: الفائدة الثالثة: هذا الحديث موافقٌ لقول الله تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7]، وقد فقه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة هذه النصوص، فعملوا بها؛ قال مالك - رحمه الله -: بلغني أن مسكينًا استطعم عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وبين يديها عنبٌ، فقالت لإنسان: خذ حبة فأعطِه إياها، فجعل ينظر إليها ويعجب، فقالت عائشة: أتعجب؟! كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة؟! وجاء سائل إلى عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وبين يديه طبق عليه عنب، فأعطاه عنبة، فقيل له: أين تقع هذه منه؟! قال: فيها مثاقيل ذر كثيرة، وجاء سائلٌ إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وبين يديه طبق عليه تمر، فأعطاه تمرة، فقبض يده، فقال سعدٌ: إن الله يقبل منها مثقال الذرة والخردلة، وكم في هذه من مثاقيل الذرة؟! معنى اتقوا النار ولو بشق تمرة - إسلام ويب - مركز الفتوى. [10]. : [1] رواه البخاري في كتاب الرقاق، باب من نوقش الحساب عذِّب 5/ 2395 (6174)، ومسلم في كتاب الزكاة باب الحث على الصدقة ولو بشق تمِرة أو كلمة طيِبة وأنها حجاب من النِار 2/ 703 - 704 (1016). [2] رواه البخاري في كتاب الدعوات، باب التوبة 5/ 2324 (5949). [3] رواه البخاري في كتاب الرقاق، باب ما يتقى من محقرات الذنوب 5/ 2381 ضمن الحديث رقم (5949).
عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ أَنَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ النَّارَ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا، وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ ثَلَاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ قَالَ "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ". * * * كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظ أصحابه ويذكرهم بعواقب الأمور، ويرغبهم في الجنة ويحذرهم من النار، وذلك في أوقات فراغهم من العمل وخلو قلوبهم من شواغل الدنيا، فكان أحياناً يبكيهم ويبكي معهم من خشية الله، وهو أتقاهم وأخشاهم له جل شأنه، حتى كان بعضهم يخيل إليه أنها آخر موعظة يلقيها إليهم. تصدق ولو بشق تمرة. ولقد ذكر النار يوماً فتعوذ بالله منها، وهو آمن من شرها، وفكيف بنا نحن وقد تراكمت علينا الذنوب وأحاطت بنا الخطايا من كل جانب، وليس لنا من العمل الصالح ما ينقذنا من حرها. وقد أشاح بوجهه ثلاث مرات، أي اعرض عنهم بوجهه، فالتفت يميناً وشمالاً كأنه يراها فيتقيها، بدليل ما رواه مسلم في صحيحه عن عدي بن حاتم أيضاً أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذكر النار فأعرض وأشاح. فالإعراض هو الإدبار، والإشاحة هي الالتفات يميناً وشمالاً رغبة في الهرب، وهو نوع من الإعراض وليس مرادفاً له.
ويقول الله – عز وجل -:{ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} (سورة محمد: 38). وقد وردت أحاديث في ذم البخل تشيب منها الولدان منها: 1- ما رواه مسلم في صحيحه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ – رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاتَّقُوا الشُّحَّ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ". 2- وروى النسائي وابن حبان في صحيحه بإسناد صحيح والحاكم واللفظ له عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه – أّنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي جَوْفِ عَبْدٍ أَبَداً، وَلَا يَجْتَمِعُ شُّحُّ وَإِيمَانُ فِي قَلبِ عَبْدٍ أبداً".
ليس معني قربك للموت و مرضك هو فقط تذكرك للصدقة وآثرها عليك فلعل شخص صحيح سليم يتذكر صدقة أفضل بكثير من مريض يقترب من الموت. انظر إلى الأقربون أولاً فالأقربون أولى بالمعروف والمحتاجين. الصدقة ليست مادية فقط ملبس مأكل او غيره فربما تكون صدقتك في علمك ،علم ينتفع به يمكنك مساعدة شخص ما لتعليمه دون مقابل. إعطاء الماء أو سقي الماء لمن يحتاج كما قال صلى الله عليه وسلم: (أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَنْ تُشْبِعَ كَبِدًا جَائِعًا) الصدقة المخفية كما قال رسول الله في أول الحديث: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله……….. اتقوا النار ولو بشق تمرة. ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها، حتى لا تعلم شمالُه ما تُنفق يمينه) أثر التصدق علي الفرد في الدنيا والآخرة للصدقة أثر مباشر في الدنيا وفي الأخرة فلحظة تصدقك بشيء سيعطيك الله أفضل منه، فهي لا تنقص مالاً أبداً، وجبر خاطر المحتاجين سيجبر الله خاطرك دوماً: الصدقة جبال من الحسنات ولهذا فالحسنة تمحي السيئات والذنوب. تمحي غضب الله، فعصيانك لربك واقترافك لذنوب تشعل غضب الله عليك فتطفئه الصدقة. مباركة المال وزيادته. تعمل على تحقيق التكافل الإجتماعي. تجعل الإنسان يشعر بغيرة من الناس واحتياجاتهم فترقق قلبه والمؤمن لين القلب لا غليظ.
جميع الحقوق محفوظة © 2022 الإعلام الرقمي – الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية نأخذ فلسطين إلى العالم ونأتي بالعالم إلى فلسطين
أَوْ قَالَ: "يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ. قَالَ يَزِيدُ: وَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لاَ يُخْطِئُهُ يَوْمٌ إِلاَّ تَصَدَّقَ فِيهِ بِشَىْءٍ، وَلَوْ كَعْكَةً أَوْ بَصَلَةً، أَوْ كَذَا. ولو بشق تمرة!. أخرجه ابن المبارك فى الزهد (1/227، رقم 645) ، وأحمد (4/147، رقم 17371) ، وابن حبان (8/104، رقم 3310) ، والطبرانى (17/280، رقم 771) ، وأبو نعيم (8/181) ، والحاكم (1/576، رقم 1517) ، وقال: صحيح على شرط مسلم. (والبيهقى 4/177، رقم 7540).