سمعنا كثيراً عن الفساد المالي والإداري والسياسي وحتى الرياضي ، وغالباً يُبحث كل نوع من أنواع الفساد هذه على حدى ويأخذ نصيباً وافراً من الدراسات والأبحاث والندوات وما يرافقه من صخب إعلامي وشعبي ، لكن في الحقيقة إن بحثنا بجدية وتروٍّ بكلِّ هذه الأنواع والأشكال من الفساد نجد أن منبعها واحد ألا وهو الفساد الأخلاقي ، وهو الذي يدفع بالشخص لارتكاب المخالفات والتجاوزات في شتى الأمور ، والتي من بينها الجانب المالي والإداري والسياسي وغيره ، وذلك انعكاس لجشعه وطمعه واستهتاره بالآخرين وأكل حقوقهم بالباطل ، مقرونة بشهوة التملّك والتسلط وغيرها من المغريات التي تندرج تحت بند فقد الأخلاق وفسادها. تفشي الفساد الأخلاقي ظاهرةٌ تؤرق الجميع سواءٌ في ذلك العائلة أم المجتمع وحتى الحكومات والدول، وضحيتها عادة هم الشباب باعتبارهم الأكثر عدداً في المجتمعات، ونحن في مجتمعنا العربي المسلم حريٌّ بنا أن نبحث بتعمّق عن هذه الظاهرة لتأثيرها المباشر على الأفراد والمجتمعات فصلاح الفرد يؤثر بالإيجاب على مجتمعه وكذا العكس. · من مظاهر الفساد الأخلاقي المظهر الأول: من مظاهر الفساد الأخلاقي والأكثر رواجاً ومشاهدةً وانتقاداً من الناس هو المشاهدات اليومية التي يقوم بها البعض سواءٌ الألفاظ أم السلوكيات ، و التي قد يكون بعضها خادشاً للحياء العام ويرفضه شرعنا الحنيف ، وكذا العادات والتقاليد والأعراف ، فالسّب والشتم والقذف عادات أصبحت منتشرة في الشوارع والأماكن العامة وبشكل يومي ، وكذا تشبه بعض الشباب بالنساء بالصوت أو اللباس ، إضافة إلى ما تظهر به بعض النساء بقصد فتنة الرجال وغيرها من المظاهر المنتقدة عرفاً وأخلاقاً والتي نراها عادة في الأماكن العامة وأمام الناس.
ويا عجباً لأمة تنام في النور ، ولأمم تستيقظ في الظلام! بأيديهمُ نُوران ِ: ذكرٌ وسُنةٌ وهم في أحلك الظلمات!!!. وبالتالي نجد أن هناك انفصام بين النظرية والتطبيق وبين التصور والسلوك وبين القناعات والأداء ومرد هذا إلى ضعف التدين وغلبة الهوى والسعي واللهث نحو تحقيق المصالح الشخصية إضافة لضعف الرقابة الداخلية ورقابة المجتمع. ولكن النبي – صلى الله عليه وسلم – وخلفائه الراشدين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين استطاعوا معالجة هذا الأمر من خلال استخدام عدد من الأساليب كأسلوب الترغيب والترهيب وهذا ما سيتم تفصيله لاحقا. إن الحديث عن الفساد لا يخص مجتمعا بعينه أو دولة بذاتها, وإنما هو ظاهرة عالمية تشكو منها كل الدول, لما له من خطر على الأمن الاجتماعي والنمو الاقتصادي والأداء الإداري, ومن هنا حازت هذه الظاهرة على اهتمام كل المجتمعات وكل الدول وتعالت النداءات إلى إدانتها والحد من انتشارها ووضع الصيغ الملائمة لذلك. موضوع عن محاربة الفساد. والمملكة العربية السعودية كغيرها من الدول تدرك أبعاد هذه المشكلة, ولهذا فإنها إلى جانب ما لديها من نظم لمكافحة الفساد صادقت على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمحاربة الفساد وإساءة استعمال السلطة الوظيفية بتلك العبارات المؤكدة على خطورة الفساد الإداري وإساءة استعمال السلطة الوظيفية, والمرسوم الملكي رقم ( 43) لعام 1377 هـ أضفى عليها صفة الجريمة وعمد لمعالجتها ووضع حد لانتشارها وتفشيها في المجتمع, وظلت الحاجة قائمة إلى تجريم هذا الفعل.
