ثم بعد تلك الخطوة بَيِّن لها أن الشرعَ أَوْجَبَ على الرجل معاشرةَ زوجته بالمعروف، وأوجب على المرأة الاستجابة لزوجها في أمر الجماع، وعدم الاستنكاف أو التأبي، وأنه يجب عليها أن تتفهَّم حالك واحتياجاتك ، وذكِّرْها ببعض الأحاديث الواردة في السنة المطَهّرة في عِشرة الزوجين؛ كحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: « إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأَبَتْ، فبات غضبان عليها، لعنتْها الملائكةُ حتى تُصبح »؛ متفق عليه. وروى مسلمٌ عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « والذي نفسي بيده، ما مِن رجلٍ يدعو امرأته إلى فراشها، فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها ». 549 من: (باب تحريم امتناع المرأة من فراش زوجها إِذَا دعاها..). وروى الإمامُ أحمد عن عبدالله بن أبي أَوْفَى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « والذي نفس محمدٍ بيده، لا تؤدِّي المرأة حقَّ ربها حتى تؤدِّيَ حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتبٍ، لم تمنعه »؛ أي: وهي تسير على ظهر بعير. ورواه النسائيُّ والترمذيُّ، عن طَلْق بن علي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « إذا الرجل دعا زوجته لحاجته، فلْتَأْتِه، وإن كانتْ على التنور »؛ أي: وإن كانت تخبز على التنور.
- 549 من: (باب تحريم امتناع المرأة من فراش زوجها إِذَا دعاها..)
549 من: (باب تحريم امتناع المرأة من فراش زوجها إِذَا دعاها..)
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ عضو: عبدالله بن غديان عضو: صالح الفوزان عضو: بكر أبو زيد.
فجعل الله للزوج الاستمتاع بزوجته كل وقتٍ، على أي صفةٍ كانت، ما لم يشغلها عن الفرائض، أو يَضُر بها، وأوجبه فوريًّا، كما بالغ في الزجر عن امتناعها منه، أو تسويفها إياه. فإن استجابتْ ، وإلا أخذتها لطبيبةٍ نفسيةٍ؛ فقد تكون تُعاني من عارضٍ نفسي يمنعها ذلك. أما مسألة التعدُّد ، فهي من الأمور الجائزة كحلٍّ قطعيٍّ لِمِثْل حالتك إن كنت مستطيعًا؛ بشرط العدْل بينهما، ولكن أنصحك ألا تجعله حلاًّ أوَّلِيًّا، ولكن الجأْ إليه إن تعذر إصلاحها. أما فعل العادة السرية فمحرمٌ ، وقد سبق بيانه في الاستشارة: " العادة السرية ". وخُذْ نفسك بالحزم، والجأْ إلى الله، وعُدْ لصلاة الجماعة؛ فإنَّ الابتلاء يوجب على المسلم الناصح الفرار إلى الله، وصِدْق اللجْء إليه، ولا تجعلْ للشيطان عليك سبيلاً. أصلح الله لك زوجك، ورزقنا الله وإياك توبةً صادقةً. 7
0
38, 554