وقوله تعالى: { إنه كان لا يؤمن باللّه العظيم. ولا يحض على طعام المسكين} أي لا يقوم بحق اللّه عليه من طاعته وعبادته، ولا ينفع خلقه ويؤدي حقهم، فإن للّه على العباد أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئاً، وللعباد بعضهم على بعض حق الإحسان والمعاونة على البر والتقوى، ولهذا أمر اللّه بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وقبض النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو يقول: (الصلاة، وما ملكت أيمانكم)، وقوله تعالى: { فليس له اليوم ههنا حميم. ولا طعام إلا من غسلين. لايأكله إلا الخاطئون} أي ليس له اليوم من ينقذه من عذاب اللّه تعالى، لا { حميم} وهو القريب، ولا { شفيع} يطاع، ولا طعام له ههنا { إلا من غسلين} قال قتادة: هو شر طعام أهل النار، وقال الضحّاك: هو شجرة في جهنم، وقال ابن عباس: ما أدري ما الغسلين؟ ولكني أظنه الزقوم ""أخرجه ابن أبي حاتم""، وقال عكرمة عنه: الغسلين: الدم والماء يسيل من لحومهم، وعنه الغسلين صديد أهل النار. تفسير الجلالين { ولا يحض على طعام المسكين}. في قوله تعالى"وَلَا يَحُضُ على طَعَامِ المِسكين" معنى يحض - الفجر للحلول. تفسير الطبري الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { وَلَا يَحُضّ عَلَى طَعَام الْمِسْكِين} يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ هَذَا الشَّقِيّ الَّذِي أُوتِيَ كِتَابه بِشِمَالِهِ: إِنَّهُ كَانَ فِي الدُّنْيَا لَا يَحُضّ النَّاس عَلَى إِطْعَام أَهْل الْمَسْكَنَة وَالْحَاجَة.
(9) {كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما} أي ألا فارتدعوا أيها الماديون الذين تقيسون الأمور كلها بمقاييس المادة فالله جل جلاله يوسع الرزق اختبارا للعبد هل يشكر نعم الله عليه فيذكرها ويشكرها بالإِيمان والطاعة ويضيّق الرزق امتحانا هل يصبر العبد لقضاء ربه أو يجزع. وإنما أنتم أيها الماديون ترون أن في التوسعة اكراما وفي التضييق إهانة كلا ليس الأمر كذلك، ونظريتكم المادية هذه أتتكم من حبّكم الدنيا واغتراركم بها ويشهد بذلك إهانتكم لليتامى وعدم إكرامكم لهم لضعفهم وعجزهم أمامكم، وعدم الاستفادة المادية منهم. وشاهد آخر أنكم لا تحضون أنفسكم ولا غيركم على إطعام المساكين وهم جياع أمامكم، وآخر أنكم تأكلون التراث أي الميراث أكلا لما شديدا تجمعون مال الورثة من الأطفال والنساء إلى أموالكم. وتحرمون الضعيفين الأطفال والنساء. وآخر وتحبون المال حبا جما أي قويا شديدا. تفسير قوله تعالى: ولا يحض على طعام المسكين. كلا ألا ارتدعوا واخرجوا من دائرة هذه النظرية المادية قبل حلول العذاب، ونزول ما تكرهون. فآمنوا بالله ورسوله. (10) المصادر البحر المديد: 6/402 البحر المحيط: 10/343 تفسير الخازن: 6/155 التحرير والتنوير: 29/128 أضواء البيان: 8/261 اللباب في علوم الكتاب: 15/446 المحرر الوجيز: 6/412 النكت والعيون: 4/461 سلسلة التفسير لمصطفى العدوي أيسر التفاسير للجزائري: 4/397 جمع وترتيب د/ خالد سعد النجار الكلمات الدلالية لهذا الموضوع ضوابط المشاركة لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة لا تستطيع الرد على المواضيع لا تستطيع إرفاق ملفات لا تستطيع تعديل مشاركاتك قوانين المنتدى
أما الرياء والمرائي فيعمل هذا من أجل أن يشكر، أو من أجل ألا يذم.. يغض الطرف عن الله بالمرة؛ إذ من الناس من يتصدق حتى لا يقال: فلان بخيل.. هو ما تصدق لوجه الله بل من أجل ألا يقال: إنه بخيل. إذاً: يا عبد الله! يا أمة الله! لما تريد العمل لا تنظر إلا إلى الله، مولاك طلب منك، أمرك أن تفعل والجزاء عليه ومن عنده، وإن عرض عارض وأثني عليك وشكرت -كما يقولون- وحصل لك فرح في نفسك، فهذا من فضل الله تعالى، وليس عليك شيء. تفسير قوله تعالى: (ويمنعون الماعون) قال تعالى: وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ [الماعون:7] الآن الماعون كالسيارات! تقول له: يا عبد الله! من فضلك أريد السيارة أمشي بها إلى جدة فيأبى. حتى النار تقول له: أعطني قبس النار -وهي ليست هينة.. ليس كل واحد يملك الكبريت- فيرفض ويعتذر. جاءك ضيف وليس عندك فراش فتقول للزوجة: اطلبي فلانة تعطيك السجادة نجلس عليها.. هذه هي المواعين، ويتعاون بها المؤمنون فيما بينهم. أما المنافقون فتسأله.. تقرع الباب فيقول لك: والله مع الأسف ما عندنا، انكسرت.. يتلذذ بحرمانك، لا سطل ولا قدوم ولا منجل ولا مسحاة ولا ولا ولا.. حتى الحمار.. تقول له: أريد أن أركب عليه للسوق فقط، فيقول لك: الحمار مريض.
