[٢] متى يجوز الجمع والقصر للمسافر؟ هل أُعدّ مسافرًا إذا خرجت من مدينة إلى مدينة؟، أم علي أن أخرج من بلد إلى بلد لكي يجوز لي الجمع والقصر في الصلاة؟، جميع هذه الأسئلة غالبًا ما تسألها لنفسكَ عند خُروجكَ لمسافات طويلة، ولكيّ تكون على علم بمقدار المسافة التي يجب أن تقطعها حتى تعدّ مسافرًا، حاول معرفة مقدار هذه المسافة، وآراء العلماء والفقهاء فيها، وقد اختلف أهل العلم في مقدار مسافة السفر التي يقصر فيها الصلاة على عدة أقوال.
القصر والجمع في الصلاة ما هو القصر والجمع في الصلاة؟، ومتى يجوز لكَ أن تقصر وتجمع في الصلاة؟، أمرنا الله عز وجل بأداء الصلاة وجعل للمصلين الأجر والثواب العظيم، وحذرنا من تركها والتهاون بها ووعد تاركي الصلاة بالعذاب الأليم، وفرض الله علينا خمس صلوات في اليوم والليلة، ومن فضل الله علينا أنّ جعلنا لنا رخصًا في الصلاة في بعض أحوالنا؛ كالسفر والمرض والمطر الشديد، وجعل لنا الجمع والقصر من هذه الرخص، فما هو الجمع والقصر؟، ومتى يكون؟. يُمكننا التّوضيح بأنّ المراد بالجمع في الصلاة هو أن تُصلي الظهر والعصر في آن واحد في وقت إحداهما تقديمًا أو تأخيرًا، وكذلك أن تصلي المغرب والعشاء في وقت إحداهما، وهو رخصة من الله للمصلين وحكمه الجواز أي أنه يجوز لك في حالة السفر مثلا أن تجمع، ويجوز لك أيضا أن تترك الجمع فتصلي كل صلاة في وقتها على الأصل، أما قصر الصلاة فالمراد به هو قصر الصلاة الرباعية من أربع ركعات إلى ركعتين فقط، في حال السفر مثلا، وهو سنة وهو أفضل من إتمام الصلاة، وذلك لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها في جميع أسفاره. [١] لكن متى يجوز لكَ أن تجمع أو تقصر الصلاة؟، عزيزي الرجل يجوز الجمع في الصلاة في عدة حالات، مثل؛ السفر، والعجز؛ كالأعمى الذي لا يعرف الوقت، وصاحب سلس بول أو مذي أو رعاف دائم ونحوه، وكذلك لمن له شغل أو عذر يبيح ترك الجمعة والجماعة، كالخوف على نفسه أو حرمته أو ماله، وجاءت حالات خاصة تبيح الجمع بين المغرب والعشاء فقط وهي؛ المطر الشديد الذي توجد معه مشقة، والثلج والبرد، والجليد.
متى يجوز القصر والجمع؟ - YouTube
الصحيح أنه لا يشترط مسافة معينة للسفر حتى يحق للمسافر القصر ، فكل ما أسماه الناس سفرا جاز فيه القصر، وأما الجمع فالراجح أنه لا يكون إلا عند الحاجة ، والقصر في السفر سنة أفضل من الإتمام. ولكن إلى متى يحق للمسافر أن يقصر؟ أيسر المذاهب المتبوعة في ذلك هو مذهب الإمام أبي حنيفة الذي يرى جواز القصر إذا كان المسافر نوى أن يمكث في سفره خمسة عشر يوما فأقل، فإذا نوى الزيادة على ذلك فلا يجوز له القصر؛ لأنه يكون في حكم المقيم، وليس معناه أنه يقصر خمسة عشر يوما، وما زاد على ذلك فلا يقصر، بل معناه أن من نوى المكث أكثر من خمسة عشر يوما فلا يحق له القصر ولا يوما واحدا. ولكن الإمام ابن القيم فند هذه الآراء، ورأى أنه يجوز للمسافر أن يقصر طالما أنه مسافر مهما كانت مدة سفره ما لم يتخذ من سفره موطنا، وهذا الرأي أقوى دليلا. ولكن إذا كان هذا سيترتب عليه ترك المسجد، والصلاة في البيت، والانقطاع عن أماكن العبادة فلا ينبغي. قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن تحديد مسافة السفر:- علق الله ورسوله القصر والفطر بمسمى السفر ولم يحده بمسافة ، ولا فرق بين طويل وقصير ، ولو كان للسفر مسافة محدودة لبينه الله ورسوله ، ولا له في اللغة مسافة محدودة ، فكل ما يسميه أهل اللغة سفرا فإنه يجوز فيه القصر والفطر كما دل عليه الكتاب والسنة.