ويعكس إدراج اللغة الصينية في مقررات التعليم السعودي، مدى الحرص الكبير الذي تبديه القيادة في تطوير التعليم والارتقاء ببرامجه وتطوير الطالب الذي يعد إحدى أهم ركائز تطور المجتمعات. ويعتبر خطوة استراتيجية نحو المستقبل الذي تطمح إليه السعودية في مجالات العلوم والصناعات التكنولوجية المتطورة، كما يعكس حالة استشراف حقيقية للمستقبل، باعتبار أن تعلم اللغة الصينية يعد أحد أهم المقومات اللازمة للتواصل مع قوة عظمى اقتصادية كالصين. وتهدف السعودية من خلال تعليم اللغة الصينية إلى تنشئة جيل صاعد للمستقبل من الاقتصاديين والصناعيين، لتحقيق الاستفادة القصوى من العلوم المتطورة التي تتميز بها الصين. وبهذا القرار تلتحق السعودية بخمس سكان العالم الذين يتكلمون هذه اللغة، بدءًا من الدولة الأم مروراً بسنغافورة ووصولاً إلى الدول المحيطة بها، وبالتزامن مع رواج التجارة الصينية في العالم. وإضافة إلى المنفعة الاقتصادية التي ستجنيها السعودية من تدريس اللغة الصينية، فسيعود ذلك الأمر على تعزيز الانفتاح الثقافي بين القومية العربية والقومية الصينية، وفتح آفاق دراسية جديدة أمام الطلاب في المملكة. كما يعد وجود لغة مشتركة بين الشعبين السعودي والصيني، من شأنه تحقيق شراكة استراتيجية شاملة بين بلد محوري في الشرق الأوسط وبين قوة صناعية عظمى، بما يساهم في اقتناص الفرص الواعدة بين شعبين تمتد العلاقات بينهما إلى عقود طويلة.
كشفت المتحدثة الرسمية للتعليم العام في السعودية ابتسام الشهري، عن بدء تدريس اللغة الصينية اليوم مع بداية الفصل الدراسي الثاني، في 8 مدارس للبنين بالمرحلة الثانوية للمقررات، 4 منها في الرياض، و2 في جدة، و2 بالمنطقة الشرقية. وأكدت عبر تغريدة في حسابها الرسمي على "تويتر": "ستكون مادة اختيارية للتسجيل، وتمثّل المرحلة الأولى من خطة الوزارة لتدريس اللغة الصينية على نطاق أوسع يشمل الطالبات". يذكر أن إقرار تدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية، جاء خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأخيرة للعاصمة الصينية بكين، والاتفاق لوضع خطة لإدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي على جميع المراحل التعليمية في المدارس والجامعات السعودية. وتأتي هذه الخطوة إيمانًا بأهمية تعزيز أواصر التعاون والتواصل في كافة المجالات، وتمكيناً لتحقيق شراكة استراتيجية شاملة ترتقي لتحقيق تطلعات القيادتين السعودية والصينية.
الجامعة تطلق عدداً من الدورات لتعليم اللغة الصينية 22 صفر 1441 انطلقت في الجامعة السعودية الالكترونية دورات لتعليم اللغة الصينية في مرحلتها الأولى، أوضح ذلك وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور ثامر بن عمر الحسين. وقال إن هذه الدورات تستهدف في مرحلتها الأولى طلاب وطالبات فرع الرياض، حيث يتم تقديمها بنظام التعليم المدمج من خلال حضور تقليدي في الجامعة والافتراضي باستخدام أدوات التعلم الالكتروني. وأبان وكيل الجامعة للشؤون التعليمية أن إطلاق الدورات إنما يأتي استجابة للتوجيهات الكريمة الصادرة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بإدراج اللغة الصينية في المدارس والجامعات السعودية، رغبة من سموه في تأسيس أجيال من المواطنين يتقنون اللغة الصينية بشكل جيد حتى يمكنهم من الاستفادة القصوى من الخبرات والمعارف الصينية في جميع المجالات مستقبلاً، وبما يسهم في بلوغ المستهدفات الوطنية المستقبلية في مجال التعليم في ظل رؤية 2030، كما تم الإعلان عن رابط التسجيل في تلك الدورات في موقع الجامعة.
وهدف اللقاء إلى نشر رسالة المملكة في التسامح والتعايش ودعم القيم الإنسانية المشتركة في جميع أنحاء العالم، وتشجيع الحوار الثقافي الإيجابي، وإبراز صورة المملكة الإيجابية في المحافل الدولية، ومناقشة القضايا والمواضيع المشتركة، إضافة إلى تسجيل وتوثيق نتائج البرنامج في شكل تقارير دولية. وناقش اللقاء ستة محاور تناول الأول احترام ثقافات الأفراد وحضارات الشعوب وتعزيز القيم المشتركة فيما بينهم، فيما تطرق الثاني إلى مد جسور المعرفة والتواصل مع الثقافات الاخرى بما يحقق المعرفة للمجتمع السعودي، بينما تضمن الثالث إبراز صورة المملكة الحقيقية في التسامح والوسطية وهي مهد الإسلام وقبلة المسلمين. أما المحور الرابع فهدف لإكساب مهارات الحوار الايجابي وتسخيرها في التبادل المعرفي بين الثقافات المختلفة، في حين ناقش الخامس اللغة واللهجة ومفهوم السلام والأسرة بينما تناول المحور السادس الأجيال العلمية والتنوع الثقافي مصدر ثراء وإثراء.