وأضاف الشيخ عثمان، أن ما يقصده هو أن على العلماء أن يجتهدوا في احتضان هؤلاء الشباب والتقرب منهم وإفساح المجال لهم وتقريبهم من المهمات والمسؤوليات الكبرى، وأن ينزل العلماء والمشايخ من برجهم العاجي، وان لا ينظرون إلى الشباب نظرة احتقار واستصغار، بل يأخذون بأيديهم ويتحببون بهم، تماما كما كان يفعل النبي عليه الصلاة والسلام في زمانه. مطلوب من العلماء أن يقوموا بدورهم، والشباب سيتبعونهم ويكونون معهم دون أدنى شك. المراكشي: مشكلة الشباب في ضياع الغاية وفساد الوسيلة في حين يقول الدكتور عصام المراكشي أن مشكلةالشباب اليوم هي في أمرين اثنين: ضياع الغاية وفساد الوسيلة. وآمنهم من خوف يناقش دور الشباب المسلم في نهضة المجتمع. أما ضياع الغاية فأكثر شبابنا اليوم إذا سأته ما غايتك في الحياة؟ أفضلهم وامثلهم طريقة من يعطي غاية عامة يستوي فيها عامة المسلمين: غايتي رضوان الله عز وجل، وحبذا بها من غاية. لكن إذا تحدثنا عن الغايات المحددة، أريد ان أكون عالما أو داعية أو طبيبا أو مهندسا متميزا أخدم المسلمين، هذه الغايات تحتاج أن تكون جلية في أذهان الشباب الذين يحتاجون إلى تأطير. أما في الوسيلة، فإذا أردت غاية معينة وحددتها فالطريق إليها سيكون واضحا جليا، ولا يمكن أن تسلك وسائل لا توصلك إلى الطريق.
وتابع: محصلة النهضة تتمثل في تحصيل الهداية والقوة مع الخيرية في الأمة والفرد.. مبينا أن الخطاب الإسلامي انشغل بكيفية استعادة الخلافة الإسلامية الجامعة. وشرح أضلاع النهضة الثلاثة والتي تشمل الهداية والقوة والخيرية، موضحاً أن الهداية تتحقق بالقرآن الكريم لكونه يهدي للتي هي أقوم.. وأن هذا المنحى تحدث عن الفكرة المركزية التي يدور حولها الإسلام وهذه الفكرة تتمثل في التوحيد الذي هو قضية الإسلام الأولى مجتمعة - أي الفكرة - في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وهذان المصدران قامت عليهما الحضارة الإسلامية.. ولفت إلى أن مميزات الحضارة الإسلامية قيامها على هذين المصدرين. وعقد مقارنة بين الفكرة التي قامت عليها الحضارة الغربية وهي فكرة الحرية وما يرتبط بها مبينا أن فكرة الحرية انتهت إلى فوضى بينما انتهت فكرة التوحيد عند المسلمين إلى طهر وصلاح وسيادة. د. شافي الهاجري: غياب القدوة يدعم التفاهة قال الدكتور شافي الهاجري – الاستاذ بكلية الشريعة جامعة قطر: اذا أردنا أن نختصر النهضة في مؤسساتنا الدينية نقول أن يكون المسؤول عن هذه المؤسسات صاحب رسالة، وأن يتجسد الإسلام في حياته. وأضاف: المادة الثقافية الضالة السيئة الموجهة لأبنائنا أقوى بكثير من الحصانة والوقاية من هذه الثقافات، وإذا ما تكلمنا عن المؤسسات، وأولها البيوت، ففي عهد الصحابة كانت البيوت تحمل هم الإسلام، وعندها رسالة، ويعيش الإسلام في وجدانهم، وكذلك البيئة والقدوات.
لا يُدرك نعمة الأمن إلا مَن افتقدها، ولذلك تجدُ إخواننا العرب من فلسطين وسوريا والعراق وليبيا واليمن هم من أكثر الشعوب العربية إدراكاً يقينياً لمعنى فقدان الأمن والأمان.. تجد فيهم من لا يمانع في التخلي عن منصبه والتضحية بكل ثروته من أجل أن يعيش آمنا بين أفراد أسرته، في ذهنه حرب المدن والشوارع والبراميل والقنابل والقذائف الطائشة، في ذهنه الآثار النفسية لافتقاد الأمن حيث لا يعرف المرء متى ومن أين يأتيه الموت! نحمد الله أن طبيعتنا سلمية وثقافتنا ليست دموية، نعم وقعت حوادث وسقط ضحايا في حقب وظروف متباينة، لكننا قياسا بغيرنا ومقارنة بالأرقام فلسنا بدمويين ولا نحب الأشلاء والدماء والثأر والانتقام، ومما يعصمنا أن مجتمعنا قوامه الأسر الممتدة حيث قد تجد في داخل الأسرة الواحدة كافة الألوان السياسية والرياضية ومستويات التدين المختلفة، لكن العالم بات قرية واحدة، والقيم والعادات الراسخة بدأت تهتز وتنجرف والبوصلة قد تنحرف والحرب أولها كلام. أستاذنا عثمان ميرغني، وهو من أصحاب التحليل الموضوعي والرؤية الثاقبة كتب في صفحته على الفيس بوك "بوستاً" تضمّن جملة مهمة تقول: "من السهل إطلاق الرصاصة الأولى، ولكن من الصعب إسكات الرصاص بعدها"، وهي جملة ذات عُمق ودلالة، ورسالة لكل أبناء الوطن بلا استثناء، أنّ عليهم جميعاً الانتباه لخطورة وعواقب العبث والمساس بمنصات وكوابح الأمن والاستقرار، دعك من إطلاق رصاصة أو حتى حشوها ووضعها في الماسورة.