هنيئًا لنا بهذا الخبر السعيد بتشريف مولودكم الكريم، وهنيئًا لكم بما رزقكم الله من فضله. العيد لنا عيدين، عيد سلامتكم، وعيد المولود الجديد. جعل الله ما وهبكم من ولد مبارك عليكم وجعله من الصالحين. أتم الله عليكم نعمه وفضله، وزادكم. دعاء للرزق بالولد من الناس من يتزوج ويتأخر عليه أمر الحمل والإنجاب، ومنهم من يتمنى المزيد من الذرية، ولكل هؤلاء يدعو الفرد دعاءه ربه أن يرزقه الذرية الصالحة التى تقر عينه بها، ويتمنى من الجميع الدعاء له، بل ويوصي الصالحين ممن حوله ومن يقابلهم يتوسم فيهم الصلاح، أن يدعوا له بالرزق، والولد، ومن الأدعية المستحبة لمن يرغب في مولود له، أو أدعية لطلب الرزق بالذرية ما يلي: اللهم ارزق كل مشتاق بالذرية الصالحة. اللهم انعم على عبدك هذا بولد صالح يكون لك قرة عين. اللهم هب أمتك الصابرة بما يقر عينها. ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين - صحيفة الاتحاد. اللهم أنت الكريم، فارزق عبدك الفقير من فضلك وكرمك كما رزقت زكريا من غير حول له ولا قوة. اللهم كما أنعمت على إبراهيم بإسماعيل وإسحاق، ارزق عبدك بولد صالح. اللهم إنه لا يعجزك أن ترزق عبدك بما يتمنى من ولد صالح. اللهم هب لنا من أزواجنا قرة عين لنا واجعلنا للمتقين إماما. اللهم يا واسع الفضل والكرم، يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام، عبد فقير ببابك يبتغي رضوانك اللهم ارزقه الذرية الصالحة.
يقال: ما عبأت بفلان أي ما باليت به; أي ما كان له عندي وزن ولا قدر. وأصل " يعبأ " من العبء وهو الثقل. وقول الشاعر [ أبو زبيد]: [ ص: 81] كأن بصدره وبجانبيه عبيرا بات يعبئوه عروس أي يجعل بعضه على بعض. فالعبء الحمل الثقيل ، والجمع أعباء. والعبء المصدر. تفسير: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما). و " ما " استفهامية; ظهر في أثناء كلام الزجاج ، وصرح به الفراء. وليس يبعد أن تكون نافية; لأنك إذا حكمت بأنها استفهام فهو نفي خرج مخرج الاستفهام; كما قال تعالى: هل جزاء الإحسان إلا الإحسان قال ابن الشجري: وحقيقة القول عندي أن موضع " ما " نصب; والتقدير: أي عبء يعبأ بكم; أي أي مبالاة يبالي ربي بكم لولا دعاؤكم; أي لولا دعاؤه إياكم لتعبدوه ، فالمصدر الذي هو الدعاء على هذا القول مضاف إلى مفعوله; وهو اختيار الفراء. وفاعله محذوف وجواب " لولا " محذوف كما حذف في قوله: ولو أن قرآنا سيرت به الجبال تقديره: لم يعبأ بكم. ودليل هذا القول قوله تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فالخطاب لجميع الناس; فكأنه قال لقريش منهم: أي ما يبالي الله بكم لولا عبادتكم إياه أن لو كانت; وذلك الذي يعبأ بالبشر من أجله. ويؤيد هذا قراءة ابن الزبير وغيره. ( فقد كذب الكافرون) فالخطاب ب " ما يعبأ " لجميع الناس ، ثم يقول لقريش: فأنتم قد كذبتم ولم تعبدوه فسوف يكون التكذيب هو سبب العذاب لزاما.
قوله تعالى: والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما. قوله تعالى: والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين قال الضحاك: أي مطيعين لك. وفيه جواز الدعاء بالولد. وقد تقدم. والذرية تكون واحدا وجمعا. فكونها للواحد قوله: رب هب لي من لدنك ذرية طيبة فهب لي من لدنك وليا وكونها للجمع ذرية ضعافا وقد مضى في ( البقرة) اشتقاقها مستوفى. وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا-آيات قرآنية. وقرأ نافع وابن كثير [ ص: 79] وابن عامر والحسن: " وذرياتنا " وقرأ أبو عمر وحمزة والكسائي وطلحة وعيسى: " وذريتنا " بالإفراد. قرة أعين نصب على المفعول ، أي قرة أعين لنا. وهذا نحو قوله عليه الصلاة والسلام لأنس: اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيه. وقد تقدم بيانه في ( آل عمران) و ( مريم) وذلك أن الإنسان إذا بورك له في ماله وولده قرت عينه بأهله وعياله ، حتى إذا كانت عنده زوجة اجتمعت له فيها أمانيه من جمال وعفة ونظر وحوطة أو كانت عنده ذرية محافظون على الطاعة ، معاونون له على وظائف الدين والدنيا ، لم يلتفت إلى زوج أحد ولا إلى ولده ، فتسكن عينه عن الملاحظة ، ولا تمتد عينه إلى ما ترى; فذلك حين قرة العين وسكون النفس.