فإذا أدبر قال: هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه. قال الله تعالى { فهو في عيشة راضية} أي مرضية قد رضيها { في جنة عالية} في السماء { قطوفها} ثمارها وعناقيدها. { دانية} أدنيت منهم. فيقول لأصحابه: هل تعرفوني؟ فيقولون: قد غمرتك كرامة، من أنت؟ فيقول: أنا فلان بن فلان أبشر كل رجل منكم بمثل هذا. { كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية} أي قدمتم في أيام الدنيا. وإذا كان الرجل رأسا في الشر، يدعو إليه ويأمر به فيكثر تبعه عليه، نودي باسمه واسم أبيه فيتقدم إلى حسابه، فيخرج له كتاب أسود بخط أسود في باطنه الحسنات وفي ظاهره السيئات، فيبدأ بالحسنات فيقرأها ويظن أنه سينجو، فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه (هذه حسناتك وقد ردت عليك) فيسود وجهه ويعلوه الحزن ويقنط من الخير، ثم يقلب كتابه فيقرأ سيئاته فلا يزداد إلا حزنا، ولا يزداد وجهه إلا سوادا، فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه (هذه سيئاتك وقد ضوعفت عليك) أي يضاعف عليه العذاب. ليس المعنى أنه يزاد عليه ما لم يعمل - قال - فيعظم للنار وتزرق عيناه ويسود وجهه، ويكسى سرابيل القطران ويقال له: انطلق إلى أصحابك وأخبرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا؛ ينطلق وهو يقول { يا ليتني لم أوت كتابيه.
13-08-2011, 03:23 AM تاريخ الانضمام: Jul 2010 السُّكنى في: فرنسا التخصص: مهندس إعلامية النوع: ذكر المشاركات: 63 همزة الوصل في مصادر الأفعال الخماسية والسداسية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، استوقفني في كتاب " نحو إتقان الكتابة العلمية باللغة العربية" لمكي الحسني - وهو كتاب قيم في بيان بعض الأخطاء الشائعة في الكتابة بالعربية في عصرنا - ما يلي: اقتباس: الحرف الثاني من مصادر الأفعال الخماسية والسداسية ساكنٌ كما نرى. وهذه الأسماء- المصادر يمكن أن تُحَلَّى بـ (ألْ) وفيها اللام ساكنة أيضاً، فيلتقي ساكنان، نحو اَلْا خْتراع (لأن همزة المصدر تسقط عند الوصل). وبسبب التقاء الساكنين تُكْسَر لام (ألْ) ويلفظ هذا الاسم المُعَرَّف كما يلي: اَلِخْتراع. ص600 - كتاب شرح ابن الناظم على ألفية ابن مالك - فصل في زيادة همزة الوصل - المكتبة الشاملة. فإذا سُبق هذا الاسم بكلمةٍ مّا، سقطت همزة الوصل منه عند وصل تلك الكلمة به، نحو: (قيمة الاختراع)، وتلفظ الكلمتان موصولتين معاً كما يلي: قِيْمَتُلِخْتراع. فهل هذه قاعدة مطلقة وجوبا أم إنه يجوز النطق بهمزة الوصل كما هو متداول على ألسن الناس ؟ وهل هذه القاعدة تختص بالمصادر الخماسية والسداسية فحسب ؟ وهل يدخل إسقاط همزة الوصل في كلمة " الاسم " في قوله "... بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان" - الحجرات - في هذه القاعدة ؟ 13-08-2011, 03:54 AM تاريخ الانضمام: Feb 2011 السُّكنى في: مصر الحبيبة التخصص: لغويات المشاركات: 379 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،، الحمد لله وبعد: نعم هذه قاعدة صحيحة ، وماينطق به العامة اليوم خطأٌ شائع ، كقولهم: الإختراع بهمزة قطع ، وهذا ليس الحقَّ.
↑ عمارة اليمني ، "من استعان بغير الله لم يعن " ، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 9/1/2022. ↑ جميل الزهاوي، "انقضت ظهري الحياة " ، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 9/1/2022. ↑ أحمد شوقي ، "همت الفلك واحتواها الماء " ، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 9/1/2022.
وإن كانَ ثالثُ الفِعْلِ مكسورًا، أو مفتوحًا؛ كانَتْ همزةُ الوَصْلِ مكسورةً؛ نحو: اغْفِرْ ، اصْبِرْ ، اسْتَحْوَذَ ، انطَلِقُوا. قال الصَّفاقسيُّ - -: (فَحَركةُ همزةِ الوَصْلِ في الأفعالِ مبنيَّةٌ علَى حركةِ الحرفِ الثَّالثِ منها -الَّذي هو عينُ الفِعْلِ-؛ فتُضَمُّ إذا انضمَّ، وتُكسَرُ إذا انكسرَ، أو انفتحَ) انتهى.