الحالة الثالثة هي حرب بين دولتين أو أكثر تركيا ليست طرفا فيها ولا تشعر أنها في خطر وشيك بسببها، وهي الأشبه بالحالة القائمة. وهنا، وفق المادة 19 من الاتفاقية، يحق لتركيا منع القطع الحربية من الدول المتحاربة من المرور عبر المضائق، بيد أن ذلك لا يمنع "عودة" السفن إلى موانئها. ستكون تركيا حريصة على التطبيق شبه الحرفي لاتفاقية مونترو، وهو ما يعني -في حال توصيف التطورات بالحرب- منع مرور القطع الحربية عبر المضائق. هذا نظريا، أما عمليا، فيمكن لروسيا دائما أن ترسل قطعها العسكرية البحرية من خارج البحر الأسود إلى داخله من باب أنها "عائدة" لموانئها، وهي على ما يبدو ثغرة في بنود الاتفاقية لصالح روسيا بهذه الحالة. في الخلاصة، بظروف حساسة وبالغة التعقيد مثل الحالية ستكون تركيا أكثر حرصا على التطبيق الدقيق للاتفاقية، بغض النظر عن رأيها في الأحداث وأطراف النزاع، ما لم تكن طرفا أساسيا فيه. مفتاح اتصال أي دولة 0090+90 - مفاتيح الدول رمز اتصال اي دولة في العالم مفتاح. ذلك أن أي ثغرات أو أخطاء في التطبيق سوف تفتح الباب على انتقادات لها وربما مطالبات بتعديل الاتفاقية. وقد حصل ذلك سابقا في محطات وأزمات سابقة، خصوصا من طرف روسيا، وهو أمر قابل للتكرار، وتسعى أنقرة بكل الوسائل لتجنبه؛ ذلك أن الضغط باتجاه تعديل الاتفاقية، من باب تقاعس تركيا عن تنفيذها بدقّة مضافا للتغيرات الجيوسياسية الكبيرة في حوض البحر الأسود منذ توقيعها، يمكن أن يفقد تركيا أوراق قوة كبيرة تمتعت بها واستفادت منها لعقود طويلة فيما يتعلق بالملاحة في البحر الأسود.
حملت حركة التحرير الوطني ال فلسطين ي " فتح "، الحكومة ال إسرائيل ية، "مسؤولية التصعيد وما تضمنه من ارتكاب جرائم حرب ممنهجة ومقصودة"، مؤكدة أن "دماء الشهداء الأبرار في جنين وبيت لحم والخليل وكل مدن وقرى ومخيمات فلسطين الصامدة، لن تزيدنا إلا صموداً على الأرض وإصراراً على دحر إسرائيل، وأن مجرمي الحرب من قادة سياسيين وضباط وجنود إسرائيليين ستجري محاسبتهم طال الزمان أم قصر". وأشارت "فتح" في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة، أن "ادعاءات إسرائيل، بالحرص على التهدئة في شهر رمضان المبارك قد ثبت زيفها، وأنها كعادتها الإجرامية عندما تتحدث عن تهدئة تكون تحضر لعدوان دموي سافر على الشعب الفلسطيني وتعتدي على المدنيين العزل من نساء وأطفال"، مشيرة إلى أن "هذا التصعيد الخطير إذا لم يتوقف فورا فإنه سيقود حتما إلى تدهور شامل للأوضاع". وأضافت أن "الحكومة الإسرائيلية الحالية، والحكومات السابقة، هي المسؤولة عن موجة التصعيد، وتداعياته الخطيرة عبر تجاهلها المتعمد للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة، وإغلاقها كافة النوافذ أمام أي عملية سلام حقيقية تقود إلى حل الدولتين، الحل الذي من شأنه أن يجلب الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم".
فقد بقي الأخيرة رغم كل التطورات في السنين السابقة منطقة هادئة في العموم وعلى صعيد العلاقات والتنافس والتوازن بين روسيا وتركيا على وجه التحديد. ختاما، هذا ما يتعلق بنصوص اتفاقية مونترو للمضائق وخيارات تركيا في تطبيقها، لكن الأخيرة تسعى بالتأكيد إلى تجنب الاضطرار لاتخاذ قرارات صعبة في هذا الصدد، بسبب دقة الموقف وتعقيداته مع كل من روسيا وأوكرانيا وحلف الناتو، فضلا عن الارتدادات المحتملة للحرب ولقرار تركيا عليها. ولذلك فهي مستمرة في محاولات التواصل الدبلوماسي مع كل من موسكو وكييف، ومصرّة على إمكانية استضافة قمة بين رئيسيهما أو على أقل تقدير وزيرَي خارجيتيهما، ولعلها تطالب روسيا خلف الأبواب المغلقة بعدم فتح جبهة البحر الأسود وتجنب التصعيد هناك بحيث تتجنب الاضطرار لاتخاذ قرار حساس بهذه الدرجة.