وقرة أعين، كناية عن السرور والفرح، وهو مأخوذ من القرر، وهو البرد، لأن دمعة السرور باردة، قال الزجاج يقال أقر الله عينك، صادف فؤادك ما يحبه، وهذا هو الشعور الفطري الإيماني العميق، شعور الرغبة في مضاعفة السالكين في الدرب إلى الله عز وجل، وفي أولهم الذرية والأزواج، فهم أقرب الناس تبعة، وأول أمانة يُسأل عنها الرجال. واجعلنا أئمة هدى يقتدي بنا أهل التقوى، في الفعل والقول، وفي إقامة الدين، وسؤالهم أن يجعلهم أئمة للمتقين، هو طلب من الله أن يهديهم ويوفقهم، ويمنَّ عليهم بالعلوم النافعة، والأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة التي توصلهم إلى هذه المنزلة العليّة، وسؤالهم هذا لأعلى درجات العبودية. وقد دعا عباد الرحمن ربهم، وهب لنا من ذرياتنا أولادا ملتزمين بمنهج الله لا يحيدون عنه ولا يكلفوننا فوق ما نطيق في قول أو فعل لأن الولد إن جاء على خلاف هذه الصورة كان مصيبة كبرى لوالديه، بدليل أن الرجل قد يسرف على نفسه بأنواع المعاصي، وقد يقصر في حق الله، لكن يحزن إن فعل ولده مثل فعله، يريد أن يرى في أولاده كل تطلعاته وكل ما يتمناه، والولد حين يكون على هذه الصورة يربح والديه في الدنيا وفي الآخرة، لأنه صالح لا ينقطع بره بوالديه لموتهما، إنما يظل باراً بهما حتى بعد الموت فيدعو لهما، وفي الآخرة يجمعهم الله في مستقر رحمته.
وقال في أهل الشقاء: وجعلناهم أئمة يهدون إلى النار 8. قال مجاهد رحمه الله: "لا يكون الرجل إماما حتى يأتم بالمتقين". وختاما؛ نجد أن هذه الآية الكريمة جامعة للكمال في الدين واستقامة للأحوال في الحياة. أية جامعة بين الغاية الإحسانية والغاية الاستخلافية. [1] سورة الفرقان، الآية 74. [2] أخرجه الإمام مسلم رحمه الله. [3] سورة الطور، الآية: 21. [4] تفسير السعدي. [5] في ظلال القرآن. [6] سورة النمل، الآية: 62. [7] سورة الأنبياء. [8] سورة القصص. مواضيع ذات صلة
( [4]) أخرجه الطبري في تفسيره، 19/ 318، وحسّن إسناده صاحب التفسير الصحيح، 3/ 509. ( [5]) مسلم، كتاب الوصية، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته، برقم 1631. ( [6]) سورة الطور، الآية: 21. ( [7]) تفسير ابن سعدي، ص 688. ( [8]) في ظلال القرآن، 4/ 258. ( [9]) سورة السجدة، الآية: 24. ( [10]) انظر: تفسير ابن سعدي، 5/ 499 بتصرف. ( [11]) سورة الفرقان، الآية: 75. ( [12]) البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، برقم 3256، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف، كما يرى الكوكب في السماء، برقم 2830. ( [13]) المسند، 14/ 178، برقم 8471.
[١٧] الزوجة الصالحة التي تعينُ زوجها على طاعة الله خير ما يمتلكه المؤمن، وقد وردَ في حديثٍ عن ثوبان مولى رسول الله أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليتَّخِذْ أحدُكُم قَلبًا شاكرًا، ولِسانًا ذاكرًا وزَوجةً مُؤْمِنَةً تعينُ أحدَكُم علَى أمرِ الآخِرةِ". [١٨] من سعادة المسلم امتلاكه زوجة صالحة وأولادًا صالحين، فعليه أن يسعى للحصول عليهم مع الأخذ بالأسباب والسعي من أجل ذلك، باختيار الزوجة المؤمنة التقية وتربية الأبناء وفق ما يرضي الله. الذرية الصالحة من نعمَ الله العظيمة على المؤمن، وعلى المؤمن أن يحافظَ عليها. المراجع [+] ↑ سورة الكهف، آية:46 ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1768، صحيح. ↑ "الدعاء بصلاح الأزواج والذرية" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-15. بتصرّف. ↑ سورة الفرقان، آية:71-75 ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:298، حسن في الشواهد. ↑ "تفسير الطبري" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-15. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن المقداد بن الأسود، الصفحة أو الرقم:2823، إسناده صحيح. ↑ "القول في تأويل قوله تعالى " والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين "" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-15.