هل يجوز محبة الكافر
الحمد لله. أولا: إسلام القلب والوجه لرب العالمين: هو من أعظم مقاصد الرسالة والديانة. ومن لوازم ذلك: أن يكون المحرك للقلب إلى حب من أحبه ، وبغض من أبغضه: هو محبة الله ورضوانه ، فيجعل دين الله الأصل والأساس لذلك كله. قال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ: أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ) رواه أحمد (18524) وحسنه محققو المسند ، وكذا حسنه الألباني في "صحيح الترغيب" (3030). وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ". منتديات ستار تايمز. رواه البخاري (16) ومسلم (43). وينظر جواب السؤال رقم ( 216483). ثانيا: ما سبق تقريره لا يمنع أن يكون بين المسلم وبين معينٍ من الكفار محبة فطرية لسبب ما ، إما لقرابة أو نسب ، أو مصاهرة ، أو صلة وإحسان... أو نحو ذلك ، مع بقاء البراءة من دينه ، والمعاداة له فيه.
وإذا كانت أصل هذه المحبة جائزة مشروعة ، لم ينه الشرع عنها ، فلا حرج على من صرح بها ، لاسيما إذا كانت على سبيل المكافأة لهم على تصريحهم بها. والله أعلم.
منتديات ستار تايمز
وأما ما ذكرته من محبة الكافر لأجل حسن خلقه مع بغض دينه. فاعلم أولا أن الكافر وإن وُجِد عنده حسنُ خُلقٍ فيما بينه وبين الناس، فإنه ليس حَسَنَ الخُلِقِ فيما بينه وبين الله تعالى، فهو سيئ الخلق مع ربه حين كفر به, وقد قال تعالى: وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا. سورة الفرقان: 55]. أنواع الكفر باعتباراته المختلفة: الشروط الواجب توفرها في الإمام (رئيس الدولة). والمعنى وكان الكافر معينا للشيطان على ربه، مظاهرا له على معصيته, ومنظومة الأخلاق ليست مقتصرة على التعامل مع الناس بل تشمل المعاملة مع خالق الناس تعالى. فمحبة الكافر لا ينبغي أن تبرر بحسن خلقه فهو -في الحقيقة- بكفره يعتبر سيئ الخلق، ومع ذلك فمحبته على هذا الوجه لا حرج فيها. ويُرخص في المحبة الجبلية له إن كان قريبا، أو زوجة ونحو ذلك كما بيناه في الفتوى رقم: 219466. وراجع أيضا فتوانا رقم: 151751 بعنوان: هل يشرع محبة الكافر لحسن خلقه مع بغض ما هو عليه من الكفر. والله تعالى أعلم
تاريخ النشر: الثلاثاء 4 ذو الحجة 1434 هـ - 8-10-2013 م التقييم: رقم الفتوى: 223342 25296 0 219 السؤال ذكرتم في الفتوى رقم: (2430546) أنواع موالاة الكفار المكفرة. ذكرتم فيها ما يلي:"الرضى بكفر الكافرين وعدم كفرهم، وتوليهم تولياً عاماً، واتخاذهم أعواناً وأنصاراً " وأنا أسأل عن عبارة: (واتخاذهم أعوانا وأنصارا) كيف يكون هذا العمل موالاة مكفرة إذا كان من أجل محبة الكافر لأخلاقه الحسنة، وصداقته مع بغض ما هو عليه من الكفر، واتخاذهم أعوانا وأنصارا فيما ليس ضد المسلمين ولكن ضد غير المسلمين ؟ هل هذا العمل تول مخرج من الملة أيضا ؟ يرجى توضيح هذه المسائل قبل الافتاء. هل محبة الكافر لغير دينه يعتبر من الموالاة المحرمة - إسلام ويب - مركز الفتوى. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فالكلام الذي استشكله الأخ السائل ذكرناه في الفتوى رقم: 117416 نقلا عن كتاب الولاء والبراء في الإسلام لمؤلفه سعيد القحطاني، وتقديم العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله تعالى. وجملة: " واتخاذهم أعواناً وأنصاراً " ذُكِرَت في سياق التولي العام, والمراد بها اتخاذهم أعوانا وأنصارا في محاربة المسلمين والدلالة على عوراتهم، وفيما يتعلق بالدين, وليس المقصود فيما يتعلق بالأمور الدنيوية.