السؤال: المرسل (ط. ف) من الخرج يسأل شرح حديث لرسول الله ﷺ يقول: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له رواه مسلم، أرجو أن يتفضل سماحتكم بشرح هذا الحديث؟ الجواب: هذا الحديث من أوضح الواضحات، لا يحتاج إلى شرح، يقول النبي ﷺ: إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث يعني ينقطع عمله الذي يجري عليه بعد الموت إلا من هذه الثلاث: صدقة جارية قد وقفها هو مثل وقف مسجد يصلى فيه، أو عمارة تؤجر، ويتصدق بأجرتها، أو أرض زراعية يتصدق بما يحصل منها، أو ما أشبه ذلك، فهذه صدقة جارية، يجري عليه أجرها بعد وفاته، ما دامت ينتفع بها الناس. أو علم ينتفع به: إما كتب ألفها، وانتفع بها الناس، أو اشتراها، وأوقفها، وانتفع بها الناس من الكتب الإسلامية النافعة، أو نشره بين الناس، وانتفع به المسلمون، وتعلموا منه، وتعلم بقية الناس من تلاميذه، هذا علم ينتفع به، فإن العلم الذي مع تلاميذه، ونشروه في الناس ينفعه الله به، كما ينفعهم أيضًا، وهكذا الولد الصالح الذي يدعو له، تنفعه دعوة ولده الصالح، كما تنفعه دعوة المسلمين أيضًا، وإذا دعا له إخوانه، أو تصدقوا عنه؛ نفعه ذلك.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم. دار الدنيا جعلها الله دار عمل، يتزود منها العباد من الخير، أو الشر، للدار الأخرى، وهي دار الجزاء. وسيندم المفرطون إذا انتقلوا من هذه الدار، ولم يتزودوا منها لآخرتهم ما يسعدهم، وحينئذ لا يمكن الاستدراك. ولا يتمكن العبد أن يزيد حسناته مثقال ذرة، ولا يمحو من سيئاته كذلك. وانقطع عمل العبد عنه إلا هذه الأعمال الثلاثة التي هي من آثار عمله. الأول – الصدقة الجارية: أي: المستمر نفعها. وذلك كالوقف للعقارات التي ينتفع بمغلِّها، أو الأواني التي ينتفع باستعمالها، أو الحيوانات التي ينتفع بركوبها ومنافعها، أو الكتب والمصاحف التي ينتفع باستعمالها والانتفاع بها، أو المساجد والمدارس والبيوت وغيرها التي ينتفع بها. فكلها أجرها جارٍ على العبد ما دام ينتفع بشيء منها. وهذا من أعظم فضائل الوقف. وخصوصاً الأوقاف التي فيها الإعانة على الأمور الدينية، كالعلم والجهاد، والتفرغ للعبادة، ونحو ذلك. ولهذا اشترط العلماء في الوقف: أن يكون مصرفه على جهة بر وقربة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قـال: قال رسول الله صلى الله جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له) (1) دار الدنيا جعلها الله دار عمل ، يتزود منها العباد من الخير ، أو الشـــر ، للـــدار الأخرى ، وهــي دار الجــــزاء. وسيندم المفرطون إذا انتقلوا من هــذه الدار ، ولـم يتزودوا لآخرتهم ما يسعدهم ، وحينئذ لا يمكن الاستدراك. ولا يتمكـــن العبد أن يزيد حسناته مثقال ذرة ، ولا يمحو من سيئاته كذلك. وانقطع عمل العبد عنه إلا هذه الأعمال الثلاثة التي هي الأول: الصدقة الجارية ، أي: المستمر نفعها. وذلك كالوقف للعقارات التي ينتفع بمغلها أو الأواني التي ينتفع باستعمالها أو الحيوانات التــي ينتــفــع بركوبها ومنافعها ، أو الكتــــب والمصاحف التي ينتفع باستعمالها والانتفاع بها أو المساجد والمدارس والبيوت وغيرها التي ينتفع بها. فكلها أجرها جار على العبد ما دام ينتفع بشيء منها. وهـذا مــن أعظم فضائل الوقف. وخصوصا الأوقاف التــي فيهـــا الإعانة على الأمور الدينية ، كالعلم والجهاد ، والتفرغ للعبادة ، ونحو ذلك. ولهـــذا اشترط العلماء في الوقف: أن يكون مصرفه على وجهة بر وقربة. الثـــانـي: العلم الذي ينتفع به من بعده ، كالعلم الذي علمه الطلبة المستعدين للعلم ، والعلم الذي نشره بيــن النــاس ، والكتب التي صنفها في أصناف العلوم النافعة.
الفائدة الثالثة: في الحديث فضل الولد الصالح؛ حيث إنه مِن عمل والده إذا أحسن تربيته، ففيه الحث على تربية الأولاد الصالحين؛ فهم الذين ينفعون والديهم في الآخرة، ومِن نفعهم أنهم يدعون لهم، وهذا الدعاء منه ما هو مباشر من قِبلهم، ومنه ما هو بالتسبُّب إذا أحسنوا إلى الناس دعوا لوالديهم، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل لَيرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، أنَّى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك))؛ رواه أحمد [3] ، والحديث يشمل جميع الأولاد الصالحين؛ فيدخل فيهم البنات وأولاد البنين، كما أن في الحديث حثًّا للأولاد على الدعاء لوالديهم. [1] رواه مسلم في كتاب الوصية، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته 3/ 1255 (1631). [2] رواه ابن ماجه في المقدمة، باب ثواب معلم الناس الخير 1/ 88 (242)، وصححه ابن خزيمة 4/ 121 (2490)، ولم يذكر المصحف، قال: المنذري (الترغيب والترهيب 1/ 55، و1/ 121): رواه ابن ماجه بإسناد حسن؛ اهـ، وقال ابن الملقن (البدر المنير 7/ 102): إسناده حسن. [3] رواه أحمد 2/ 509، وابن أبي شيبة 3/ 58 (12081)، وعنه ابن ماجه في كتاب الأدب، باب بر الوالدين 2/ 1207 (3660)، قال العراقي (المغني عن حمل الأسفار 1/ 270 (1037): إسناده حسن)، وقال ابن كثير (في تفسيره 4/ 243)، والبوصيري في مصباح الزجاجة 4/ 98 (2721): إسناده صحيح، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1598).