فقال: إني لأرى حضرة ما هم بإنس ولا جن ، ثم قُبض ، وقال فضالة بن دينار: حضرت محمد بن واسع وقد سجي للموت ، فجعل يقول: مرحبا بملائكة ربي ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وشممت رائحة طيب لم أشم قط أطيب منها. ثم شخص ببصره فمات ماذا يرى الميت عند الاحتضار ، والآثار في ذلك أكثر من أن تحصر.
ويجب أن تراعي أيضاً أننا كلنا سنؤول إلى هذا الموقف وحتى أنت نفسك سيأتي الوقت لتكون أنت في مكان هذا الشخص. لماذا تدمع عين الميت عند احتضاره؟.. وهذا ما يراه. لذلك يجب عليك أن تتعامل بصبر حتى وإن كانت طلبات الشخص غريبة وكثيرة ولكن يجب عليك أن تزعن لهذه الطلبات دون أن تتكلم كثيراً بل افعل، ويستحسن أيضاً ألا تبكي أمام الشخص فلو كنت تريد أن تبكي على حاله فاخرج وافعل ذلك، ولكن أمامه امسك دموعك حتى تعطيه القوة لأن بكائك هذا سيجعله يحزن أكثر أنه سيفارقك لأن المشاعر في هذا الوقت تكون مرتبطة جداً وأهم شيء هو نفسيته، ولا أحد يعلم ربما ما تعتبره احتضار يكون أزمة وستمر ولذلك كن دائماً قوياً. أيضاً لو كان المحتضر أبوك أو أمك فهو غالباً سيكون غير قادر في أيامه الأخير على قضاء حاجته ولذلك واجب عليك أن تتحمل أنت مسئولية التغير والتنظيف باستمرار حتى لا يشعر الشخص بالضيق وأنه ثقيل وعاجز، ولا تنسى أنهما في يوم ما كانوا يفعلون معك نفس الشيء وهم فرحين ويضحكون في وجهك وأنت طفل وليد ولولاهم لما كنت أنت الآن من الأساس. أخيراً عزيز القارئ لحظات الاحتضار هي لحظات سيئة على الجميع سواء الذي سيفارق الحياة أو الذي سيعيش فقدان هذا الشخص، ولكن يجب أن تعلم أن هذه هي سنة الحياة وليس هناك حل لهذه الحالة ولذلك عامل المحتضر برفق واتقي الله فيه، وعلم أولادك أن يفعلوا بك هذا عندما توافيك المنية عندما يكبرون ويدركون هذا حتى لا يكونون أولاد غير فاهمين بل أولاد فاهمين ومدركين.
فالأمر مريب. ولكن يا عزيزي في هذا المقال لن نشرح الظواهر قدر ما سنبرزها حتى لا قدر الله وشاهدت أحدهم يحتضر لا تستغرب الموضوع بل ستكون على علم ومعرفة مسبقة بما يشعر مثل هؤلاء الذين سيفارقون الحياة قريباً. تعرف على شعور الإنسان أثناء لحظات الاحتضار سرد بعض الأسرار هذا شيء غريب فعلاً في لحظات الاحتضار حيث الكثير من الأسرار التي لم تكن تخطر على بال أي أحد أفشيت في خلال هذه اللحظات، حيث أن المحتضر يكون قد وصل للحالة التي يفهم فيها أنه يجب أن يستسلم فالمقاومة ليست سوى تضييع للوقت. لذلك يبدأ المحتضر في أن يشعر أن هناك ذنب وأن هناك حياة أخرى سيذهب لها ويبدأ يتخيل هذه الحياة، ومن هنا يحدث تداخل بين ماضي المحتضر مستقبله القريب. ولكن من ضمن الماضي يكون هناك أسرار لا أحد يعلمها غيره فتجد هذا الشخص طلب رؤية ناس معينين ليحملوا عنه الأسرار هذه وربما تكون الأسرار عن مال كان مكتنزه في مكان معين أو أرض اشتراها ولا أحد يعلم أو ذنب اقترفه وهو صغير ويريد أن يكفر عنه أو شهادة حق يعرفها ولا يريد أن تموت معه، أسرار غريبة تكون مطوية جداً ولا أحد يعلم عنها شيء. ولذلك يجمع أشخاص هو يثق فيهم يقول لهم هذه الأسرار، غالباً الأمر لو كان مادي سيهم الأحياء ولو كان غير ذلك فهم أيضاً سيصطنعون الاهتمام لأجل أن يشعروه بالراحة وهذا في حد ذاته جيد نوعاً ما.