فالمطور أو المستثمر السياحي على سبيل المثال وحتى ينجح في مشروعه لا بد أن يشرع أبوابه للزائرين. مفهوم يوم للذكور ويوم للإناث لم يعد مجدياً بعد اليوم. هذا التصرف يقلل من زيارة العائلات وبالتالي الدخل. خبراء دوليون لـ "الاقتصادية": الانفتاح السياحي فرصة ذهبية للاقتصاد السعودي لجذب الاستثمارات | صحيفة الاقتصادية. وهكذا نجد أن نزوح المستثمر للخارج أو الاحتفاظ بأمواله دون تدويرها عملياً بما ينفع الناس قد يلغي مليون فرصة عمل جديدة نحن بأشد الحاجة إليها. بالأمس القريب تجمع عدد من الدعاة في الديوان الملكي يحملون رسالة تطالب وتؤكد وتؤصل استمرار انغلاق المجتمع. وقبل ذلك كان لهم حضور مماثل في عدد من الوزارات. هم ينطلقون من مفاهيم اجتماعية معينة لكن هل سيجتمع هؤلاء نحو ذات الغاية لو تم إقناعهم أن الانفتاح الذي يقوده الملك إنما هو لمصلحة البلد وليس من باب الترف كما قد يفهمه البعض؟ هل سيستمر هؤلاء الإخوة في مطالباتهم فيما حتى لو تم توضيح صور المستقبل الغالب عليها الرعب والعتمة عندما يرتفع عدد العاطلين إلى عشرة ملايين عاطل وعاطلة خلال سنوات قادمة؟ لا أظن أنهم سيستمرون كون هذا الاستمرار قد يؤدي إلى فقدان كل المكتسبات. ولهذا فما قيمة الإبقاء على بعض العادات المختلف حولها أصلاً من الناحية الشرعية إذا كانت المحافظة عليها ستدمر الأخضر واليابس؟ فهل نبدأ بالشروع بإقامة ورشات العمل والندوات المفتوحة التي توضح أهمية هذا التنوع في الاستثمارات وهذا التحرك المنضبط نحو الانفتاح في المجتمع حتى نقضي على مثل هذا الجدل؟ أتمنى ذلك.
إذاً، هل سنفاجأ من الآن فصاعداً بقرارات جديدة؟ يجيب: "أتوقّع أن تتعالى القرارات، وهناك مشروع لإقرار نظام التحرّش قريباً، الهادف إلى تمكين المرأة، تزامناً مع اقرار قانون المرور والسماح لها في العمل بكل القطاعات". ويوضح أنّ "نظام التحرّش سيكون الأقسى وستكون بنوده ضمن الشريعة الاسلامية وسيطبق بشدة وحزم"، مفسراً: "هناك خشية أنه بالتزامن مع بدء المرأة السعودية القيادة ودخولها معترك العمل في قطاعاته المتنوعة ان تتعرض للتحرّش او تتم الاساءة إليها، وهذا النظام سيوجد لإعلاء شأن المرأة وحمايتها". ويكشف عن أنّ "نظام المرور الذي سيقر قريباً أجمع على أن يكون نظاماً عادلاً وموحداً بين الجنسين". ماذا عن الأصوات الرافضة: يقول: "هناك من اعتاد استخدام الدين لإثارة الشغب، وسبق وتم التعامل معهم وتحييدهم وفصلهم، منهم أئمة وخطباء، وتم إعادة تأهيل خطباء وأئمة جدد. وهناك نوع آخر من المتأثرين بهؤلاء الذين تترك لهم الحرية في قبول الجديد أو رفضه. فأحدٌ لا يجبر أحداً على تنفيذ هذه القرارات الصادرة". ويلفت باطرفي إلى أنه "يوم أقرّ الملك فيصل بن عبد العزيز السماح للفتيات بالذهاب إلى المدارس، تأسست أول مدرسة للبنات في السعودية، علت الأصوات الرافضة، فتوجّه إليهم الملك حينها قائلاً: "الدولة ستفتح المدارس ومن لا يريد تعليم ابنته فليقفل عليها الباب".
03:42 الاثنين 23 مايو 2011 - 20 جمادى الآخرة 1432 هـ لا يمكن أن توصف الخطوات التنموية الكبرى التي تبناها ويستمر في دعمها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله إلا بالخطوات التاريخية غير المسبوقة في تاريخ هذا الوطن الكبير. إنها أشبه ما تكون بالثورة الجميلة الوردية على كل ما هو معطل ومعيق لنمو الدخل وتحسن أحوال الفرد السعودي في هذا الزمن الذي بدأ يقترب فيه عدد السكان من الثلاثين مليون نسمة. واضح جداً أن مفاصل الخطط التنموية التي نشاهدها أمامنا في السنوات الأخيرة تتمحور حول هذا الإنسان السعودي وكيفية إعادة ميكنته ليتحول إلى فرد منتج وفاعل في الآلة الاقتصادية التي تدور رحاها. هذا ليس ابتكاراً سعودياً إذ إن الكل يسعى إلى تفعيل هذه الميزة الفردية في كل مكان في العالم. على أن العالم العربي تحديداً يتميز بقصص أخرى معظمها مخجل في حقيقة الأمر. ولم يكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مخطئاً عندما أشار في كلمته قبل أيام إلى ضعف البنى الاقتصادية في المنطقة العربية بعد أن استثنى منها النفط ومشتقاته بالطبع. كانت المقارنة الأشد إيلاماً في إيقاعها هي تلك المقارنة التي وضعت كل هذه الاقتصادات على مساواة مع اقتصاد دولة صغيرة في أوروبا هي سويسرا كما جاء في الخطبة المشار إليها.