في رحاب قول الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيءٍ حيٍّ) إنَّ الحياةَ على وجه الأرض؛ حياةَ الإنسانِ، وحياةَ الحيوانِ، وحياةَ النباتِ، قوامها الماءُ، فالماءُ هو الوسيطُ الوحيدُ الذي يحمل الأملاحَ والموادَّ الغذائية منحلةً فيه إلى الكائن الحيِّ، ولولا الماءُ لَمَا كان على وجه الأرض حياةٌ. ولكنْ من منَّا يصدِّقُ أنَّه في كلِّ ثانيةٍ حصراً، في كلِّ ثانيةٍ تمضي يهطل من السماء إلى الأرض على مستوى الكرة الأرضية ستة عشر مليون طنٍّ من الماء، قال تعالى: ﴿أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا﴾ [عبس: 25]. ايه وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يومنون. من أجل قوام الحياة تسقط في كلِّ ثانيةٍ ستةَ عشرَ مليوناً من الأطنان منَ الماءِ، تسقطُ من السماءِ إلى الأرض، ولكنَّ هذا السقوط يتبدَّى فيه اسمُ (اللطيف)، فلو أنَّ هذا الماءَ هوى على الأرض بشكلٍ متصلٍ مجمَّعٍ لأتْلَفَ كلَّ شيءٍ، ولحطَّم كلَّ شيءٍ، ولأنهى الحياةَ، ولكنَّه ينزلُ على شكل قطراتٍ صغيرةٍ فيها لطفٌ، وفيها رحمةٌ، وفيها حكمةٌ. رقماً ثالثاً قرأنُه، هو أنَّ المناطق الرَّعويَّةَ في بلدنا سورية، بفضل نزولِ الأمطار الغزيرة التي انهمرت عام (1988) أنبتتْ هذه المناطقُ من العشبِ الرَّعويِّ الذي تأكله الماشيةُ، ما لو أردنا أنْ نستوردَه لكلَّفنا عشرةَ آلافِ مليون ليرةٍ، أيْ عشرة ملياراتٍ ليرة، لكنْ بتلك الأمطارِ الغزيرةِ التي تفضَّلَ اللهُ بها علينا استعينا عن دفع هذه المبالغِ الطائلةِ ثمناً للأعلافِ.
الآية "وجعلنا من الماء كل شيء حي" مكررة ١٠٠٠ مرة - الشيخ ميثم التمار - YouTube
ويدلك ذلك على الجهل الذي يخيم في أذهان أصحاب الشبه هؤلاء ، وهم لا يشعرون أنهم بشبهاتهم هذه إنما يكشفون عن جهلهم وقلة معرفتهم. والله أعلم.
وقال بعض العلماء: هو الماء المعروف ؛ لأن الحيوانات إما مخلوقة منه مباشرة ، كبعض الحيوانات التي تتخلق من الماء ، وإما غير مباشرة ؛ لأن النطف من الأغذية ، والأغذية كلَّها ناشئة عن الماء ، وذلك في الحبوب والثمار ونحوها ظاهر ، وكذلك هو في اللحوم والألبان والأسماك ونحوها: لأنه كله ناشئ بسبب الماء. وقال بعض أهل العلم: معنى خَلْقه كل حيوان من ماء: أنه كأنما خلقه من الماء لفرط احتياجه إليه ، وقلة صبره عنه ، كقوله: ( خُلِقَ الإنسان مِنْ عَجَلٍ) " انتهى. اية وجعلنا من الماء كل شيء حياة. وانظر "زاد المسير" (5/348) ، "تفسير القرطبي" (11/248) ، "الدر المنثور" (5/626). ثالثا: يظهر جليا لمن يهتم بالجواب عن الشبه التي يطلقها بعض النصارى أنَّ هؤلاء المنشغلين باستخراج هذه الشبه بعيدون كل البعد عن فهم اللغة العربية ، بل قد يكونون من الأعاجم الذين لم يدرسوا العربية ، وإنما يريدون العبث ومحاولة الطعن في هذا القرآن العظيم. وكل عاقل يدرك أن لا محل لأي تناقض في كتاب الله تعالى ، ليس ذلك فقط لأن الله سبحانه وتعالى قال فيه: ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) النساء/82 ، بل لأن العرب أصحاب اللسان العربي العالي ، البالغ في الفصاحة والبلاغة القمة العالية ، والذي تحداهم القرآن في آيات عديدة أن يجاروا أسلوب القرآن الرفيع ، فلم يستطيعوا إليه سبيلا ، لم يَدُر في خلدهم مثل هذه الدعاوى المتنطَّعة في تناقض القرآن ، ولم يخطر لهم مثل هذه الشبه مع شدة تحريهم عن كل مطعن في القرآن.
