(78) * * * وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال: " النسك " ، في هذا الموضع، الذبح. 14296- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام, عن عنبسة, عن محمد بن عبد الرحمن, عن القاسم بن أبي بزة, عن مجاهد: (إن صلاتي ونسكي) ، قال: " النسك " ، الذبائح في الحج والعمرة. 14297- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قول الله: (ونسكي) ، ذبحي في الحج والعمرة. (79) 14298- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (ونسكي) ، ذبيحتي في الحج والعمرة. 14299- حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان, عن إسماعيل, وليس بابن أبي خالد, عن سعيد بن جبير, في قوله: (صلاتي ونسكي) ، قال: ذبحي. 14300- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري, عن إسماعيل, عن سعيد بن جبير في قوله: (صلاتي ونسكي) ، قال: ذبحي. إسلام ويب - زهرة التفاسير - تفسير سورة الأنعام - تفسير قوله تعالى قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين- الجزء رقم5. (80) 14301- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي, عن سفيان, عن إسماعيل، عن سعيد بن جبير= قال ابن مهدي: لا أدري من " إسماعيل " هذا! = (صلاتي ونسكي) ، قال: صلاتي وذبيحتي. 14302- حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرزاق قال، حدثنا الثوري, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن سعيد بن جبير, في قوله: (صلاتي ونسكي) ، قال: وذبيحتي.
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) وقوله تعالى: ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) يأمره تعالى أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغير اسمه ، أنه مخالف لهم في ذلك ، فإن صلاته لله ونسكه على اسمه وحده لا شريك له ، وهذا كقوله تعالى: ( فصل لربك وانحر) [ الكوثر: 2] أي: أخلص له صلاتك وذبيحتك ، فإن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها ، فأمره الله تعالى بمخالفتهم والانحراف عما هم فيه ، والإقبال بالقصد والنية والعزم على الإخلاص لله تعالى. قال مجاهد في قوله: ( إن صلاتي ونسكي) قال: النسك الذبح في الحج والعمرة. وقال الثوري ، عن السدي عن سعيد بن جبير: ( ونسكي) قال: ذبحي. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي دليل على. وكذا قال السدي والضحاك. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عوف ، حدثنا أحمد بن خالد الوهبي ، حدثنا محمد بن إسحاق ، عن زيد بن أبي حبيب ، عن ابن عباس ، عن جابر بن عبد الله قال: ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عيد بكبشين وقال حين ذبحهما: " وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ، ( إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).
ولما دل على ذلك ببرهان العقل، أتبعه بجازم النقل فقال عاطفًا على ما تقديره: إلى ذلك أرشدني دليل العقل: {وبذلك} أي الأمر العالي من توجيه أموري إليه على وجه الإخلاص.
وفسر ابن كثير (النسك) هنا بالذبائح في الأضحى، والحج، والعمرة؛ ذلك أن العرب كانوا يشركون، ويدَّعون أنهم على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ويذبحون لغير الله، فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الله تعالى له بالبيان بأن يذكر أن ملة إبراهيم كانت ديناً قِيَماً، يعبد الله وحده، ويذبح لله تعالى وحده. وعلى هذا التفسير لـ (النسك) يكون الجمع بين الصلاة وذبح النسك كالأمر بهما في قوله تعالى: { فصل لربك وانحر} (الكوثر:2). وسبب الاقتصار على ذكر هذين النوعين من العبادة -كما ذكر صاحب المنار- هو كونها أعظم مظاهر العبادة التي فشا فيها الشرك؛ فأما الصلاة فروحها الدعاء والتعظيم، وتوجه القلب إلى المعبود، والخوف منه والرجاء فيه، وكل ذلك مما يقع فيه الشرك ممن يغالون في تعظيم الصالحين، وما يذكر بهم كقبورهم، أو صورهم وتماثيلهم، وأما الحج والذبائح فالشرك فيهما أظهر. قُلْ إِنَّ صلاتِي ونسكِي ومحْياي ومماتي للّه رب الْعالَمِين من سلسلة ليت انى - محمد حسين يعقوب. وقوله عز وجل: { ومحياي ومماتي} (المحيا) و(الممات) يستعملان مصدرين ميميين، ويستعملان اسمي زمان، من (حيي) و(مات)، والمعنيان محتملان؛ فإذا كان المراد من (المحيا) و(الممات) المعنى المصدري، كان المعنى على حذف مضاف تقديره: أعمال المحيا، وأعمال الممات، أي: الأعمال التي من شأنها أن يعمل بها المرء في حياته، ووقت مماته.
وقيل: من العرب. وقيل: من أهل مكة. وقال الكلبي: أولهم في هذا الزمان. وقيل: أولهم في المزية والرتبة والتقدّم يوم القيامة. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله. وقيل: مذ كنت نبيًا كنت مسلمًا كنت نبيًا وآدم بين الماء والطين. وقال أبو عبد الله الرازي: معناه من المسلمين لقضاء الله وقدره إذ من المعلوم أنه ليس أولًا لكل مسلم؛ انتهى. وفيه إلغاء لفظ أول ولا تلغى الأسماء والأحسن من هذه الأقوال القول الأول. قال الألوسي: {لاَ شَرِيكَ لَهُ} أي في عبادتي أو فيها وفي الإحياء والإماتة.