[٣٢] الظالم تصيبه دعوة المظلوم، فعن عبدالله بن عباس -رضيَ الله عنهما- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اتَّقِ دَعوةَ المظلومِ؛ فإنَّها ليس بينَها وبينَ اللهِ حِجابٌ). [٣٣] الظّالم عليه اللّعنة من الله، قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ). [٣٤] الظّالم لا يُفلح أبداً، قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ). [٣٥] الظّالم مصروف عن الهداية، قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (أَجَعَلتُم سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسجِدِ الحَرامِ كَمَن آمَنَ بِاللَّـهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَجاهَدَ في سَبيلِ اللَّـهِ لا يَستَوونَ عِندَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ لا يَهدِي القَومَ الظّالِمينَ). [٣٦] الظّالم يُحرم من الشفاعة، قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل: (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ). بحث عن الظلم والشح. [٣٧] يُستنتج أن الظّلم من كبائر الذنوب التي حرّمها الله -سبحانه وتعالى-، وقد بيّن الله ورسوله عواقب الظلم التي تلحق الظالم في الدنيا والآخرة.
موالاة الظالمين: نهى الإسلام عن التعاون مع الظالمين أو موالاتهم والميول إليهم، فبمجرد ما ترتاح النفس وتركن إلى الظالم يعد الإنسان ظالمًا، فالإنسان الغافل قد يدفعه هواه للدفاع عن مقربيه أو أصدقائه بالباطل. تقرير عن الظلم - موضوع. ظلم ذوي القربى لسذاجتهم: لعل من الغريزة ومما يتفق مع الفطرة أن يتخذ الإنسان الأقرباء مصدر ثقة ورحمة وأمان، وبسبب هذه الثقة المفرطة، تصبح تصرفات الناس ساذجة نوعًا ما في التعامل مع أقاربهم من غير تفكير أو إدراك، فيقعون بين فكي كماشة ظلم الأقرباء، لذا فإن ظلم الأقرباء يعد من أكبر المظالم وأشدها ألمًا على النفس الإنسانية. الظلم ينقلب على الظالم فالظلم ينعكس أساسًا على صاحبه، عاجلاً أو آجلاً، وذلك ما بينته سنة الجزاء من جنس العمل، حتى لو تفنن في زخرفة الكلام والخطابات الرنانة، أو أتقن أعمال التزوير والتحايل ودفع الرشاوي أو أدلى بشهادات زور، وهذا شائع بين الكثير من الناس، فالظلم يبقى والجزاء عليه باقٍ لا يسقط مع تقدم الزمان، إلا إذا قرر الظالم استحلال المظالم والتوبة إلى الله والإصلاح وإرجاع الحقوق إلى أهلها. [٣] وانتشار الظلم مؤشر على الهلاك، فما يعيشه العالم حاليًا من مشاكل وأزمات، ما هو إلا نتيجة الفساد والظلم، ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، فإذا كان العدل هو أساس الأمن وأساس الاستقرار، فإن الظلم أساس الفتن وأساس الدمار والهلاك، والظلم ينتشر ويستفحل بسبب التمادي فيه والتغاضي والسكوت عنه، وهذا ما حذر منه الشرع، وما يمكننا أن نلمسه في هذا الوقت من عصرنا انهيار دول كثيرة بسبب فسادها وظلمها، بحيث لم تجد من يردها عن غيها وظلمها، فحصلت الفتنة وقتل الكثير من الأبرياء وضاعت الكثير من المنشآت.
فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ليسَ كما تَظُنُّونَ؛ إنَّما هو كما قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ: (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [١٠]). [١١] التّعدي على حدود الله: نهى الله -سبحانه وتعالى- في أكثر من موضع في القرآن الكريم عن الاقتراب من حدوده، ودلّ على ذلك قوله - سبحانه وتعالى-: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّـهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). [١٢] الصدّ عن مساجد الله: لقد وبّخ الله -سبحانه وتعالى- الذين يصدّون عن سبيل الله بقوله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّـهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ). [١٣] الإعراض عن آيات الله بتعطيل أحكامها: إنّ من ظلم الإنسان لنفسه الإعراض عن آيات الله -عز وجل-، لأنّه يعرّض نفسه للعقاب الشديد، قال -الله تعالى- في كتابه العزيز: (وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى).