وآتاه الله الملك والحكمة قال السدي: أتاه الله ملك طالوت ونبوة شمعون. والذي علمه ، هو صنعة الدروع ومنطق الطير وغير ذلك من أنواع ما علمه صلى الله عليه وسلم. وقال ابن عباس: هو أن الله أعطاه سلسلة موصولة بالمجرة والفلك ورأسها عند صومعة داود ، فكان لا يحدث في الهواء حدث إلا صلصلت السلسلة فيعلم داود ما حدث ، ولا يمسها ذو عاهة إلا برئ ، وكانت علامة دخول قومه في الدين أن يمسوها بأيديهم ثم يمسحون أكفهم على صدورهم ، وكانوا يتحاكمون إليها بعد داود عليه السلام إلى أن رفعت. قوله تعالى: ( مما يشاء) أي مما شاء ، وقد يوضع المستقبل موضع الماضي ، وقد تقدم. إعراب لفظ الجلالة في الآية ولولا دفع الله الناس...إلخ - إسلام ويب - مركز الفتوى. قوله تعالى: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض كذا قراءة الجماعة ، إلا نافعا فإنه قرأ " دفاع " ويجوز أن يكون مصدرا لفعل كما يقال: حسبت الشيء حسابا ، وآب إيابا ، ولقيته لقاء ، ومثله كتبه كتابا ، ومنه " كتاب الله عليكم ". النحاس: وهذا حسن ، فيكون دفاع ودفع مصدرين لدفع وهو مذهب سيبويه. وقال أبو حاتم: دافع ودفع بمعنى واحد ، مثل طرقت النعل وطارقت ، أي خصفت إحداهما فوق الأخرى ، والخصف: الخرز.
وأخرجابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله {ولولا دفعالله الناس بعضهم ببعض} قال: يدفع الله بمن يصلي عمن لا يصلي، وبمن يحجعمن لا يحج، وبمن يزكي عمن لا يزكي. . وأخرجعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله {ولولا دفع الله الناس... } الآية. يقول: ولولا دفاع الله بالبر عن الفاجر، ودفعه ببقية أخلاق الناس بعضهم عنبعض لفسدت الأرض بهلاك أهلها. وأخرجعبد بن حميد عن قتادة في قوله {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض... }الآية. قال: يبتلي الله المؤمن بالكافر، ويعافي الكافر بالمؤمن. وأخرج ابن جرير عن الربيع {لفسدت الأرض} يقول: لهلك من في الأرض. وأخرج ابن جرير عن أبي مسلم. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الحج - الآية 40. سمعت عليا يقول: لولا بقية من المسلمين فيكم لهلكتم. وأخرج الخلال في كتاب كرامات الأولياء عن علي بن أبي طالب قال: إن الله ليدفع عن القرية بسبعة مؤمنين يكونون فيهم. من هم الابدال وأخرجأحمد والحكيم الترمذي وابن عساكر عن علي"سمعت رسول الله صلى الله عليهوسلم يقول: الأبدال بالشام، وهم أربعون رجلا، كلما مات رجل أبدل اللهمكانه رجلا، يسقي بهم الغيث، وينتصر بهم على الأعداء، ويصرف عن أهل الشامبهم العذاب". ولفظ ابن عساكر: "ويصرف عن أهل الأرض البلاء والغرق".
والاحتمال الخامس: أن يكون اللفظ محمولًا على الكل، لأن بين هذه الأقسام قدرًا مشتركًا وهو دفع المفسدة، فإذا حملنا اللفظ عليه دخلت الأقسام بأسرها فيه
وأخرج أحمد في الزهد عن كعب قال: لم يزل بعد نوح في الأرض أربعة عشر يدفع الله بهم العذاب. وأخرج الخلال في كرامات الأولياء عن زاذان قال: ما خلت الأرض بعد نوح من اثني عشر فصاعدا يدفع الله بهم عن أهل الأرض. وأخرج الجندي في فضائل مكة عن مجاهد قال: لم يزل على الأرض سبعة مسلمون فصاعدا، ولولا ذلك هلكت الأرض ومن عليها. وأخرج الأزرقي في تاريخ مكة عن زهير بن محمد قال: لم يزل على وجه الأرض سبعة مسلمون فصاعدا، ولولا ذلك لأهلكت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن عساكر عن أبي الزاهرية قال: الأبدال ثلاثون رجلا بالشام، بهم تجارون وبهم ترزقون، إذا مات منهم رجل أبدل الله مكانه. وأخرج الخلال في كرامات الأولياء عن إبراهيم النخعي قال: ما من قرية ولا بلدة لا يكون فيها من يدفع الله به عنهم. وأخرجابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن أبي الزناد قال: لما ذهبت النبوةوكانوا أوتاد الأرض أخلف الله مكانهم أربعين رجلا من أمة محمد صلى اللهعليه وسلم يقال لهم الأبدال، لا يموت الرجل منهم حتى ينشئ الله مكانه آخريخلفه، وهم أوتاد الأرض، قلوب ثلاثين منهم على مثل يقين إبراهيم، لميفضلوا الناس بكثرة الصلاة ولا بكثرة الصيام ولكن بصدق الورع، وحسن النية،وسلامة القلوب، والنصيحة لجميع المسلمين.