أهمية الماء لِلمَاءِ أَهميَّة كَبيرَة فِي حَياةِ كُلِّ مَا عَلى الأِرضِ، فَحتَّى تَستَطيع الكَائِنَات الحيَّة العَيش، لا تَستَطيع أَن تَستَغني عَن المَاءِ. تَكمُن أَهميَّة المَاء فِي الجَوانِب الآتية: أهمية الماء للإنسان حماية القلب من الجلطات القلبيَّة ، حَيث إنَّ الإكثَار مِن شُرب المَاء يَزيد مِن سُيولَة الدّم، بِالتّالي فَهو يَعمَل كَمُضادٍّ للتَّخثرِ. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنبياء - الآية 30. [٣] الحماية من أمراض شرايين القلب ، إِذ تَنتُج أَمراض شَرايين القَلب مِن تَراكُم الدُّهون بِالشّرايين فَتُعيقُ تَدَفُّق الدَّم خلِالها، وَهنا يَأتِي دَور شُرب المَاء الذي يَعمَل عَلى خَفضِ مُستَوى الكولسترول بِالدَّم، بِالتّالي خَفض نِسبَة الدُّهُون. [٣] الوِقايَة مِن التهابات المجاري البوليَّة وترسُّبَات حَصوات الكلى وَالمَرارَة ، حَيث يَتسبب قِلَّة شُرب المَاء فِي الكثير مِن الاضطرابَات فِي الجِهاز البَولي. [٤] الوقاية من سرطان القولون ، حيث إنَّ المُحافَظة عَلى شُرب المَاء بِانتظام يُقلّل مِن احتِمَاليّة الإِصابة بِسَرطان القُولون بِنسبَةِ 45%. [٥] السَّيطرة عَلى الشُّعور بِالجوع وفقدان الوزن ، حَيث يُساعد شُرب المَاء قَبل الوَجَبات فِي السَّيطرة عَلى الشّعور بِالجوع، إِذ يَعمَل عَلى مَلء المعدة، وَتَقليل المُيول نَحو الطّعام، مما يُؤدّي إِلى زِيَادة مُعدَّلات حَرق الدُّهون بِالجسمِ بِالتّالي فُقدان الوَزن.
الرابعة خلق فيها ظلمة وعقارب لأهل النار مثل البغال السود ، ولها أذناب مثل أذناب الخيل الطوال ، يأكل بعضها بعضا فتسلط على بني آدم. ثم خلق الله الخامسة في الغلظ والطول والعرض فيها سلاسل وأغلال وقيود لأهل النار. ما هي أهمية الماء - موضوع. ثم خلق الله الأرض السادسة واسمها ماد ، فيها حجارة سود بهم ، ومنها خلقت تربة آدم - عليه السلام - ، تبعث تلك الحجارة يوم القيامة وكل حجر منها كالطود العظيم ، وهي من كبريت تعلق في أعناق الكفار فتشتعل حتى تحرق وجوههم وأيديهم ، فذلك قوله - عز وجل -: وقودها الناس والحجارة ثم خلق الله الأرض السابعة واسمها عربية وفيها جهنم ، فيها بابان اسم الواحد سجين والآخر الغلق ، فأما سجين فهو مفتوح وإليه ينتهي كتاب الكفار ، وعليه يعرض أصحاب المائدة وقوم فرعون ، وأما الغلق فهو مغلق لا يفتح إلى يوم القيامة. وقد مضى في ( البقرة) أنها سبع أرضين بين كل أرضين مسيرة خمسمائة عام ، وسيأتي له في آخر ( الطلاق) زيادة بيان إن شاء الله تعالى. وقول ثالث قاله عكرمة وعطية وابن زيد وابن عباس أيضا فيما ذكر المهدوي: إن السماوات كانت رتقا لا تمطر ، والأرض كانت رتقا لا تنبت ، ففتق السماء بالمطر ، والأرض بالنبات ؛ نظيره قوله - عز وجل -: والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع.