صحافة الجديد - قبل 12 ساعة و 43 دقيقة | 42 قراءة - الأكثر زيارة
بخصوص المطرب اللبناني راغب علامة, ولد في أسرة مسلمة في أسره "مسلمة شيعية", وقد صرح في سبق صحفي أنه مسلم شيعي وليس مسيحي.
وبنحو الذي قلنا في معنى ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني علي قال: ثني أبو صالح قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن) يقول: نهى الله المؤمن أن يظن بالمؤمن شرا. وقوله ( إن بعض الظن إثم) يقول: إن ظن المؤمن بالمؤمن الشر لا الخير إثم ، لأن الله قد نهاه عنه ، ففعل ما نهى الله عنه إثم. وقوله ( ولا تجسسوا) يقول: ولا يتتبع بعضكم عورة بعض ، ولا يبحث عن سرائره ، يبتغي بذلك الظهور على عيوبه ، ولكن اقنعوا بما ظهر لكم من أمره ، وبه فاحمدوا أو ذموا ، لا على ما لا تعلمونه من سرائره. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. حدثني علي قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( ولا تجسسوا) يقول: نهى الله المؤمن أن يتتبع عورات المؤمن. ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا. حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( ولا تجسسوا) قال: خذوا ما ظهر لكم ودعوا ما ستر الله. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا) هل تدرون ما التجسس أو التجسيس؟ هو أن تتبع ، أو تبتغي عيب أخيك لتطلع على سره.
وقوله ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) يقول - تعالى ذكره - للمؤمنين أيحب أحدكم أيها القوم أن يأكل لحم أخيه بعد مماته ميتا ، فإن لم تحبوا ذلك وكرهتموه ، لأن الله حرم ذلك عليكم ، فكذلك لا تحبوا أن تغتابوه في حياته ، فاكرهوا غيبته حيا ، كما كرهتم لحمه ميتا ، فإن الله حرم غيبته حيا ، كما حرم أكل لحمه ميتا. حدثني علي قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا) قال: حرم الله على المؤمن أن يغتاب المؤمن بشيء ، كما حرم الميتة. ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب. حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا) قالوا: نكره ذلك ، قال: فكذلك فاتقوا الله. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) يقول: كما أنت كاره لو وجدت جيفة مدودة أن تأكل منها ، فكذلك فاكره غيبته وهو حي. وقوله ( واتقوا الله إن الله تواب رحيم) يقول - تعالى ذكره -: فاتقوا الله أيها الناس ، فخافوا عقوبته بانتهائكم عما نهاكم عنه من ظن أحدكم بأخيه المؤمن [ ص: 309] ظن السوء ، وتتبع عوراته ، والتجسس عما ستر عنه من أمره ، واغتيابه بما يكرهه ، تريدون به شينه وعيبه ، وغير ذلك من الأمور التي نهاكم عنها ربكم ( إن الله تواب رحيم) يقول: إن الله راجع لعبده إلى ما يحبه إذا رجع العبد لربه إلى ما يحبه منه ، رحيم به بأن يعاقبه على ذنب أذنبه بعد توبته منه.
قال النووي: ( اعلم أنه ينبغي لمن سمعَ غِيبةَ مُسلمٍ أن يَرُدَّها ويزجُرَ قائلَها، فإن لم ينزجرْ بالكلام زجَرَهُ بيدهِ، فإن لم يستطع باليدِ ولا باللسانِ، فارقَ ذلكَ المجلس) انتهى. قال الصنعاني: (وقدْ عَدَّ بعضُ العلماءِ السكُوتَ كبيرةً لوُرُودِ هذا الوعيدِ، ولدُخُولِهِ في وعيدِ مَن لَمْ يُغيِّر المنكَرَ؛ ولأنهُ أَحَدُ الْمُغتابينَ حُكماً وإن لَمْ يكُن مُغتاباً لُغَةً وشَرْعاً) انتهى.
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " أتدرون ما الغيبةُ ؟" قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: " ذكرُكَ أخاكَ بما يكرهُ " قيل: أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقولُ؟ قال: " إن كان فيه ما تقولُ، فقد اغتبتَه. وإن لم يكنْ فيه، فقد بهتَّه " (رواه مسلم). روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " أتدرون ما المفلِسُ ؟" قالوا: المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ. فقال: " إنَّ المفلسَ من أمَّتي، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا. فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه. فإن فَنِيَتْ حسناتُه، قبل أن يقضيَ ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه. لا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا. ثمَّ طُرِح في النَّار " (رواه مسلم). أيها المؤمنون: الغيبة مرض فتَّاك يسري في المجتمع، بل هي بين الناس كالفاكهة التي يأكلونها، ويتلذذون بها، بعض الناس لا يعيش إلا عليها، يتكلم في فلان، ويتعرض لفلان، ويتهم فلانًا، ويسيء إلى فلان، وهذه الأمور لا يعيش عليها إلا الجراثيم لا يعيش عليها من الناس؛ إلا كما تعيش الجراثيم في مستنقع الماء. فاحذروا -يا عباد الله-، احذروا من التعرض لإخوانكم ولأقاربكم ولأصدقائكم ولجيرانكم.
ولما سمعت الخطبة تذكرت هذه الرؤيا وبعدها والله يا ولدي ما تكلمت في عرض مخلوق إلى اليوم، لكن خشيت أنك تقصدني في الخطبة، فقلت له: لا والله، ولكن أحمد الله واشكره أن الخطبة لامست شغاف قلبك أنت وغيرك ممن حضروا، أسأل الله -جلا وعلا- أن يحفظ ألسنتنا وأبصارنا وأسماعنا وبطوننا وفروجنا من الحرام كما أسأله سبحانه أن يتم علينا الأمن والأمان، هذا واستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
إن الغيبة خلق ذميم، لا يتصف به الرجال، وإنما يتصف به أشباه الرجال الجبناء من ذوي الوجهين الذين يغتابون إخوانهم وأصدقاءهم أمام الناس، فإذا لقوهم هشّوا لهم وبشّوا، وتظاهروا بالصداقة والود. ومن هنا كان المسلم الحق أبعد الناس عن الغيبة والتلون بلونين، لأن الإسلام علمه الرجولة، ولقّنه الاستقامة، وحبّب إليه التقوى في القول والعمل، وكرّه إليه النفاق والتلون والتذبذب؛ بل نفره من هذه الخصال تنفيراً، حين جعل ذا الوجهين من شرار الناس عند الله، وذلك في قول الرسول، صلى الله عليه وسلم: تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، رواه البخاري ومسلم. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الحجرات - قوله تعالى ولا يغتب بعضكم بعضا - الجزء رقم27. إن المسلم الحق له وجه واحد لا وجهان، وجه أغر أبلج مشرق واضح لا يلقى به قوماً دون قوم؛ بل يلقى به الناس جميعاً، لأنه يعلم أن اتخاذ الوجهين هو النفاق بعينه، والإسلام والنفاق لا يجتمعان، وأن ذا الوجهين منافق، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار. المسلم الحق يقف من الغيبة موقفاً جاداً، فلا يتورط بالوقوع في شكل من أشكالها، ولا يسمح لأحد أن يغتاب في مجلسه؛ بل يذب عن إخوانه ألسنة البغي والعدوان، ويدفع عنهم قالة السوء، عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: من ذبّ عن لحم أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار، رواه أحمد.
أخي المبارك! وإذا أردت أن تعرف هل هذه الكلمة في مصلحتك أو لا، فتذكر أن أخاك خلف الجدار يستمع لما تقول، فماذا أنت قائل، تذكر أخي الكريم لو أنك كنت مكانه وهو مكانك ماذا يسرك أن يقول عنك، وتذكر قول الحبيب -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي يرويه أنس بن مالك -رضي الله عنه-: " لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه " (رواه البخاري). وقول الحبيب -صلى الله عليه وسلم-: " مثل الْمُؤمنِينَ فِي توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كَمثل الْجَسَد الْوَاحِد إِذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْو تداعى لَهُ سَائِر الْجَسَد بالحمى والسهر " (رواه البخاري, ومسلم). ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا , ابتعدوا عن النميمة و التصنت على الاخرين - صور دينيه اسلامية. لقد قالت عائشة كلمة خفيفة صغيرة، قالتها في حق إحدى النساء نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: " حسبك من صفية أنها قصيرة "، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " لقد قلت كلمة لو مُزجت في ماء البحر لغيرته ". عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت قلتُ للنبيِّ: " حسبُك مِن صفيةَ - زوجِ النبيِّ - كذا وكذا "- تعني! إنها قصيرةٌ - فقال النبيُّ: " لقد قلتِ كلمةً لو مُزِجتْ بماء البحرِ لَمَزَجتْه " (رواه أبو داود وصححه الألباني). الله أكبر! كم نتكلم في أعراض إخواننا صباح مساء كم نتهمهم ونسيء إليهم، وانظروا إلى هذه الكلمة البسيطة الصغيرة القليلة، " إنها قصيرة "، وهي قالت شيئًا واقعيًّا، لكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حمايةً لأعراض المؤمنين والمؤمنات، قال: " لقد قلت كلمة لو مزجت بالبحر لغيرته ".