والطيور للنبي عليه الصلاة والسلام. وهذا الحديث من معجزاته الكثيرة عليه الصلاة والسلام، فإن الله ميز بعض الجمادات وأعطاها تمييزاً لتبكي وليعز عليها فراق النبي عليه الصلاة والسلام، أو لتستجيب لأمره عليه الصلاة والسلام، أو تنتهي بنهيه عليه الصلاة والسلام، فلا مانع أن يرزق الله تعالى ذاك الجبل تمييزاً يحب به ويبغض، فأحب النبي عليه الصلاة والسلام، وأحب أصحابه، وأحب المسلمين الموحدين جميعاً؛ لأن قوله: (إن أحداً جبل يحبنا ونحبه) (يحبنا) أي: نحن المسلمين، وقيل: الصحابة.
فالحاصل أنه لا يجوز الاعتماد على الصورة الموجودة في الرابط لما فيها من حذف واختصار ، ومن أراد النظر إلى صورة فضائية لسلسلة جبال أحد فليبحث عبر البرامج المتخصصة في ذلك ، وليحكم بنفسه ، وسيصل إلى النتيجة التي وصلنا إليها إن شاء الله تعالى، وقد سبق في موقعنا التحذير من القصص الكثيرة عما يسمى بـ " معجزات الطبيعة " ، وبيان خطأ سلوك الناس هذه المسالك التي لا تعتمد على برهان شرعي ولا عقلي. انظر جواب السؤال رقم: ( 102056). والله أعلم.
ورد في كتاب الصحيحين، الحديث "مَن فَاتَتْهُ صلاة العصر، فكأنما وُتِرَ أهلَهُ ومالَهُ". يحذر للمسلم من تفويت وترك صلاة العصر عمدًا. مثل ما يحذر تمامًا من إصابته في أهله وأمواله حين يجتمع عليه غم مصيبة الفقد ومصيبة طلب الثأر عن هذا الفقد. كما ورد فيه حديث "مَن فاتَتْهُ صلاة العصر فقد حَبِطَ عملُهُ". والذي يؤكد على أهمية إقامة المسلم لصلاة العصر في وقتها حتى لا يخسر أجر الأعمال الصالحة التي يقوم بها. قضاء الصلاة الفائتة إذا دخل وقت الأخرى - ملتقى أهل العلم. عن ابن تيمية، أكد أن تأخير الصلاة لا يجوز شرعًا ولو كان السبب هو الجهاد والقتال. ولكن أبي حنيفة أجاز الجهاد والانشغال في القتال من ثم قضاء الصلاة. إذًا إن تفويت الصلاة بدون عذر شرعي، من الأمور التي يأثم عليها المسلم. والتي تتطلب القضاء والتوبة من فعل كبيرة تأخير وتفويت الصلاة. وذلك بالندم والاستغفار والعزم على عدم تكرار الأمر. شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بعد الغسل بدون وضوء؟ قضاء الصلاة الفائتة تحث آيات سورة النساء، بالتحديد رقم 103، على كون الصلاة فرض على المسلمين في أوقات محددة يوميًا، ومن هذا التفسير فإن المرء يأثم في حالة ترك الصلاة بدون عذر، وفيما يلي نسرد أحكام قضاء الصلاة الفائتة: أوصى النبي محمد بضرورة قضاء الصلاة الفائتة قبل الصلاة التي تليها.
أما عن الاختلاف فقد أتى فقط في توقيت تأدية الصلاة أو ما إذا اشترط الترتيب في القضاء أم لا، ولكي نكون أكثر بساطة في العرض فقد أجمع جمهور أهل العلم من المالكية والحنابلة والحنفية إلى وجود الترتيب، بمعنى أن تقام الصلاة بترتيبها الذي شرعه الله حتى في حالة النسيان ودخول وقت الصلاة التالية. استدل الأئمة بحديث رسول الله الذي أشار فيه عن موقف يوم غزوة الخندق اضطر فيه الرسول وأصحابه إلى قضاء الصلاة، حيث قال الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: " حُبِسْنَا يومَ الخندقِ حتى ذهب هَوى من الليل حتى كفينَا وذلكَ قولُ اللهَ عز وجلَ: {وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِينَ القِتَالَ} فدعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بلالا فأمرهُ فأقام الظهرَ وأحسنَ كما يصلي في وقتها، ثم أقامَ العصرَ فصلاها كذلكَ، ثم أقامَ المغربَ فصلاها كذلكَ، ثم أقامَ العشاءَ فصلاها كذلكَ" [روي ذلك الحديث على لسان أبو السعيد الخدري عن مصدر المجموع بحكم صحيح]. من هنا استدل الأئمة على أن في حالة قضاء الصلاة، فلا بد أن تقضى بترتيبها الذي شرعة الله تعالى. على الجانب الآخر فقد أقرت الشافعية وبعض الفقهاء بأن الأصل في الترتيب هو أن تؤدى كل صلاة في أوقاتها التي حددت لها، ففي حالة ما فات زمانها لم يعد الترتيب واجبًا ويمكن تأدية الصلاة الواجبة في وقتها ومن ثم قضاء الصلاة الفائتة.
أما لو أدرك مَن فاتَتْهُ صلاة العصر جماعةَ المغرب: فإنه يصلي معهمُ المغرب أولًا، ثم يصلي العصر بعدَهُ؛ فقد سُئِلَ شيخُ الإسلام عن رجل فاتَتْهُ صلاة العصر، فجاء إلى المسجد، فوجد المغرب قد أقيمت، فهل يصلي الفائتة قبل المغرب أو لا؟ فأجاب: الحمد لله رب العالمين، بل يصلي المغرب مع الإمام ثم يصلي العصر باتفاق الأئمة ولكن هل يعيد المغرب؟ فيه قولان. أحدهما: يعيد وهو قول ابن عمر ومالك وأبي حنيفة، وأحمد في المشهور عنه. والثاني: لا يعيد المغرب وهو قول ابن عباس وقول الشافعي والقول الآخر في مذهب أحمد. والثاني أصح فإن الله لم يوجب على العبد أن يصلي الصلاة مرتين إذا اتقى الله ما استطاع والله أعلم". واعلم أن مَن أَخَّرَ الصلاة عن وقتها من غير نَوْم ولا نِسْيان - فقد أتى كبيرة من أعظم الكبائر؛ وذلك لأن فِعْل الصلاة في وقتها فَرْضٌ من أوكد فرائض الصلاة، وقد جاء النهيُ الشرعيُّ عن تأخير الصلاة عن وقتها وبالأخصِّ صلاةُ العصر: - ففي الصحيحَيْنِ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن فَاتَتْهُ صلاة العصر، فكأنما وُتِرَ أهلَهُ ومالَهُ". - وفيهما أيضاً قال صلى الله عليه وسلم: "مَن فاتَتْهُ صلاة العصر فقد حَبِطَ عملُهُ".