سابعًا:- التعزيز: إعداد نظام مكافأة مالية لمن يقوم بالتبليغ عن حالات الفساد بشتى صوره في المؤسسات العامة والخاصة، والابتعاد عن الشكاوى الكيدية ذات الطابع الشخصي، وإتاحة الفرصة لخلق نوع من الإبداع والتطوير لدى الموظفين ومكافآتهم على ذلك وتعليق أسمائهم في لوحة الشرف ليكون حافزاً لغيرهم من الموظفين. ثامنًا:- الحوافز: تحسين الظروف المعاشية للموظفين من المستويات الوظيفية كافة، وتحسين الأجور والحوافز، وإيجاد كادر وظيفي مناسب لكل فئة وظيفية، وتناسب الدخل للموظف مع الظروف المعيشية في الأردن. تاسعًا:- تنظيم العمل: وضع أدلة إنجاز المعاملات والشروط والمعايير المطلوبة وفق آليات ومعايير ضبط الجودة، ووضعها في مكان بارز لدى استعلامات الدوائر الحكومية، لخدمة المراجعين وعلى حاملات خاصة بذلك ومراجعتها بصفة دورية لتعويض النقص، وكذلك إضافة كل جديد لها، وضرورة التزام الموظفين بأخلاقيات العمل المؤسسي، وأداء قسَم الحفاظ على الأمانة، ولا سيما الموظفين الذين لديهم ذمة مالية أو الذين يشغلون وظائف قيادية للمحافظة على المال العام وعدم استغلاله لتحقيق مآرب شخصية، وكذلك عدم استغلال النفوذ وإساءة استخدام السلطة، وتعزيز قيم المساءلة والمراقبة العامة والإعلامية والوضوح السياسي والإداري والإعلامي.
من هم الاغوات في الحرم، تضم المملكة العربية السعودية العديد من المقدسات الدينية ، منها بيت الله الحرام والمسجد النبوي، المملكة العربية السعودية هي إحدى الدول العربية وتقع في أقصى جنوب غرب قارة آسيا ، وتحتل ثلثي مساحة شبه الجزيرة العربية، ويشكل معظم أراضي شبه الجزيرة العربية ، محاطة بثماني دول ، ويتدفق ملايين الأشخاص إلى المملكة العربية السعودية سنويًا لأداء الشعائر الدينية. الآغوات تجمع أفراد يخدمون الحرمين الشريفين في مكة والمدينة. كلمة أغا هي لهجة غير معروفة تستخدم في اللهجات التركية والكردية والفارسية بالنسبة للأكراد ، يشير إلى كبار السن وعائلاتهم ، وإلى الأتراك يشير إلى الرئيس والآس ، وفي الفارسية يشير إلى رب الأسرة ، في زمن الإمبراطورية العثمانية ، أصبحت كلمة أغا شيخًا أو الخبير ، صاحب الأرض ورئيس إدارة المنزل ، وعدد كبير من المنظمات التي يقودها دافعو الضرائب في المناصب العسكرية كانت تعرف بكلمة أغا ، كما استُخدمت للإشارة إلى الخصيان الذين يخدمون في المسكن الملكي ، في مكة والمدينة ، كلمة استثنائية لخدمة الحرمين الشريفين. من هم الاغوات في الحرم: الأغوات هم جماعة من الناس تقوم بخدمة الحرمين الشريفين في مكة والمدينة.
اخبار السعودية - من الذي صافح ولي العهد في الحرم النبوي.. ومن هم الأغوات؟ - شبكة سبق المناطق_متابعات حظيت صورة جديدة ظهر فيها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وهو يصافح أحد أقدم أغوات الحرم النبوي بتفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي. أعادت الصورة للأذهان صورة مماثلة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهم يصافح أحد الأغوات في ٢٠١٥، عندما كان في زيارة للمسجد النبوي وتساءل الكثير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي عن شيخ الأغوات الأخير نوري بن محمد أحمد وعن تاريخ الأغوات وكيف بدأت جماعتهم وإلى من ينسبون. وتشير تقارير عدة إلى أن الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، هو أول من وضع خداماً للكعبة المشرفة وأول من رتب الأغوات في المسجد الحرام هو الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور. وفيما يخص أغوات المسجد النبوي الشريف جاء ظهورهم في عهد الملك الناصر صلاح الدين بن أيوب، مؤسس الدولة الأيوبية. وفي المسجد النبوي الشريف يقوم الأغوات بتنظيف الحجرة النبوية وفتحها للضيوف عند الحاجة واستقبال ضيوف الدولة عند باب السلام ومرافقتهم وملازمتهم إلى أن يغادروا المسجد النبوي الشريف.
