وسجلت الماء فانسجل أي صببته فانصبّ. وأسجلت الحوض: ملأته. والسجيل من الضروع: الطويل ، يقال ناقة سجلاء. والسجلّ: الصكّ. (كتاب مخصوص وهو معرّب جك). وقد سجّل الحاكم تسجيلا. وقوله-. { بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} [الفيل: 4]: قالوا هي حجارة من طين طبخ بنار جهنّم. والمساجلة: المفاخرة بأن تصنع مثل صنعه في جري أو سقي ، وأصله من الدلو. قع - سجّل) كيّف ، لاءم ، نال ، جمع ، وفّر ، خزن. قال تعالى ( فاسلكي سبل ربك ذللا) معنى كلمه ذللا في الآيه هو - بحر الاجابات. (سجل) ملاك ، كنز ، خزينة. والتحقيق أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الجمع والكنز للإسبال والنشر ، مادّيّا أو معنويّا. وبهذه المناسبة تطلق على الدلو بلحاظ جمع الماء فيه للإسبال والصبّ ، وعلى الحوض للنشر والاستفادة منه ، وجمع اللبن في الضرع لإطعام الرضيع ، وجمع الكتب أو مطالب في الصكّ وحفظها للإراءة والنشر ، وما يؤخذ ويخزن من النصيب للاستفادة ، وما يجمع للطرح والرمي. فلا بدّ في هذه الموارد من ملاحظة الخصوصيّات. وقلنا في السجر: إنّ بينها وبين موادّ- سجف ، سجل ، سجم: اشتقاقا أكبر ، للتناسب بينها لفظا ومعنى. { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ} [هود: 82]. { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} [الحجر: 74].
والبُلْسن: حَبْ شِبه العَدَس أو العدَس بعينه يمكن أن تكون النون فيه زائدة، لغة لأهل الشام. وأبلسَ الرجلُ إبلاسًا، فهو مبْلِس، إذا يئس. وزعم قوم من أهل اللغة أن اشتقاق إبليس من الإبلاس كأنه أبلس، أي يئس من رحمة الله، والله أعلم. قال الراجز: «وجمِعَتْ يومَ الخميس الأخماسْ *** وفي وجوهٍ صُفْـرَة وإبـلاسْ» والسَّبَل: المطر. وسَبَل: اسم فرس قديمة من خيل العرب. قال الراجز: «هو الجَوادُ ابن الجَوادِ ابنُ سَبَلْ *** إن دَيَّموا جادَ وإن جَادوا وَبَلْ» والسَّبَلَة، سَبَلَة الرجل: معروفة فمن العرب من يجعلها طرف اللحية فيقولون: رجل أسْبَلُ وسَبَلاني، إذا كان طويل اللحية، ومنهم من يجعل السَّبَلَة ما أسْبَلَ من شعر الشارب في اللحية. والرجل الأسبل: ذو السَّبَلَة. وامرأة سَبْلاء، إذا كان لها شَعَر في موضع شاربها. ويقال: لَتَبَ في سَبَل الناقة، إذا طعن في ثُغْرة نَحْرِها لينحرَها. معنى كلمة سبلا فجاجا. وأسبلت السترَ إسبالًا، إذا أرخيته. وأسبلَ الرجلُ إزارَه، إذا أرخاه من الخُيَلاء. قال الشاعر: «فاشرَبْ هنيئًا عليك التاجُ مرتفقـًا*** في رأس غُمْدانَ دارًا منك مِحلالا» «واشرَبْ هنيئًا فقد شالت نَعامتُهـم*** واسْبِلَ اليومَ في بُردَيكَ إسـبـالا» والسَّبيل: معروف، تذكر وتؤنَّث، والجمع سُبُل، وهي الطرُق.
والسبيل هو ما يمتدّ ويرسل ويسبل من نقطة ، فهو الطريق السهل الطبيعيّ الممتدّ الموصل الى نقطة مقصودة ، ماديّة أو معنويّة. وهذا بخلاف الطريق فهو من الطرق بمعنى الضرب والدقّ ، وهو ما يكون ويتحصّل بالعمل والصنع والتهيئة ومن غير سهولة. وأمّا الصراط فهو الطريق الواضح الواسع ، بطور مطلق- راجعه. فالسبيل المادّيّ: كما في:. {وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا} [الزخرف: 10] ،. {وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا} [طه: 53] ،.... {وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا} [الأنبياء: 31]... ،. {لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا} [نوح: 20]... {وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ} [النساء: 43]... {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [النساء: 36]. وهذه الإطلاقات كما ترى إطلاقات في السبل الطبيعيّة الجارية السهلة ، يقصد السلوك فيها الى مقصد. معنى كلمة سجل. والسبيل المعنويّ الفطريّ الحقيقيّ: كما في:. {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [البقرة: 154] * ،. {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [البقرة: 217]* ،. {غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] ،. {وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ} [الأعراف: 142] ،. {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ} [الأعراف: 146] ،.
{ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} [الفيل: 4]. قلنا إنّ السجّيل من السجل ، وهو على فعّيل مبالغة كالصدّيق والشرّير والسكّير ، ويدلّ على ما يجتمع أجزاؤه ويشتدّ للرمي ، كالطين اللزق الصلب المطبوخ. فهذه الكلمة عربيّة أصلية وليست بمأخوذة من الفارسيّة- سنگ كل. ويدلّ على هذا المعنى: وصفه بالمنضود ، وهو ما ينضمّ بعض أجزاء شيء الى بعض آخر ، متّسقا ومحكّما ، فيشمل كلّما يشتدّ باللزوق والانضمام ، من أيّ مادّة يتحصّل ، من ثلج أو طين مطبوخ أو غيرهما ، وظاهر الآيات الكريمة أن يكون السجّيل من نوع الحجارة. السجلّ فعلّ كالفلزّ والدفقّ والخبرّ ، كما في الجمهرة 3/ 350. فالصيغة من مزيد الثلاثيّ ، وتدلّ على المبالغة والشدّة. ومعنى الكلمة: هو كتاب أو نحوه يكتب فيه ويجمع بعض الأحوال الشخصيّة والحوادث الواقعة وأمثالها ، ويضبط فيه بعض الأمور للحاجة اليه. والطيّ: نوع من الجمع في قبال النشر. وذكر السماء لعظمتها ، والأرض كالظلّ لها ، وهي أعمّ من المادّيّة والروحانيّة. والكتب جمع كتاب بمعناه المصدريّ ، والسجلّ ما يضبط فيه الكتب وهو كالدفتر والطومار وغيرها. والتعبير بالطيّ دون الإفناء والإعدام ، وبالكتاب دون الموجود وغيره أي تشبيه السماء بالكتاب: إشارة الى ضعف مرتبة الوجود في السماء ، كما أنّ الكتابة لها وجود أضعف من العينيّ ، وأنّ هذه الظلال مع ضعفها لا تنعدم بالكليّة ، بل تجمع وتضبط بعد النشر والظهور.