كما أوقف رباط على الفقراء لايزال يحمل اسم الأغوات. ويعرفون بغناهم المادي لكنهم لا يورثون ولا يحق لهم هبة أموالهم أو التصرف بها ، وبموتهم تنتقل ممتلكاتهم الى الأوقاف. ولانسل لهم ، ولا أولاد ، وتنقطع سلالتهم بموتهم ورحيلهم عن الدنيا ، والسبب أن أهاليهم قدموهم هدية للحرمين بعد خصيهم. هل يحق لهم الزواج ؟ يحق للآغا الزواج ، ولكن زواجه ليس للمتعة ولكن من أجل أن يجد امرأة ترعاه إذا مرض أو كبر في السن وترعى شؤون حياته. وغالبيتهم يتزوجون من الخارج ويحضرها معه للمملكة ، ويرعاها مع أولادها ، ويقوم بتربيتهم. وفي وقتنا الحاضر اقتصرت أعمالهم على تبخير الروضة ، ومرافقة كبار الزوار. ويمكن للزائر أن يراهم فهم يجلسون إلى الآن بالقرب من دكة الأغوات ـ على يمين الداخل من باب جبريل ـ هذه المعلومات أعتقد أنا غريبة على كثيرين من أبناء المدينة المنورة ومكة فما بالكم بغيرهم أحببت أن أنقلها لكم.
لباس الأغوات ظل الأغوات على مر العصور يتميزون بزي معين فقد وصفهم ابن بطوطه في رحلته قائلا ان الأغوات" على هيئات حسان وصور نظاف وملابس ظراف وكبيرهم يعرف بشيخ الحرم وهو في هيئة الأمراء الكبار ". وفي أيام الدولة العثمانية كان الأغوات يلبسون عباءات استانبوليه وأثوابا واسعة مطرزة مشدودا عليها حزام ويحملون في أيديهم عصيا طويلة ويضعون على رؤسهم غطاء ويقال ان السلطان سليمان القانوني هو الذي رتبهم على هذا الوضع في القرن السادس الميلادي اما لباسهم اليوم فيتكون من رداء يسمى الرجبة ورداء يوضع على الكتف يسمى الحزام وغطاء يوضع على الرأس يسمى القاووق. وفي القديم كانوا يشددون في الزي فالاغا في القديم لا يلبس ثوبا وزرار رقبته مفتوحة ومن فعل ذلك يعاقب بالضرب وكانوا يلبسون الساعة او الخاتم و لا يمسكون الشمسية اما لباسهم اليوم لا يزيد على ما وصفنا أنفا. ويتميز الأغوات على بعضهم البعض بشارات وعلامات حسب رتبهم وتظهر هذه العلامات في الزي الذي يرتدونه فالخبزية يضعون على رؤوسهم شاشا مصنوعا من القصب يسمى فرخ يشمك يلفون به الطربوش (القاووق) والذي يرتدونه هذا الزي هم كبار الأغوات من درجة خبزي فما فوق. كما يمكن التمييز بين درجات الأغوات ومراتبهم بواسطة استعمال الشال ( حزام من صوف) على كيفيات معينة فمن كان منهم في درجة الخبزية فما فوقها فانه يضع الشال على الكتف ومن كان دون درجة الخبزية فانه يربط الشال في وسطه.
فلقد صدر الحكم الشرعي بالصك رقم (71/49/11) وتاريخ 27/3/1430هـ، والمؤيد بقرار مجلس القضاء الأعلى رقم (428/4) وتاريخ 23/6/1423هـ، بأن يقوم مستثمر أحد فنادق الأغوات في مكة المكرمة بدفع ما عليه من التزامات مالية تجاه الأغوات. ونما إلى علمي أن القضية ما زالت منظورة لدى أروقة المحاكم، رغم صدور صك شرعي مميز مكتسب الشرعية. إن أكبر بوادر الفساد هو مماطلة المحكوم عليهم في الحقوق الخاصة والعامة من تنفيذ الأحكام القضائية مكتسبة القطعية، وهذا خلل عظيم ووجه من وجوه الفساد. لقد صدمنا كغيرنا مما نشر في صحيفة الوطن في عددها رقم (3523) الصادر يوم الأحد (9) جمادى الآخرة 1431هـ، في الصفحة (10) بعنوان التمييز تؤكد حكما بإلزام مستثمر (فندق.... في مكة المكرمة) ملك الأغوات بدفع (80) مليون ريال للأوقاف. وبالسؤال عن الموضوع وقراءة صك الحكم وتصديقه من هيئة التمييز، مع متابعة في الجهات ذات العلاقة اتضح أنه لم يتم تطبيق تلك الأحكام حينذاك، وهو حكم قضائي مكتسب القطعية منذ أكثر من عام. السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن شل تلك الأحكام، فهل هناك أيد تتلاعب بالقانون والنظام؟. هذا سؤال مني مشروع، وهذا هو الفساد بعينه، وكيف تتستر تلك الأيدي على مثل هذا الفساد؟.